افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أمس معرض صور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - المتضمن 192 صورة فوتوغرافية توثق مسيرة خادم الحرمين الشريفين منذ مراحل الصبا والشباب مرورا بالمناصب والمسؤوليات التي تولاها في حياته العملية. كما دشن سموه الإصدار الأول من موسوعة المملكة العربية السعودية باللغة العربية وكذلك فرع مكتبة الملك عبدالعزيز للخدمات وقاعات الاطلاع وذلك بمقر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الرياض. ولدى وصول سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز إلى فرع المكتبة الجديد يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين قام بقص الشريط إيذانا بافتتاح المعرض وفرع مكتبة الملك عبدالعزيز للخدمات وقاعات الاطلاع. ثم تجول سموه بالمعرض وشاهد ما يحتويه من صور نادرة لخادم الحرمين الشريفين توثق مسيرته - حفظه الله - منذ مراحل الصبا والشباب مرورا بالمناصب والمسؤوليات التي تولاها في حياته العملية، وترصد جهوده ومبادراته - أيده الله - المحلية والعربية والعالمية. بعد ذلك توجه سموه وضيوف المكتبة إلى مقر الحفل الخطابي الذي أقامته المكتبة بهذه المناسبة وبدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية عضو مجلس إدارة المكتبة كلمة قال فيها "إنه لمن حسن الطالع أن يتواكب احتفالنا في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بتدشين معرض صور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله والكتاب المصاحب لفعالياته وفاء من هذه المؤسسة الثقافية العربية وتقديرا وإحلالا لمؤسسها وراعيها أيده الله مع تدشين هذا المشروع الثقافي والعلمي الكبير "موسوعة المملكة العربية السعودية" جنبا إلى جنب مع افتتاح فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة للخدمات وقاعات الاطلاع". وأضاف سموه أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بادرت بتسلم مسؤوليتها البحثية لإنجاز هذه الموسوعة بوصفها واجبا وطنيا وضرورة علمية ومعرفية فعملت المكتبة جاهدة لأداء مهمتها على أفضل وجه واتخذت من التدابير العلمية والإجراءات التنفيذية ما يحقق هذه الغاية انطلاقا من رؤية مؤسسها وراعيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله فعمدت إلى دراسة عدد كبير من الأعمال الموسوعية المحلية والعربية والعالمية للوصول إلى الشكل الأمثل لهذا العمل الموسوعي وحشدت أعدادا كبيرة من الأكاديميين والباحثين والكُتَّاب والخبراء السعوديين الذين شاركوا في إعداد المادة العلمية الموسوعة واعتمدت أرقى المعايير في تحكيمها وتقويمها والحرص على إصدارها في صورة تليق بعراقة تاريخ بلادنا المباركة حاضرها المشرق ومستقبلها الزاهر". واستطرد قائلا " نجني هذا اليوم التاريخي ثمرة ما يقارب العشر سنوات من العمل الدؤوب والمتواصل لتصدر "موسوعة المملكة العربية السعودية" هذا الإنجاز الذي يعد سجلا للوطن ويسد ثغرة كبيرة في المكتبة العربية والعالمية من حيث المراجع العلمية الشاملة عن بلادنا نقدمه بكل اعتزاز للأجيال الجديدة ليعوا تاريخ الآباء والأجداد ويستشعروا مسؤوليتهم وواجبهم لمواصلة العطاء ومضاعفة المكتسبات ونستطيع القول بكل فخر بات في أيدينا ما نقدمه للآخر من أبناء الثقافات والشعوب الأخرى ليتعرف على تاريخ بلادنا في ماضيها وحاضرها ويدرك ثوابتنا الوطنية التي تشكل دعائم خصوصيتنا الحضارية وإسهاماتنا في مسيرة الحضارة الإنسانية تواصلا مع مبادرات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لمد جسور الحوار الحضاري على أسس من المعرفة الرصينة والموضوعية بخصائص بلادنا وتقاليد شعبها". ورفع سموه الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله صاحب الفضل بعد الله تعالى في رعاية هذا الصرح الثقافي بمشروعاته الثقافية المتنوعة وإصدار هذه الموسوعة التاريخية والحضارية داعياً المولى عز وجل أن يلبسه لباس الصحة والعافية. وقدّم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على ما قامت به الدارة من جهود في مراجعة الموسوعة ومعرباً عن شكره لأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق الذين قدموا كل العون للباحثين والمشاركين في إعداد الموسوعة وتوفير المعلومات والبيانات الخاصة بكل منطقة. وشكر سموه أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الهيئات الحكومية لتعاونهم مع إدارة المكتبة في تنفيذ المشروع ولكل أبناء المملكة من الباحثين والأكاديميين والكتاب الذين شاركوا في إعداد الموسوعة وتحملوا المشاق في جمع المادة العلمية من جميع مناطق المملكة ومعربا عن شكره لمكتبة الملك عبدالعزيز على هذا العمل الحيوي على ما بذلته من جهد كبير حتى يخرج هذا المشروع إلى الدور. إثر ذلك شاهد الحضور عرضا مرئيا للموسوعة، وما اشتملت علية من محاور ومجلدات. بعد ذلك ألقى المدير التنفيذي للموسوعة الدكتور فهد بن سلطان السلطان كلمة استعرض فيها فكرة إنشاء الموسوعة، وأن النقص في المكتبة العربية عموماً والمكتبة السعودية خصوصاً تطلب وجود عمل موسوعي متكامل يعرف بالمملكة العربية السعودية وبجذورها التاريخية ونهضتها الشاملة منذ العصور التاريخية المبكرة وحتى وقتنا الحاضر. وأكد أن البداية الحقيقية لهذا المشروع الثقافي الضخم جاءت مع الموافقة السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى للمكتبة في العام 1422ه إيذانا بانطلاق العمل في الموسوعة حيث كان هذا القرار معبراً عن حرصه الدائم - حفظه الله - على نشر العلم والمعرفة وتوفير كل ما يلزم طلبة العلم والباحثين. وبيَّن أن موسوعة المملكة العربية السعودية صدرت في عشرين مجلداً توثق للمملكة في مناطقها الثلاثة عشر لتغطي ما يتعلق بجوانب التاريخ والجغرافيا والآثار والثقافة والعادات والتقاليد والخدمات والاقتصاد والسياحة والحياة الفطرية. وعبر عن الشكر لراعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله داعياً الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين على رعايته لهذا المشروع الثقافي الكبير وأن يطيل الله في عمره وأن يلبسه لباس الصحة والعافية. إثر ذلك ألقيت كلمة رعاة الحفل ألقاها نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي التجاري نايف بن صفوق البشير أكد فيها أن المساهمات التي يقدمها القطاع الخاص في هذا المجال لم تعد تسويقية فقط بل تتجاوزه إلى ما هو ابعد من ذلك لخدمة المجتمع في المعرفة والثقافة والتوعية وواجب وطني واجتماعي تستشعره هذه الجهات الداعمة والرعاية. عقب ذلك كرَّم سمو نائب وزير الخارجية عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة المشاركين في الموسوعة ومشرفي المحاور وأعضاء لجنة الإشراف حيث تم تسليمهم الجوائز والشهادات التقديرية. عقب ذلك ألقى معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز الاستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر كلمة أبرز فيها ما يتضمنه معرض صور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من صور معبرة ونادرة لقائد له بصمات واضحة في نمو المملكة العربية السعودية ونهضتها، مفيدا أن المعرض يحتوي على (192) صورة توثق مسيرة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وعرض محطات مختلفة من مراحل حياته منذ نشأته وحتى اليوم. وبيَّن أن مبادرة مكتبة الملك عبدالعزيز لإعداد موسوعة المملكة العربية السعودية أتى لسد ثغرة كبيرة في المكتبة السعودية والعربية والعالمية، مشيرا إلى التحديات التي واجهة المكتبة في إعداد الموسوعة المتمثلة في ندرة المراجع التي توفر المعلومة الموضوعية عن المملكة في مختلف الجوانب التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكيفية توثيق مسيرة