أكد "د.عبدالله السدحان" أستاذ علم الاجتماع المساعد على أنّ الأنشطة الترويحية التي مارسها أفراد المجتمع قديماً؛ ظاهرة اجتماعية تأثرت ببيئة المجتمع، وغالباً ما كانت الأنشطة الترويحية السائدة في المجتمع نابعة منها أو متأثرة بها، فالترويح إذا لم يستمد وسائله من البيئة التي يوجد فيها؛ فإنه يصبح عاجزاً عن العطاء، وعن تحقيق الأهداف التي يسعى إليها المجتمع. وألقى"د.السدحان" الضوء على أشكال الترفيه في مناطق المملكة قديماً ففي المنطقة الغربية كانت أكثر الممارسات الترويحية للكبار من الرجال، فالحجاز أكثر انفتاحا على الخارج، للاحتكاك بالعديد من الأجناس في موسم الحج والعمرة الذي جعلتهم يتعرفون على ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى، إلى جانب العاب التسلية الخفيفة، كما أن أول لعبة رياضية عرفت هي لعبة التنس إضافة إلى سماع المذياع بغرض الترفيه والتسلية كما انتقدت هذه الوسائل الترفيهيه باعتبارها مضيعه للوقت دون فائدة وتؤدي إلى نزاعات بين الأصدقاء. وأضاف أما الطائف فقديما برزت سباقات الخيول العربية والجمال، أما الأطفال فهم يمتلكون العديد من الألعاب لأنهم أكثر امتلاكا لوقت الفراغ من الكبار، وطبيعة المرحلة العمرية في الغالب تجعلهم يميلون إلى اللعب والتسلية أكثر من غيرهم، وفي المنطقة الوسطى تبدأ عادة في أبسط صورها يومياً بعد صلاة المغرب حيث يبدأ عندهم الاجتماع ويسمى (العتمة) إضافة إلى سباق الخيل والهجن، إلى جانب الفنون الشعبية كالسامري والعرضة، ورحلات الصيد، أما الترويح لدى المرأة فإن التقاليد الاجتماعية والحدود الدينية كانت لا تسمح للنساء إلا في إطار حضور حفلات الزفاف على حده بعيدًا عن الرجال. وقال: وإذا انتقلنا إلى الساحل الشرقي شيوع رياضة السباحة وصيد الأسماك، إضافة ماتتمتع به من تضاريس يستمتع الأهالي بها في فترات معينه، وهواية صيد الطيور، سواء بالبنادق أو الفخ أو "النبيطه"، كما ساد في المنطقة الشرقية الغناء الشعبي أو ما يسمى بالفلكلور، وقد كان متأثرا بطبيعة المنطقة البحرية، أما كرة القدم فلم تظهر إلا بعد اكتشاف النفط حينما شرع عمال شركة أرامكو في ممارسة هذه اللعبة. وأضاف فمن الممارسات في المنطقة الجنوبية السباق على الإبل، أو على الأقدام، والرماية، ولعبة القفز والنفت والمقاحزة، والمصارعة أما الفنون الشعبية في بلاد عسير، فهي إحدى وسائل التسلية المعروفة، ومازالت هذه الفنون الشعبية محببة عند سكانها.