"واجب المواطنة حقي" هي حملة تطوعية يقوم على أنشطتها مجموعة من الناشطين والناشطات من مختلف الجنسيات العربية، حيث بدأت من جمهورية مصر عام 2008 م واختارت دولة قطر مقراً لها. وقد دشنت المؤسسة العربية للديمقراطية حملة نداء من أجل المواطنة، وذلك خلال اجتماع إقليمي حضره أعضاء من تحالف المجتمع المدني من أجل حركة مواطنة في البلدان العربية، إلى جانب نشطاء في مجال الانتقال الديمقراطي وحقوق الإنسان من مختلف البلدان العربية، وللمواطنة المبنية على التفاعل الاجتماعي بين شتى أطياف المجتمع، وآليات ترسيخ ذلك النموذج على أرض الواقع؛ للخروج عن النمطية التي أصابت مثل هذه الممارسات في الوطن العربي. واستقبلت الأكاديمية "د.زينب الخضيري" -التي تبنت تفعيل الانضمام للمؤسسة المعنية في منطقة الرياض مؤخراً- عدداً من المهتمات في هذا الجانب، وفي مقدمتهن كل من الناشطة الاجتماعية الحقوقية "فوزية عباس آل هاني"، والناشطة في مجال الحقوق المدنية "إنعام عبد الجليل آل عصفور" والأكاديمية "موضي الصغير"، وقالت - في لقاء حواري داخل مبنى مملكة المرأة في مدينة الرياض-:"إن المؤسسة نجحت في تنظيم تحالف واسع من النشطاء والمنظمات والمؤسسات المهتمة بقضية المواطنة في الوطن العربي، ونطمع أن تجد الصدى الوطني المناسب لرسالتها التطوعية الوطنية داخل المملكة، لاسيما وقد أصبحت كلمة المواطنة كلمة لا تعطي معناها الحقيقي؛ نظراً لقصر المفهوم والجهل الذي يحمل مسؤوليته المواطن نفسه والمؤسسات الاجتماعية والتعليمة المختلفة"، مشيرة إلى أنها حملة عربية من أجل الوعي بحقوق المواطن كعلاقة تبادلية، بحيث يكون لهذا الفرد حق في اتخاذ القرارات والمشاركة وإبداء الرأي وتفعيل كل ما يمكن أن يخدمه، مؤكدة على أن الحملة تستعد حالياً لتدشين موقع خاص على الفيس بوك لكسب أكبر عدد من الأعضاء والعضوات في الحملة. وأشارت إلى أن آلية العمل ستكون عبارة عن محاضرات وندوات وورش عمل تعزز مفهوم الوطنية وتحمل نفس شعار المؤسسة. وتحدثت الأستاذة "فوزية" عن حاجة المجتمع السعودي إلى إدارة الاختلافات الاجتماعية، واعتبرت مشاركة المواطن في صنع القرارات ضعيفاً، ويحتاج إلى تفعيل وإدراك لواجبه نحو وطنه ومجتمعه. وقالت:"البعض لا يشعر بالمواطنة ولا يشعر بالانتماء، ويتملكه إحساس بالضياع وفتور الهمة وعدم وضوح الأهداف؛ والسبب من وجهة نظري هو غياب مفهوم المواطنة، من خلال غياب حقوقه والتي قصرت المؤسسات الاجتماعية في التعامل معها"، مشيرة إلى أن المتسربين من العمل -على سبيل المثال- هم أفراد أساؤوا للشباب السعودي بشكل أو بآخر؛ لأن الجدية في العمل تنبع أيضاً من الحس الوطني الذي يفتقده البعض، وأولئك الذين يعطون بكل ما يستطيعون ويخلصون في أعمالهم هم أشخاص يشعرون بالمواطنة؛ لأن المواطنة فعل وعمل وليست مجرد شعارات، ونحن نعاني في الوطن العربي كله مما يسمى هجرة العقول، حيث ركزت المؤسسات على التنمية الاقتصادية وغيرها وأهملت تنمية الفرد اجتماعياً. كما أكدت الأستاذة "موضي الصغير" على حاجة المجتمع السعودي لتفعيل دور الحملة؛ خاصة في العاصمة الرياض، وترى الأستاذة "إنعام آل عصفور" أن الجهل بالأنظمة والقوانين ماهو إلى إحساس بعدم الانتماء الوطني لدى الجنسين ودليل على ضعف الهوية الوطنية. تعزيز ثقافة حقوق الإنسان يذكر أن رسالة المؤسسة العربية للديمقراطية تتلخص في أنها حركة اجتماعية تتشكل من منظمات المجتمع المدني في الدول العربية، وتعمل على تعزيز ثقافة حقوق الإنسان ونشر قيم المواطنة، وصولاً إلى تكريسها على أرض الواقع من خلال سلوك المواطنين، وفي التشريعات والسياسات العامة الوطنية. أما وسائلها فهي: تشكيل تحالف من الفعاليات والمنظمات في الدول العربية من أجل مواطنة فاعلة، وتنظيم حملة المواطنة لتجميع مليون توقيع من مختلف الدول العربية، وتشكيل وفود من شخصيات متنوعة بمستوى رجال دولة من مختلف الدول العربية ليكونوا سفراء لحملة المواطنة، ووضع وتنفيذ خطة لتعبئة المواطنين باستخدام مختلف الوسائل المتاحة في كل دولة عربية، والتواصل والتعاون والتنسيق مع البرلمانيين والسياسيين ومؤسسات المجتمع المدني والإعلاميين بهدف تعديل التشريعات والسياسات العامة وتنفيذها وفق مقتضيات حقوق الإنسان والمواطنة، وتحمل هدفاً يقول "أطالب بحقي في مواطنة غير منقوصة تضمن واجبي في المشاركة الحرة والفاعلة والسلمية في إدارة الشأن العام دون تمييز لأي سبب كان، وتؤمن العيش الكريم".