لاشك ان خروج منتخبنا الباكر من بطولة امم اسيا وإن كان محبطا الا ان له بالتاكيد ايجابيات ستعود بالنفع على الكرة السعودية مستقبلا، فهذه البطولة اكدت لنا ان ما وضع من خطط وبرامج في الفترة الماضية ينبغي ان يعاد النظر فيه باعتبارها كانت فاشلة.. هناك امور عدة اعتقد انها كفيلة باحداث تغيير في الكرة السعودية وهي سهلة التطبيق وليست بحاجة للدراسة او تشكيل لجان.. وساتحدث هنا عن بعض هذه الحلول التي اراها كفيلة بتطوير كرتنا. رياضتنا خصوصا كرة القدم وهي الواجهة التي يقاس من خلالها تقدم الدول رياضيا باعتبارها اللعبة الشعبية الاولى تحتاج لعمل مضني، ولكنه واضح المعالم.. واهم هذه المعالم هو تحويل الكلام الى افعال فنحن -المنتمين للوسط الرياضي- نتحدث كثيرا ونطرح افكارا عدة وندرس ونجتمع ونشكل لجانا.. كل هذا من اجل معالجة قضية يسهل حلها بدون اضاعة الوقت في امور بيروقراطية تساهم في تحول مشكلة بسيطة الى ظاهرة يصعب ايجاد حل لها. بعد الاخفاق الاسيوي الكبير يفترض ان يعاد النظر في الكثير من الامور الخاصة بالمنتمين للمنتخب وخصوصا الجهاز الاداري، كثيرا ما شاهدنا مدير الكرة يقف بجانب المدرب في التدريبات ويتحدث معه خلال المباريات وهو امر غير مقبول فلكل مهامه التي يفترض الا يتجاوزها ليكون العمل احترافيا، كما ان تواجد ادارة المنتخب العليا في التدريبات والحديث مع اللاعبين قبل كل مباراة امر يفترض ان يتوقف. نحتاج لجهاز تدريبي متكامل يقف على هرمه مدير فني يدير فريق عمل يضم مختصين في الامور الفنية واللياقية والطبية والغذائية.. فريق متناغم يعمل على اعداد اللاعبين من الجوانب كافة.. ويرتبط بنظرائه في الاندية لإيجاد عمل تكاملي يجعل اللاعب يعيش النظام ذاته في ناديه ومنتخب بلاده. اسهبنا في الحديث عن المعسكرات الطويلة وعدم جدواها، وطالبنا مرارا وتكرارا بالاستفادة من ايام (الفيفا) لخوض مواجهات ودية مع منتخبات كبيرة ترفع من مستوى الاداء وتعود اللاعبين على خوض لقاءات قوية تسهم في تطور ادائهم، ولكن ما حصل اننا بقينا ولسنوات طويلة ندور في البوتقة ذاتها بالاصرار على اقامة معسكرات تصيب اللاعبين بالملل لطولها ولا جدوى فنية من ورائها فهي تاتي قبل فترة طويلة من المنافسات الرسمية كما حصل في معسكر النمسا صيف العام الماضي. لاعبون محترفون ودورينا اسمه دوري المحترفين وبالتالي يفترض ان يكون منتخبنا محترفا ايضا، هل سمعتم ان ايطاليا او فرنسا او المانيا او البرازيل اقامت معسكرا اعداديا يتجاوز ال 20 يوما؟! الجواب بالتاكيد لا.. لماذا لم يفعلوا.. ببساطة لا جدوى من هذه المعسكرات.. المنتخبات الكبيرة لا تقيم معسكرات طويلة (لا تتجاوز الاسبوعين) الا قبل البطولات الكبرى.. كاس العالم على سبيل المثال اما المنافسات الاخرى فهم ليسوا بحاجة لهذه النوعية من التربصات فلاعبوهم محترفون وجاهزون لخوض المباريات الرسمية وليسوا بحاجة لاكثر من خمسة ايام للتجمع واجراء تدريبين او ثلاثة قبل المواجهة الرسمية او الودية. إذا استغل المنتخب ايام (الفيفا) وهو امر سهل.. لماذا سهل؟ لان الاتحاد الدولي لكرة القدم وضع روزنامة لهذه الايام تمتد لسنوات عدة وبالتالي بالامكان تكليف شخص او اشخاص.. ولتكن امانة اتحاد الكرة.. لمخاطبة المنتخبات التي نعلم يقينا باننا سنستفيد من اللعب معها، على ان تكون هذه المخاطبات قبل فترة كافية، ما يضمن لنا التوصل لاتفاق مع المنتخبات التي نريد مواجهتها قبل فترة طويلة من اقامة هذه اللقاءات، سيكتسب خبرة أكثر باحتكاكه بمنتخبات عالمية. لا اؤيد الطرح الذي تواتر اخيرا بان استلام اللاعبين لمقدمات عقود باهضة جعلهم لا يهتمون باللعب او بتطوير مستواهم وان المفترض هو تخفيض مقدمات العقود وهذا الامر يتعارض بشكل تام مع الاحتراف الذي مازلنا نحاول جاهدين تطبيقه فعليا.. اللاعب هو موظف في شركة تدفع له راتبا عاليا لانه مميز ولكن هذه الشركة ستخصم عليه او تسرحه إذا توقف عن الانتاج لسبب او لاخر.. وهذا ما يجب ان تطبقه انديتنا وحتى منتخبنا.. وللمعلومية فلاعبونا لا يتقاضون اجرا معلنا للعب مع المنتخب كما هو حاصل عالميا لاننا لم نستطع حتى الان ان نطبق احترافا حقيقيا. الخلاصة ان الاحتراف الذي سنناه منذ عقدين تقريبا لم يصل سن النضج بعد لاننا تركنا موضوع الخصخصة تحت الدراسة لسنوات طوال، وحتى نصل لتطبيق فعلي للاحتراف لابد ان نتحول للجانب التطبيقي لهذه الدراسة ولنبدأ تدريجيا بخصخصة الاندية الكبيرة لانه من المهم ان نقوم بخطوة عملية تفتح الباب لدخول الاحتراف الحقيقي لكرتنا.