نوبة من الضجر والغضب انتابتها عندما كانت في حديث عابر مع زوجها، ومنعها من كتابة أحد أملاكه لها، وانتابه شيء من الاستغراب والتساؤل عندما طلبت منه زوجته ذلك، مبررةًً عدم ملكيتها لأي نوع من العقار، وقابلها بالرفض والممانعة لخوفه من مستقبل لايدرك ماذا يخبأ له ولأبنائه، ولإدراكه بأنها لاتستطيع التصرف بها، ولربما فرّطت بهذه الأملاك في أي وقت كان، بلا تروٍ ولا حكمة، ولمعرفته بمصير تلك الأملاك، وأثار ذلك الموضوع غضب كلا الزوجين، وحدث صراع وخصام وجدال على أمر طرحته لتكتشف مدى ثقة زوجها بها، فهل تقاس الثقة بالأملاك؟، وهل المرأة تحبذ أن تملك شيئاً في حياة زوجها من عقار ونحوه؟ طبيعة الرجل الشرقي وأكدت «مشاعل إبراهيم» على أنّ طباع الرجل الشرقي وأخلاقياته ومبادئه تمنعه من ذلك، ليس لعدم ثقته بالمرأة بل لقناعات تكون بداخله، إضافةً لعدم رغبته في الإفصاح عما يملك في بعض الأحيان، مؤكدةً على أنّ له الحق في ذلك؛ لأنّها تعتبر أملاكه وهو من شقي ليكونها وتكون له، وقد يوجد بعض الرجال بهذا الكرم وبهذه الطباع لكنهم قليلون. وأشارت «منى السهلي» إلى أن المجتمع الذي نعيش فيه لايكتب الرجل أملاكه لزوجته في أي حالة؛ كقطعة أرض أو منزل أو ماشابه ذلك، لكن هناك شيء قد يجعل الرجل يكتب شيئاً من الذي يملكه لزوجته، وهو عند زعلها أو أخطأ في حقها بشيء كبير قد يكفر ذلك بهذا الفعل كأن يملكها أحد أملاكه وتصبح حرة التصرف بها. «ياعيني على الثقة»..الرجل يخشى تمرد زوجته والمرأة تخاف أن يتزوج عليها عشرة عمر وتقول «أم فهد»: «لامانع من ذلك إذا عشت معه مدة طويلة ووقف بجانبي في مواقف وأزمات، فليس عيباً أن أملكهُ شيئاً مما لدي، خصوصاً إذا كان شخصاً يستحق ذلك؛ لأنّي على ثقة تامة به وبماسيفعل من تصرف صحيح وسليم وإدارة جيدة لو تملك شيئاً منها، وإلى جانبها «هنادي عبدالملك» التي قالت: «إذا كان الرجل يستحق ورأيت في معاشرته لي وحياتي معه مواقف لاتنسى، وتضحيات حقيقية بلا زيف وخداع، ووقوفه معي في جميع الأحوال وقفة رجل، ويهتم ويدافع عن حقوقي؛ فإنه يستحق أكثر من ذلك، أما إذا كان رجلاً نكدياً ولا يهمه سوى نفسه وماذا يفعل وماذا يقدم لغيري فاستحالة ذلك». رفض تام وعارضتها «أم تركي» قائلة: «أرفض ذلك ليس لعدم ثقتي به وإنما لخوفي من المستقبل وماذا يخبىء لنا، كموتي أو لربما زواجه من امرأة أخرى، وحرمان أبنائي منها وهي بالأساس من حقهم»، مؤكدةً موافقتها بأن تكتب أملاكها لأبنائها بالتساوي فيما بينهم ولاتفضل أحداً عن الآخر. وتشاركها الرأي «أم عبدالله» في رفضها التام من تملك الزوج لأي شيء من أملاكها، مشيرةً إلى أنّ الرجل بطبيعته عندما يرى المال يتغير ويبحث عن الجديد والتجدد، فلربما تزوج بأخرى وجعله زوجته في حسرة وألم على مافعلته له في يوم من ثقة فيه، فترى أنّ أملاك الرجل تظل له والمرأة كذلك، وبالنهاية مآلها للأبناء. نظرة حيادية «خالد