أكد مدير البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار حمد آل الشيخ أن مهرجان الكليجا الثالث المقام حاليا في مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة شهد تطوراً نوعياً في نواح عدة، منها زيادة عدد الأسر المنتجة التي تشارك فيه هذا العام والمساحة التي تحتضنه مع التطور في أساليب التنظيم والعرض والإنتاج تنتهي إلى التسويق بشكل حضاري ومنظم، مضيفاً أن لهذا تأثيرات طويلة المدى وهو ما تبحث عنه اللجنة المنظمة للمهرجان التي تقودها كوادر وطنية مؤهلة جعلته يتجاوز كونه اقتصاديا إلى لعب دور اجتماعي بدا ظاهراً في مشاركة الأسر المنتجة وما يتحقق لها من فوائد ملموسة في هذا الجانب. جاء ذلك خلال زيارة آل الشيخ إلى المهرجان على رأس وفد من الهيئة العامة للسياحة والآثار اطلع خلالها على ما تعرضه الأسر المنتجة من منتجات ومأكولات شعبية وحرف يدوية وإبداعات فنية رافقهم خلالها نائب الرئيس التنفيذي للمهرجان عبدالرحمن السعيد الذي قدّم لهم شرحا عن محتويات القاعات وكيفية توزيعها كما التقى الوفد بالرئيس التنفيذي للمهرجان فهد العييري الذي ناقش معهم مراحل الاستعداد والتنفيذ وما حققه المهرجان من إيجابيات بعد انطلاقته ومضي عدد من أيامه. وأضاف آل الشيخ أن مهرجان الكليجا الثالث أبرز القدرات الوطنية على الإبداع في المنتجات والمعروضات التي تنتجها الأسر والتي تتفوق في بعضها على ما تنتجه المصانع وهذا شيء جميل ومدعاة للفخر وهو ما نبحث عن تحقيقه في المشاركة في إقامة هذا المهرجان الذي يفيد المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وحتى إعلامياً. وأفاد آل الشيخ أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تقوم بأكثر من دور عبر العمل مع الشركاء في منطقة القصيم لإيجاد رؤية لمهرجاناتها والتي منها توجيهها لإشراك المجتمع، وهو ما يتحقق فعلياً في مهرجان الكليجا الذي يأتي بتوجه مختلف بعيداً عن الترفيه ويخدم المجتمع وهو ما تم بحثه والتأكيد بالعمل عليه مع الشركاء إضافة إلى التركيز على التدريب والتسويق. ولفت آل الشيخ إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تبحث عن تطوير المهرجانات عبر الدعم الفني والنواحي التنظيمية والأهداف التي تحققها ومدى ارتباطها بالمجتمع المحلي وهذا ما تؤكد عليه الهيئة بأن السياحة من المجتمع وللمجتمع. من جهته أحال نائب الرئيس التنفيذي للمهرجان عبدالرحمن السعيد كل نجاح في مهرجانات المنطقة إلى الإشارات والتوجيهات البليغة التي يتلقاها العاملون من سمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه صاحب فكرة مهرجان الكليجا الفريد من نوعه حتى بات علامة فارقة بين "رزنامة" مهرجانات المنطقة مقدماً لهما كل الشكر والتقدير، واضاف كل شيء ميسر فرجال الأعمال يدعمون بلا حدود والدوائر الحكومية والجمعيات الخيرية وحتى القطاع الخاص متعاونون بشكل رائع عندما علموا أن المهرجان يخص الأسر المنتجة وهذا ما يثبت حب الخير لدى جميع أبناء المجتمع الذين أصبحوا كالجسد الواحد. مشيراً إلى أن بعض الأسر المنتجة التي شاركت في المهرجانات السابقة ارتبطت بشريحة كبيرة من الزبائن في المهرجان وبدأت بالتواصل معهم عن طريق المنزل ولم تشارك في هذا المهرجان لعجزهم عن تغطية الطلبات المستمرة التي تردهم يومياً. وهنا يتضح مدى نجاح المهرجان بوصول الأسرة إلى الهدف المنشود من المهرجان وهو تسويق بضائع الأسر المنتجة حتى تصل إلى مرحلة الإنفاق على نفسها، وأشاد عبدالرحمن السعيد بالدور البارز التي تلعبه الجمعية التعاونية النسائية متعددة الأغراض (حرفة) في إنجاح المهرجان، مناشداً جميع الأسر المنتجة للدخول تحت مظلتها متمنياً تعميم تجربتها في جميع مناطق المملكة وهي الرائدة في مجالات التسويق والتغليف والتدريب وأبدت نجاحاً منقطع النظير في تدريب البائعات وتوجيههن وذلك تشكر عليه رئيسة مجلس الإدارة ومؤسسة الجمعية سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود. وقدمت المرأة السعودية في هذا المهرجان نفسها كبائعة محترفة تستقبل الزبائن بكل أريحية ورقي حيث يفاجأ الزائر عند قربه من أحد المحال بفنجان القهوة يمتد إليه من يد البائعة وشيء من المأكولات التي طهتها بنفسها مرددة عبارات الترحيب الشعبية المحببة: (يا هلا ومسهلا) (حياكم الله) مردفة عبارة: (ذق يا ولدي)، وتودعه بطلب الزيارة مرة أخرى. وقد مارست المرأة البيع في مدينة بريدة منذ القدم في (قبة رشيد) و (الوسعة) وكان ذلك يقتصر على المتقدمات بالسن أما الآن وخصوصاً في مهرجان الكليجا فقد تبدل الوضع كثيراً، فتجد النساء البائعات من جميع الفئات السنية ومن مختلف الطبقات الثقافية، فهناك من يحملن المؤهل الجامعي وأخريات لم يكملن المشوار الدراسي وجمع من الأميات، وكل هذه الأطياف تتفق في حسن عرض المنتج وتسويقه بطرق متعددة وجاذبة. تشير أم ابراهيم احدى البائعات في المهرجان أنها تلقت تدريبات مكثفة قدمتها جمعية حرفة لها ولزميلاتها في عدة مهارات منها دورة بعنوان تقويم المرأة من المجلس الثقافي البريطاني ودورة في الطهي الصيني.