أكد المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية أن عملية الاستفتاء على مصير جنوب السودان مرت بسلام وان قوات الشرطة تضطلع بواجباتها القانونية في حفظ الأمن والاستقرار بالولايات المختلفة. وشدد محمود خلال الجولة التي قام بها لعدد من مراكز الاقتراع بولاية الخرطوم شملت مركز طيبة الأحامدة ببحري ومركز المعمورة بالخرطوم، على التزام وزارته بحماية الحق الدستوري لمواطن الجنوب كآخر استحقاق لاتفاقية السلام الشامل والتي بدأت الأحد بمرحلة الاقتراع لتقرير مصير الجنوب. وقال محمود إن مراكز الشرطة لم تسجل أي بلاغات في اليوم الأول وان العملية تسير بصورة طبيعية وسلسة، موضحاً أن السودان سيقدم للعالم رسالة أخرى تؤكد احترامه للقانون والدستور وتهيئة الفرص الملائمة لممارسة الحقوق الدستورية في جو معافى. الى ذلك تواصل الاقبال الشديد على مراكز الاقتراع في جنوب السودان في يومه الثاني للمشاركة في الاستفتاء الذي يرجح ان يفتح الباب امام انفصال الجنوب عن السودان، وسط أجواء حماسية مؤيدة بقوة للانفصال. وفي مركز الاقتراع الصغير المعروف بحي السجون في جوبا وقف عشرات الجنوبيين من نساء ورجال ينتظرون دورهم للاقتراع، في حين ان الصناديق الثلاثة الشفافة الموجودة في هذا المركز قد شارفت على الامتلاء. وقال المراقب يال اكويال اكوق الذي يقوم بمهمته هذه باسم "منتدى الشباب في جنوب السودان" وهي منظمة غير حكومية سودانية جنوبية لفرانس برس ان "الاقبال كبير. وقد وصل الكثيرون الى المكان قبل الثامنة للانتهاء باكرا من الاقتراع". من جهته قال المراقب الآخر ابرهام ايووين "ان 1067 شخصا اقترعوا في هذا المركز الأحد وان الصناديق في حال امتلائها ستنقل الى مركز لمفوضية الاستفتاء وتستبدل بأخرى جديدة". اما في المركز الكبير المقام في جامعة جوبا فتشكلت من جديد الطوابير الطويلة، حتى ان بعض الجنوبيين وصلوا ليلا للتأكد من انهم سيكونون بين اوائل المقترعين عند فتح مراكز الاقتراع صباحاً. مواطنون جنوبيون يدلون بأصواتهم بمركز اقتراع في جوبا (الاوروبية) وفي المركز الاكبر في جوبا في الباحة المجاورة لضريح جون قرنق الزعيم التاريخي للجنوبيين كان الوضع مشابها والناخبون اصطفوا في طوابير متعرجة بانتظار دورهم للاقتراع. وقال الجنوبي لوميتا حسن: "قدمت عند الساعة الخامسة صباحا لانني لم أتمكن من الاقتراع البارحة. انا من مواليد العام 1955 عندما كانت الحرب الاهلية الاولى في بدايتها ولم اعرف في حياتي سوى عشر سنوات من السلام". وفي رومبيك عاصمة ولاية البحيرات الواقعة في وسط الجنوب افاد مراسل وكالة فرانس برس ان عددا من الناخبين تجمعوا امام مركز اقتراع أقيم تحت شجرة كبيرة في وسط هذه المدينة التي تتشكل منازلها من أكواخ متواضعة للغاية. وقال كومبي مارتين الطالب الذي أمضى يومين على متن دراجته النارية للوصول الى رومبيك من قريته النائية وهو محاط بعدد من الاطفال العراة "المسافة طويلة الا انني اريد ان اقترع، من المهم جدا ان اقترع للحرية". ولا بد من مشاركة 60% على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لكي تعتمد نتيجته. ومن غير المتوقع صدور النتائج الاولية للاستفتاء قبل نهاية الشهر الحالي، على ان تصدر النتائج النهائية في منتصف فبراير المقبل. من ناحية ثانية قال زعماء في منطقة أبيي المتنازع عليها امس إن 23 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات مع بدو عرب قرب الحدود بين شمال السودان وجنوبه في اليوم الثاني من الاستفتاء على استقلال الجنوب الذي يستمر أسبوعا. ويشير محللون الى أن أبيي هي المكان الذي يرجح أن تتحول فيه التوترات بين الشمال والجنوب الى أعمال عنف اثناء التصويت وبعده. واتهم زعماء قبيلة الدنكا نقوق المرتبطة بالجنوبالخرطوم بتسليح ميليشيات عرب المسيرية بالمنطقة في اشتباكات وقعت أيام الجمعة والسبت والأحد وقالوا إنهم يتوقعون المزيد من الهجمات في الأيام القادمة. وقال جيش جنوب السودان إن الشمال يدعم أيضاً مقاتلين منشقين شاركوا في اشتباكات وقعت في الآونة الأخيرة في ولاية الوحدة المنتجة للنفط. وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت زعماء الشمال والجنوب من استخدام قوات بالوكالة في فترة الاستفتاء مركزا على المخاوف الدولية من أن كلا من الجانبين ربما يلجأ الى أساليب استخدمت في حملات سابقة. ونفى متحدث باسم جيش الشمال الأحد أي ضلوع في الاشتباكات.