التطورات والمنجرات التي يعيشها الوطن، والنهضة التي تنعم بها المملكة لمواكبة معطيات عصر المعلومات والتنافس المعرفي في الحصول على المعلومة الدقيقة واستثمارها. وعد معاليه افتتاح فرع مكتبة الملك عبدالعزيز للخدمات وقاعات الاطلاع تعزيزاً لمنظومة المكتبة، وواسطة عقد تواصلها مع المرتادين والمرتادات والراغبين من خدماتها على مدار الساعة المعتمدة على التقنية الحديثة بشكل كامل، بوصفها مكتبة رقمية، تهدف إلى توصيل المعلومات للمستفيدين من خدماتها بشكل سريع وشامل. وعبر عن اعتزازه بنجاح مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في النهوض بمشروعاتها الثقافية الواعدة بالرعاية السامية: (جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة)، (موسوعة المملكة العربية السعودية)، (الفهرس العربي الموحد)، (المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب)، (القراءة في المطارات)، (نادي كتاب الطفل)، (المكتبات المتنقلة)، مؤكدا أن هذه المشروعات تجسد رسالتها في خدمة المجتمع السعودي والعربي والعالمي ونشر الثقافة والمعرفة ومد جسور التواصل المعرفي والحضاري مع أبناء الثقافات الأخرى. ورفع ابن معمر الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهما الله - لدعمهما للمشروع وتوجيهاتهما لعدد من الجهات الحكومية بالتعاون مع المكتبة لإنجازه. وعبَّر عن الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز لدعمه المتواصل في مراحل إنجاز الموسوعة وتوجيهه للدارة بمراجعة الأجزاء المتعلقة بتاريخ المملكة العربية السعودية، كما قدم الشكر لأصحاب السمو أمراء المناطق لقاء ما قدموا من دعم وتعاون لتسهيل مهمة الباحثين المشاركين في الموسوعة. وثمن لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز جهوده لإنجاز هذه المشروع ومساعيه المشكورة لتذليل الصعوبات فترة تنفيذه. بعد ذلك أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز تدشين موسوعة المملكة العربية السعودية التي جاوز العمل فيها قرابة عشر سنوات وشارك فيها حوالي 250 باحثاً وأكاديمياً وتعد من أضخم الأعمال الثقافية الحديثة في المملكة في 20 مجلداً تغطي كافة جوانب الحياة في جميع المناطق، وتقدم سجلاً متكاملاً وموثقا للتعريف بالمملكة. وتحتوي الموسوعة على مجموعات حصرية من الصور الفوتوغرافية التي التقطها عدد من المصورين تم اختيارهم بعناية، وبلغ عدد هذه الصور ما يقارب (10.000) صورة، تتراوح ما بين 500 - 1000 صورة لكل منطقة من مناطق المملكة، وقد خصصت جميع صور الموسوعة للمراجعة للتأكد من مطابقتها للمادة العلمية، وجودتها بالإضافة إلى المعالجة الفنية. ويعد فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الجديد الذي تم تدشينه اليوم مقابل للرئاسة العامة للحرس الوطني نموذجاً للمكتبات الحديثة من حيث تكامل إمكاناته ومرافقة، وتصميمه المعماري الفريد، وتجهيزاته المتطورة لخدمة رواد المكتبة، والاستفادة من أحدث الأنظمة والتطبيقات الحاسوبية في إتاحة الفرصة للباحثين والدارسين للإطلاع على كافة مصادر المعرفة في جميع المكتبات الرقمية حول العالم. ويضم الفرع الجديد للمكتبة ثلاث قاعات للقراءة والإطلاع، الأولى مخصصة للرجال وتتسع لما يزيد عن 250 زائرا، والثانية للنساء ومجهزة لاستقبال أكثر من 100 زائرة، والثالثة مخصصة لمكتبة الطفل وتتسع لأكثر من 150 طفلاً، بالإضافة إلى قاعة للمحاضرات مجهزة بأحدث التقنيات السمعية والبصرية، ويمكنها استقبال ما يزيد عن 200 شخص، كما يضم مبنى الفرع الجديد مستودعا كبيرا لتخزين الكتب والمراجع بسعة تزيد عن مليوني كتاب، إلى جانب الأقسام الإدارية التي تستوعب 125 موظفاً وموظفة من العاملين بالمكتبة. حضر الحفل معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وعدد من المسؤولين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي.