أكدت التحريات الأولية حول الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها الثلاثاء أن عناصرها كانت لهم ارتباطات وثيقة ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، كما كشفت، من جهة ثانية، أن التنظيم خطط لإقامة قاعدة خلفية له في مناطق خالية من الصحراء كما فعل في الجزائر ومالي. وبحسب الأمن المغربي، فإن العناصر المعتقلة كانت تعمل على إحياء عمل خلايا سبق للأمن أن نجح في تفكيكها، حيث كانت هناك عناصر تنسق بين المستقطبين من هذه الخلايا وتنظيم القاعدة الذي كان من المقرر أن يستقبلهم في معسكراته بالجزائر ومالي لتلقي تدريبات شبه عسكرية قبل أن يعودوا إلى المغرب لتنفيذ المخططات التي وُضعت لهم. وخططت الخلية المذكورة بضرب مقرات أمنية ومؤسسات وطنية حساسة ومراكز وهيئات أجنبية، كما كان من ضمن أهداف الخلية الهجوم على البنوك والاستيلاء على أموالها لاستعمالها في تمويل مخططاتها الإرهابية. وحجز الأمن المغربي مجموعة من الأسلحة المتطورة مخبأة في ثلاثة مناطق قرب منطقة أمغالا التي تبعد عن مدينة العيون بالصحراء بحوالي 220 كلم. وتم أول أمس الأربعاء عرض ترسانة الأسلحة التي تم حجزها لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية. وتتكون هذه الترسانة من 33 بندقية من نوع كلاشنيكوف وقذيفتين مضادتين للدبابات ومدفع هاون وكذا 1998من الذخيرة الخاصة ببنادق كلاشنيكوف. وكانت هذه الأسلحة والذخيرة مخبأة في ثلاثة مواقع (منطقة خنق الزريبة التي تبعد بنحو 35 كلم عن الحزام الأمني) اثنان منها مخصصة للأسلحة والثالث للذخيرة، وهي صالحة للاستعمال، وكلها من صنع روسي. وأكد الكولونيل بالدرك الملكي عبد اللطيف مكوار أنه يتم حاليا القيام بمعاينة المواقع الثلاثة كما تجري الشرطة أبحاثها في عين المكان، مشيرا إلى أنه عُثر على هذه المخابئ بعد حملة تمشيطية بمساعدة كلاب مدربة. وأوضح الكولونيل مكوار، الذي قدم توضيحات حول نوعية الأسلحة والذخيرة المحتجزة لوسائل الإعلام، أنه تم تمشيط المكان ابتداء من الساعات الأولى من يوم الثلاثاء بناء على معلومات تلقتها القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، مضيفاً أن المنطقة التي وجدت فيها الأسلحة والذخيرة تعد منطقة خالية من السكان. يذكر أن هذه الخلية الإرهابية تتكون من 27 عنصرا، وتعد هذه أول مرة يتم فيها تفكيك شبكة إرهابية تنشط قرب الجدار الأمني بالصحراء في منطقة أمغالا، وكانت هذه المنطقة مسرحا لمواجهات عسكرية بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية ما بين سنتي 1976 و1991 قبل أن يتم توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار بوساطة من الأممالمتحدة.