كثيراً ما نقول في لحظة تذمر أو غضب أشياء مثل (حاجة تقصر العمر)، (سأموت قبل أواني)، أو.... (بسببك، حأموت ناقص عمر)! ورغم ان الأعمار بيد الله - ورغم أن أكثرنا صحة قد يموت فجأة - إلا أن هناك بالفعل عوامل كثيرة قد تسبب وفاتنا قبل الأوان، وهذه الحقيقة يمكن إثباتها من خلال المقارنة بين البشر - وملاحظة أن المدخنين والبدينين ومدمني الكحول والمصابين بالسكر والضغط يعيشون عمراً أقل من غيرهم! فهناك مثلاً دراسة فرنسية تدعي أن المدخنين يخسرون إلى حد (سبع سنوات) من أعمارهم مقارنة بغيرهم.. فحسب متوسط العمر السائد في فرنسا يتوقع لرجل في الثلاثين من عمره أن يعيش إلى سن الثمانين.. ولكن في حالة إدمانه على النيكوتين ينخفض هذا المتوسط إلى 73 عاماً فقط (!). وقبل أسبوعين تحدثت صحيفة الدايلي اكسبرس عن دراسة مشابهة في بريطانيا..فمن خلال احصائية (جمعت من بيانات 500 ألف شخص لدى شركات التأمين) اتضح أن المدخنين يعيشون عمراً أقل ب 5,5 سنوات من غير المدخنين، فمتوسط العمر المتوقع للرجل يصل إلى 82 عاماً ولكنه ينخفض لدى المدخنين إلى 76,5 عاماً - أما لدى النساء فيصل العمر المتوقع إلى 86 عاماً ولكنه يقل لدى المدخنات إلى 79,2 عاماً فقط!! أما ثاني أكبر سبب لتقصير العمر فهو بدون شك (السمنة المفرطة)... فالسمنة المفرطة مسؤولة عن مشاكل صحية كثيرة تقلل من العمر المتوقع للإنسان.. فهي مسؤولة مثلاً عن انسداد الشرايين وإجهاد القلب وتآكل المفاصل ومشاكل الدورة الدموية.. وفي دراسة خرجت من جامعة آلاباما اتضح أن السمنة قد تأخذ من أعمار الرجال 20 سنة كاملة (حسب مجلة الجمعية الطبية الأمريكية/ عدد 8 مايو الحالي).. فحسب الدراسة اتضح أن الرجال المصابين بالسمنة بين سن العشرين والثلاثين يعيشون عمراً أقل ب 13 عاماً من أقرانهم - في حين تعيش النساء عمراً أقل بثماني سنوات (علماً أن العينات خاصة بالبيض فقط لاستبعاد العامل العرقي في الموضوع). أما في انجلترا فقد أثبت مسح موسع (قامت به مؤخراً جامعة سيري) أن الإصابة بداء السكري (النوع الثاني) قد يقصر عمر الإنسان إلى حد ثماني سنوات في حالة الإهمال وعدم الالتزام بالحمية المفروضة، فمن خلال مراجعة التاريخ المرضي ل 44 ألف شخص مصاب بداء السكري اتضح أن - البدينين منهم على وجه الخصوص - معرضون للوفاة في سن أقل من المتوسط بثمان سنوات.. ويصبح الوضع أكثر سوءاً حين يصل المرء إلى سن الأربعين وهو مصاب بالثلاثة معاً: السمنة والسكري والتدخين... .. وبالطبع هناك عوامل أخرى كثيرة - لا يتسع المجال لتفصيلها - تساهم بدورها في تقصير العمر (كسوء التغذية والقلق الدائم وضغوط العمل والبيئة الملوثة وإدمان الكحول والإحباط المتواصل..). ورغم صعوبة تقديم رقم ثابت أو مؤكد حول المعدل الذي تستقطعه هذه العوامل من حياتنا ولكن المؤكد انها تلعب دوراً واضحاً في الحد من أعمارنا - كل بحسب بيئته، وبنيته، والعوامل الوراثية التي يحملها.. .... (وللإحاطة، جرى إبلاغ سيادتكم)...