بينما ولد لاعب خط الوسط لورنس كوايي في العاصمة الغانية أكرا وبدأ مسيرته الكروية في فريق ليبرتي الغاني وولد المهاجم سيباستيان سوريا بمدينة بايساندو في أوروجواي وتألق في صفوف فريق ليفربول بالعاصمة الأوروجويانية مونتفيديو ، يرتدي اللاعبان قميص فريق واحد. وتضم معظم أندية العالم بين صفوفها لاعبين من جنسيات مختلفة يلعبون إلى جوار بعضهم البعض ولكن الوضع يبدو مختلفا هذه المرة حيث لا ينتمي اللاعبان لناد واحد وإنما لمنتخب واحد وهو المنتخب القطري لكرة القدم. ونجح اللاعبان مع لاعبين من أصول مختلفة في قيادة المنتخب القطري إلى الفوز 3/صفر على المنتخب الكويتي في ختام مباريات الفريقين بالدور الأول لبطولة كأس آسيا 2011 التي تستضيفها قطر حاليا. وشق المنتخب القطري (العنابي) صاحب الأرض طريقه بنجاح إلى الدور الثاني (دور الثمانية). ويضم المنتخب القطري بين صفوفه في البطولة الحالية عددا من اللاعبين من أصول أجنبية مثل فابيو سيزار الذي ولد في لوندرينا بالبرازيل وبدأ مسيرته الكروية في ساو باولو قبل الانتقال للعب في أوروبا وبالتحديد في فريق نابولي الإيطالي الذي لعب له أسطورة كرة القدم الأرجنتيني السابق دييجو مارادونا. وكان حلم سيزار بلا شك هو الاستمتاع بمسيرة رائعة وناجحة في الدوري الإيطالي ولكن مشاكل نابولي المالية دفعته للانتقال إلى فريق أفيللينو المتواضع الذي ينافس بدرجة أدنى من درجات الدوري الإيطالي. وبعد تسع مباريات فقط خاضها مع أفيللينو ، انتقل سيزار إلى فريق العربي القطري في عام 2005 وظل في قطر منذ ذلك الحين. وولد حارس المرمى قاسم عبدالحميد برهان في العاصمة السنغالية دكار بينما ينتمي زميله محمد كاسولا /24 عاما/ قلب دفاع المنتخب القطري لأصول كينية. كما ضم الفرنسي برونو ميتسو المدير الفني للمنتخب القطري إلى صفوف الفريق المشارك في البطولة الحالية لاعبين ولدوا في اليمن والسعودية والكويت. ورغم ذلك ، لا يقتصر الأمر على لاعبي كرة القدم حيث نجحت قطر في إقناع (وحاولت إقناع) العديد من الرياضيين في رياضات مختلفة بتغيير جنسيتهم من أجل تمثيلها في المحافل الدولية. ويبرز من هؤلاء الرياضيين العداء الكيني الأصل ستيفن تشيرونو نجم سباق 3000 متر حواجز حيث حصل على مليون دولار مقابل الانتقال للعب باسم قطر بداية من عام 2003 ونجح تحت اسم سيف سعيد شاهين في حصد ميدالية ذهبية لقطر في هذا السباق ببطولة العالم. ولم يكن تشيرونو أو شاهين هو أول من وافق على تغيير جنسيته والاتجاه للعب باسم قطر. وحصدت قطر ميداليتين أولمبيتين عبر اثنين من النجوم المجنسين وهما محمد سليمان (صومالي الأصل) الذي فاز ببرونزية سباق 1500 متر عدو في أولمبياد برشلونة عام 1992 وآنجل بوبوف المولود ببلغاري والذي تغير اسمه إلى سيف سعيد أسعد ليحرز إحدى برونزيات رفع الأثقال لقطر في أولمبياد سيدني 2000 . وذكرت بعض التقارير أن قطر عرضت ملايين الدولارات على البطلين الأولمبيين ريك نيتلينج ورولاند تشومان نجمي جنوب أفريقيا في السباحة لتغيير جنسيتهما والمشاركة باسم قطر في أولمبياد بكين 2008 ولكنهما رفضا الفكرة تماما. وما يجعل من شاهين وسليمان وأسعد وآخرين حالات مختلفة عن لاعبي كرة القدم هو أنهم أصبحوا مواطنين قطريين فقط من أجل تمثيل قطر رياضيا في المحافل الدولية ، ولكن ذلك لا ينطبق بالضرورة على نجوم كرة القدم. ومثل عشرات الآلاف من لاعبي كرة القدم في كل أنحاء العالم ، ينضم اللاعبون لأندية أجنبية من أجل كسب العيش. وفي معظم الأحيان ، سنحت لهم الفرصة للعب ضمن صفوف المنتخب القطري بعدما قضوا سنوات عدة في أحد الأندية القطرية. واختار كوايي في العام الماضي فقط اللعب للمنتخب القطري رغم مشاركته سابقا مع منتخب غانا للشباب. ويلعب شقيقه عبد الله حاليا بأحد الأندية الإماراتية وضمن المنتخب الغاني (النجوم السوداء). وقال كوايي إنه يشعر كما لو كان قطريا. وأوضح :»أقيم هنا منذ فترة طويلة بلغت نحو سبع سنوات. إنني قطري ، ولدي كل شيء كمواطن قطري ولذلك أشعر بأنني قطري». وقال كوايي /26 عاما/ إنه رغم وجود عدة لاعبين من أصول مختلفة ضمن صفوف المنتخب القطري ، لا توجد أي مشكلة في التفاهم والتعاون بينهم. وأوضح :»نواجه بعض الصعوبة في التحدث باللغة العربية ، ولكننا جميعا نتحدث بالإنجليزية ونفهمها ، ولذلك لا نواجه أي مشكلة فيما بيننا». وقال كوايي إنه سيستمتع باللعب مع المنتخب القطري أمام شقيقه في المنتخب الغاني. وأوضح :»لعبت ضد شقيقي عدة مرات وهو شعور جيد أن ألعب أمامه.. عائلتي لا تعاني من مشاكل بسبب مشاركاتي مع المنتخب القطري ، إنهم يسجلون مبارياتي ثم نشاهدها سويا». ومع تأهل المنتخب القطري لدور الثمانية في كأس آسيا ، تضاعف الاهتمام بمتابعة مباريات الفريق ليس في قطر أو المنطقة العربية والخليجية فقط وإنما في كل من غانا وأوروجواي والسنغال والبرازيل.