الرشيد» له وجهة نظر شخصية أخرى، مؤكداً على أنّ تلك المسألة تتوقف على أملاكه فإذا كانت كثيرة فلا مانع من كتابة جزء منها لزوجته أوأبنائه، مضيفاً أنّ المرأة قد تخشى من كتابة أملاكها لزوجها خوفاً من المستقبل كزواج الرجل من امرأة أخرى، وأوضح «عبيد الدوسري» أنّ الثقة موجودة في الأسرة وبين الزوجين، لكن في هذا الموضوع لاتحكمه ثقة أو عدمها، مضيفاً بأنه لا يؤيد كتابة أملاكه باسم شخص آخر كزوجة أو ابنة إلا في حالات نادرة أو ظروف تستدعي ذلك. مجازفة أمام قبول الآخرين للفكرة فقد رفض «محمد بن صالح» تملك المرأة أي شيء، فليس في ذلك تقليل لشأنها، بل لعدم تمكنها من إدارة مابيدها بالشكل الصحيح، وقد تبيعه في اليوم الآخر باعتقادها أنّها محتاجة لذلك وقد تكون حاجتها تافهة لاتستدعي ذلك، فالمرأة لاتتولى أموراً كهذه، ومن يولي أملاكه أو جزءاً لامرأة منها فهو شخص مجازف، وأورد «عبدالله فهد» رأيه بشيء من الغرابة فقد وافق على كتابة أملاكه لابنته، قائلاً: «ابنتي قد أجعلها تتملك شيئاً من ماأملك ليس لعدم ثقتي بزوجتي، لكن زوجتي ربما بعد وفاتي تتزوج من آخر وهو من يتمتع بها لكن ابنتي لن يكون لها شيء بعدي وأؤمن مستقبلها به، ولن تكون مقصرة مع أمها في أي حال من الأحوال». حب تملك وأكدت «عائشة فهد» على أنّ المرأة تحب التملك، وتكوين كيان وملكية خاصة بها، ولامانع لو طلبت من زوجها ذلك، لكن قليل جداً، أو نادر من يعمل ذلك، ومن يعمل ذلك ربما يكون بقيود وأحكام وشروط لحاجته في استردادها ذات يوم، ول «نايف النمشان» رأيه فقد ذكر أنّ بعض النساء عندما يملكها الرجل شيئاً من أملاكه؛ يقل احترامها له، ولاتعي له أي اهتمام، ولاتبالي به وبمتطلباته، وقد تهمل واجباتها تجاهه، ولربما أدى إلى التعالي عليه وعلى مجتمعها، فيفضل عدم امتلاكها؛ خوفاً مماقد يترتب عليه من هذه الأمور وغيرها. تضحية الرجل وأوضح «ماجد الشهري» أنّ المرأة عندما تقبل شراكة الرجل فهو شريك لها في كل الأمور، وبما أنّها توفر له سبل الراحة والاطمئنان والقيام بواجباتها فهي تستحق هذا العمل، معتبراً ذلك الشيء تضحية من قبل الرجل للمرأة وأقل مايقدمه لها إذا كانت تذلل له المصاعب وتقدم كل مافيه خير له. ملكية خاصة وأشار «أبو ماجد» إلى أنّ الرجل يكد طوال عمره وقبل زواجه كذلك يقوم بجمع المال وتأمين المستقبل سواء له أو لزوجته وأبنائه، فمن الصعب أن يكتب الرجل أو يتنازل عن تلك الأملاك في لحظة، وأضاف: مهما عاش الرجل مع زوجته وأصبحت هناك ثقة إلا أن هذا الشيء اعتبره بعيداً عن مبدأ الثقة، واعتبرها ملكية خاصة لايحق لأحد أن يطالب بها، وأكدت «حصة الدوسري» على أنّ الرجل والمرأة كلاهما يخاف من تلك المسألة، فالرجل يخشى أن تتمرد زوجته ولايكون للرجل سلطة عليها بحجة ملكيتها لذلك، والمرأة كذلك تخشى أن يتزوج زوجها من امرأة أخرى وتتمع بأملاك الزوجة الأولى، فكلاهما في نفس الوضع تقريباً.