ساد الهدوء في العاصمة التونسية وضواحيها صباح امس الاحد بعد ليلة شهدت تحليقا لمروحيات الجيش التي استخدمت اضواءها الكاشفة بعد انذارات بتحركات مشبوهة لسيارات يطلق ركابها النار على منازل. وتم صباح امس تخفيف الطوق الامني حول وسط العاصمة ورفعت الحواجز التي نصبت ليلا في الشوارع المؤدية اليه مع انتشار امني اقل وضوحا، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وبدت الشوارع الكبرى شبه مقفرة وانتشر الجيش في المناطق الحساسة من العاصمة وخصوصا مطار تونسقرطاج الدولي ومقر التجمع الدستوري الديمقراطي حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وانتشر في بعض التقاطعات جنود وشرطيون. وفتحت مقاه قليلة ابوابها وفي السوق المركزي بالعاصمة كان ربع المتاجر مغلقة واشتكى متسوقون من ارتفاع مفاجئ للاسعار. ولكن في أعقاب تسمية فؤاد المبزع رئيسا جديدا بشكل موقت للبلاد يأمل المواطنون في تونس في إنهاء حالة الفوضى والعنف التي تنتشر في البلاد حاليا. لكن ما زالت الأوضاع متوترة في البلاد حتى الآن ، حيث سمع في العاصمة تونس حتى ليلة السبت/الأحد دوي طلقات نار ، كما ما زالت عمليات السطو مستمرة ، بحسب إفادات شهود عيان. سقوط 6 قتلى في اشتباك بين الجيش ومسلحين مجهولين وقال ألماني من أصل تونسي كان في طريقه إلى مطار العاصمة تونس امس إن الوضع متوتر للغاية في المنطقة. وأضاف الرجل: "أوقفنا الجنود خمس مرات" ، وقالت زوجته: "شعرت بخوف كبير". وما زالت الدبابات تجوب شوارع وسط العاصمة حتى صباح امس. ومن ناحية أخرى قامت العديد من شركات السياحة في ألمانيا بإعادة العديد من سائحيها الألمان في تونس إلى موطنهم. وحطت طائرات خاصة على متنها سائحون ألمان عائدون من تونس في مطاري فرانكفورت وشتوتجارت حتى مساء السبت. وتفرض في تونس حالة الطوارئ منذ هروب الرئيس السابق للبلاد زين العابدين بن علي إلى المنفى الجمعة. ويحكم ابن علي البلاد منذ 23 عاما ، وتم الإطاحة به خلال احتجاجات عارمة ضد الفساد وارتفاع معدلات البطالة. شرطي تونسي يفتش دراجة ثلاثية العجلات في شارع الحبيب بورقيبة وتطورت الاحتجاجات إلى انتفاضة شعبية خلال الأسبوع الماضي. ومن المقرر أن يجري فؤاد المبزع حاليا استعدادات لانتخابات برلمانية جديدة. ووقع اشتباك مسلح فجر امس بين الجيش التونسي ومسلحين مجهولين ما أدى إلى سقوط 6 قتلى 3 من كل جهة. وقال شهود عيان ليونايتد برس إنترناشونال ان اشتباكاً مسلحاً وقع في بلدة الوردانين في محافظة المنستير شرق العاصمة تونس بين وحدة من الجيش ومسلحين مجهولين كانوا في 3 سيارات ، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وقال أحد الشهود، تاج عزيزي ، في اتصال هاتفي ان 3 سيارات على متنها عدد من المسلحين المجهولين وصلت إلى أحد أحياء بلدة الوردانين فجراً وقدم المسلحون أنفسهم للجان الحماية الشعبية على انهم من أفراد الجيش التونسي. واضاف عزيزي انه عندما طلب من المسلحين اظهار هوياتهم فتحوا النيران عشوائياً ما أدى إلى سقوط 3 قتلى فوراً هم فيصل شنيوي ومحمد زعبار ومعز الكعبارجي بالإضافة إلى العديد من الجرحى ثم قفر المسلحون في سياراتهم. وتدخل الجيش وطارد المسلحين المجهولين واشتبك معهم فسقط 3 قتلى من المسلحين عرف منهم المدعو "بديع" وهو أحد أعوان الحرس الوطني التونسي سابقاً. يشار إلى ان مجموعات من المسلحين تجوب الشوارع التونسية ليلاً بسيارات وتنشر الرعب بين السكان من خلال إطلاق النيران، ويسعى الجيش للقضاء على نشاط المسلحين الذين يعتقد انهم من عناصر الحرس الرئاسي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.