أظهرت النتائج المالية السنوية لعام 2010م ،التي أعلنتها أربعة بنوك سعودية امس الاول ،أن القطاع المصرفي تخلص من بناء المخصصات بصورة عالية، وعاد إلى سياسة تجنب المخصصات المتوازنة، وهو اتجاه سيخلق فرصة مناسبة لتحقيق البنوك قفزة في الأرباح خلال العام الحالي 2011م. وفاجأت بنوك الرياض والسعودي الهولندي والسعودي الفرنسي والبلاد يوم الأربعاء الماضي بإعلان أرباح الفصل الرابع من 2010م ، بمستويات ايجابية تزيد عن الأرباح المسجلة في الربع الثالث من نفس العام ،خلافا للتوقعات التي كانت تشير ان البنوك ستستكمل تدعيم مراكزها المالية، وتقوية احتياطياتها، ببناء المخصصات بصورة عالية في الربع الرابع ، وبالتالي التأثير على حجم الأرباح الصافية بنهاية العام ، وكذلك التأثير سلبا على توزيعات المساهمين. وقد أعلن بنك الرياض أن صافي الربح خلال الربع الرابع من 2010م بلغ 764 مليون ريال، مقابل صافي ربح للربع الثالث من 2010م يبلغ 611 مليون ريال بارتفاع 25% ، كما أعلن البنك السعودي الفرنسي ان صافي الربح خلال الربع الرابع بلغ 709 ملايين ريال مقابل صافي ربح 621 مليون ريال للربع الثالث بارتفاع 14.17% ، بينما أعلن البنك السعودي الهولندي أن صافي الربح خلال الربع الرابع بلغ 224,6 مليون ريال مقابل صافي ربح للربع الثالث يبلغ 85,3 مليون ريال بارتفاع 163 %. وأعلن بنك البلاد أن صافي الربح خلال الربع الرابع وصل إلى 4.5 ملايين ريال، مقابل صافي ربح للربع الثالث يبلغ 2.4 مليون ريال بارتفاع 87.5%. ومع ان الصورة لن تكتمل إلا بإعلان نتائج بقية البنوك القيادية خاصة الراجحي وسامبا وساب والعربي، لكن من المتوقع أن الاتجاه السابق للبنوك المعلنة، سينسحب على بقية القطاع البنكي خاصة أن مؤسسة النقد تصدر توجيهاتها إلى جميع البنوك في وقت واحد، كما حدث في الربع الثالث عندما طالبتها ببناء مخصصات وفيرة امتدادا للمخصصات الكبرى التي بدأت في رصدها منذ الربع الرابع من 2008 ، تحت تأثيرات الأزمة المالية العالمية التي ألحقت الضرر ببعض المقترضين. ويبدو أن توجيه مؤسسة النقد الذي حدث في الربع الثالث؛ هو إجراء استباقي لما كان سيحدث في الربع الأخير من تجنيب مخصصات عالية للديون، حيث اعتادت أكثر البنوك على تحميل الجزء الأكبر من المخصصات في الربع الأخير من كل عام، لمواجهة خسائر الائتمان في محافظها، ومعالجة مواطن الضعف في أصولها، وعلى سبيل المثال سجلت البنوك المدرجة في الربع الأخير من 2009م أدنى أرباح فصلية منذ عدة سنوات، تبلغ 2.76 مليار ريال، بنسبة انخفاض اقتربت من 40% مقارنة مع عام 2008م،وكان السبب الرئيسي للانخفاض تحميل غالبية المخصصات في الربع الأخير. وتسببت المخصصات في تراجع البنوك في 2010م حيث تراجعت الأرباح الصافية لقطاع المصارف في التسعة أشهر الأولى من العام 2010م بنحو 12.3% لتصل إلى 16.7 مليار ريال مقابل 19.1 مليار ريال في الفترة المماثلة من العام 2009م ، وبلغ إجمالي المخصصات للديون المتعثرة خلال التسعة شهور الأولى من عام 2010 نحو 5.8 ملايين ريال منها حوالي 2.4 مليار ريال للربع الثالث من 2010م، بزيادة تبلغ 47 % عن مخصصات الربع الثالث من 2009م .