لقد كان من توفيق الله عز وجل في الأيام القريبة الماضية ان تلقيت دعوة كريمة من معالي الأخ أ.د محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية لحضور المحاضرة والتكريم الذي أقامته الجامعة الإسلامية لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي عميد الرحالين والداعية والموسوعي الكبير، ولقد سعدت بهذه الدعوة الكريمة ولم يكن هناك ثمة بد من اجابتها وحضورها وذلك للأمور التالية: أولها: إنها دعوة د. محمد العقلا المدير الناجح الذي بهر الناس بحسن خلقه وحسن تعامله ولطف قوله ورجاحة عقله وحسن إدارته لهذه الجامعة العريقة وكنت قد سعدت سابقاً بحضوري لتكريمه في ثلوثية الصديق الوفي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالله المشوح. وحينما استمعت في تلك الليلة إلى حديثه أعجبت به وسررت ان يكون مثل معاليه في هذا المنصب العلمي المرموق يرعى ويشرف على هذه الجامعة المباركة التي عنيت بأبناء المسلمين في العالم. أما الأمر الثاني: فهو حضور هذه المحاضرة للشيخ محمد العبودي الذي منذ سنوات عديدة وأنا أنصت واستمع بلهف شديد، إلى البرنامج الشهير الذي يقدمه للشيخ محمد العبودي أخي وصديقي الشيخ الدكتور محمد المشوح وهذا البرنامج على الرغم من أنه يلقى اهتماماً واسعاً وعظيماً من المستمعين لإذاعة القرآن الكريم إلاّ انه يهمني أكثر وشخصياً بحكم عملي في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد واهتمامي بأحوال المسلمين وزياراتي العديدة لبلدانهم حيث استفدت كثيراً من كتب الشيخ العبودي ورحلاته الرائعة التي استطاع ان يغري ويجذب القارئ لكتبه والمستمع لبرنامجه. أما المحاضرة التي ألقاها في الجامعة الإسلامية والتي شهدت حضوراً كثيفاً والتي تؤكد على عظم مكانته ولم يكن غريباً ان يأسر آذان المستمعين إليه من الحضور وهو يسرد بدقة متناهية وتفصيل دقيق من ذاكرته القوية التواريخ والأسماء والأماكن وهو يحكي قصة تأسيس الجامعة الإسلامية منذ أكثر من اثنين وخمسين عاماً كما حكى جهوده في تأسيس هذه الجامعة وبداية رحلاته إلى العالم وعلاقاته المتميزة مع أصحاب السماحة والمعالي والفضيلة وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس الجامعة الإسلامية إذ ذاك، كما أنني خلال عملي في الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد كنت استمع إلى ثناء أصحاب الفضيلة المشايخ على الشيخ محمد العبودي وخصوصاً إبان عملي مديراً لإدارة توزيع الكتب بالرئاسة حيث كنت أتلقى الكثير من الطلبات من طلبة العلم والقراء الذين يحرصون على الحصول على كتب الرحالة العبودي، وختاماً إني آمل من الجامعة الإسلامية ان تقوم بجهد وعمل توثيقي ترصد من خلاله مسيرة الجامعة منذ تأسيسها وان تدون قصتها من الشيخ محمد العبودي الذي قال عن نفسه إنه أول موظف في الجامعة الإسلامية مع علمي ويقيني ان مثل هذا لم ولن يفوت على مدير الجامعة الذي استطاع في فترة زمنية قصيرة ان ينهض بالجامعة وان يقودها إلى هذا الحراك العلمي والدعوي والاجتماعي الكبير. شكر الله لمعاليه هذه الجهود الجبارة التي يكبرها الجميع ويقدرها أبناء الوطن المخلصون اسأل الله ان يبارك في عمره وعمله وأن يجزي قيادتنا وولاة أمرنا خير الجزاء على حسن اختيارهم لمثل هذه القيادات المشرفة للوطن والمخلصة للمواطن. والله من وراء القصد،،، * مستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد