قرأت قبل أيام دراسة تؤكد أنّ الكسل أكثر خطورة على حياة الإنسان من التدخين.. فبعد البحث والمقارنة، ومراجعة ملفات المتوفين، تبيّن أنّ عدد الذين يقضي عليهم الكسل أكبر من عدد الذين يموتون بسبب التدخين.. فرغم أن التدخين يتسبب في خفض متوسط العمر فعلا، إلا أن الكسل ينتج عنه "حزمة" من الأمراض الخطيرة كالسكري والضغط والقلب وانسداد الشرايين... وقد شملت الدراسة 50 ألف شخص في 20 مدينة في أمريكا الجنوبية، من بينها "ريو دي جانيرو"، و"مكسيكو سيتي"، و"كاراكاس"، و"بيونس أيريس" فاتضح أن من بين المتوفين 6800 شخص لا يمارسون الرياضة ويمضون أوقاتهم بالجلوس أو مشاهدة التلفزيون وركوب السيارة عند التنقل.. وفي المقابل توفي 5700 شخص بسبب التدخين أو الإصابة بسرطان الرئة، وهو ما شكل مفاجأة حتى للأطباء القائمين على الدراسة، في حين توفي أكثر من 9987 شخصاً آخرين جمعوا بين الكسل والتدخين !! على أي حال؛ رغم اعترافنا بأن الأعمار بيد الله، ورغم اعترافنا بأن أكثرنا صحة قد يموت بلا تدخين أو كسل، إلا أن هناك متوسطاً عاماً يؤكد إمكانية وفاتنا قبل الأوان، وهذه الحقيقة يمكن إثباتها من خلال المقارنة بين العادات الصحية للبشر وملاحظة أن المدخنين والبدينين ومدمني الكحول (كنموذج) يعيشون أقل من عامة الناس! فهناك مثلا دراسة فرنسية تدعي أن المدخنين يخسرون الى حد (سبع سنوات) من أعمارهم مقارنة بغيرهم. فحسب متوسط العمر السائد في فرنسا يتوقع لرجل في الثلاثين من عمره أن يعيش الى سن الثمانين. ولكن في حالة إدمانه على النيكوتين ينخفض هذا المتوسط إلى 73 عاما فقط (!) وفي مايو الماضي تحدثت صحيفة الدايلي أكسبرس عن دراسة مشابهة في بريطانيا .. فمن خلال إحصائية (جمعت من بيانات 500 ألف شخص لدى شركات التأمين) اتضح أن المدخنين يعيشون عمرا أقل ب5.5 سنوات من غير المدخنين، فمتوسط العمر المتوقع للرجل يصل الى 82 عاما ولكنه ينخفض لدى المدخنين إلى 76.5 عاما، أما لدى النساء فيصل العمر المتوقع الى 86 عاماً ولكنه يقل لدى المدخنات الى 79.2 عاماً فقط!! أما ثالث سبب لتقصير العمر (في حال اتفقنا على وضع الكسل في المركز الأول) فهو من دون شك السمنة المفرطة.. فالسمنة المفرطة مسؤولة عن مشاكل صحية كثيرة تقلل من العمر المتوقع للإنسان. فهي مسؤولة مثلا عن انسداد الشرايين وإجهاد القلب وتآكل المفاصل ومشاكل الدورة الدموية.. وفي دراسة خرجت من جامعة آلاباما اتضح أن السمنة قد تأخذ من أعمار الرجال حتى 13 سنة كاملة (حسب مجلة الجمعية الطبية الأمريكية / عدد 8 مايو الماضي) .. فحسب الدراسة اتضح أن الرجال المصابين بالسمنة بين سن العشرين والثلاثين يعيشون عمرا أقل ب13 عاما من أقرانهم، في حين تعيش النساء عمرا أقل بثمان سنوات، علما أن العينات خاصة بالبيض فقط لاستبعاد العامل العرقي في الموضوع... أما في انجلترا فقد أثبت مسح موسع قامت به جامعة سيري أن الإصابة بداء السكري (النوع الثاني) قد يقصر عمر الإنسان إلى حد ثمان سنوات في حالة الإهمال وعدم الالتزام بالحمية المفروضة، فمن خلال مراجعة التاريخ المرضي ل44 ألف شخص مصاب بداء السكري، اتضح أن البدينين -على وجه الخصوص معرضون للوفاة في سن أقل من المتوسط بثمان سنوات !! ... وبطبيعة الحال يصبح الوضع أسوأ حين يصل المرء إلى سن الأربعين وقد جمع حوله أربعة أكفان تدعى: كسل وتدخين وسمنة وسكري!!