عجزت سيدي أن اختصر مبادراتك ومكانتك وملاحمك وجمائل أياديك البيضاء أو حب شعبك لك في بيت أو آبيات من الشعر أو مشاعر وجمل من التعبير، فما من مديح أو نعوت أو أوصاف إلا وقد زدت عليها، أو سبقتها بطيف كرمك وألق محبتك، وحزت في أعلى الأوصاف وأجملها، وعلى أوسمة من الحب في القلوب أرفعها، وبساطتك وتهيامك في حب رعاياك وشعبك، وصدقك ووفائك وشجاعتك في الحق والدفاع عن مقدرات الأمة، والتفاني في خدمة الإنسانية هي سر هذا الوفاء والمكانة حيثما حللت يا خادم البيتين، لقد جعل الله لك حبا في قلوب شعبك بل ومختلف أطياف الإنسانية، هؤلاء الأطفال الذين يقبلون صورتك ببراءة وهم يرددون يا بابا عبدالله ياغالي. وهؤلاء الشباب الذين يتوشحون برداء الوطن الأخضر على سياراتهم أو في واجهة منازلهم أو محلاتهم وقد سطعت صورتك الباسمة مع علم بلادهم وهم يدعون المولى أن يسبغ عليك ثياب الصحة والعافية، ويعيدك لوطنك وشعبك سالما معافى. هؤلاء أنموذج من شعب عبدالله الوالد والقائد والصديق للصغير والكبير منحتهم مشاعرك الصادقة، وأغدقت عليهم مشاريع الخير والنماء، وحققت لهم أعلى معدلات الرفاهية بمجتمع آمن مطمئن، عشت معهم مشاعر الفرح في أفراحهم ومشاعر الحزن في أقدارهم، محطات كثيرة من الفرح يصعب حصرها، وأخرى من أقدار الحياة وقفت فيها وقفة الكرام الخالدين في جازان كيف تنسى إطلالتك البهية في أتون حمى المتصدع، التي ضربت أطناب المنطقة فجئت قادما من كان إلي جازان وأصبحت هذه الإطلالة عناوين سعيدة في كبريات وسائل الإعلام المحلية والعالمية حيثما اعتذرت عن لبس الكمامات الواقية من الفيروسات، وقلت كلمة ذهبت مثلا وحكمة لأصحاب الإرادة والعزيمة (صحتي ليست بأعلى من صحة أبناء جازان) ورحت تتجول في المستشفى وتصافح المرضى وتطمئن عليهم. ولم ننس زيارتك التاريخية أيضا في عام 1427ه حيثما صافحت بكل الوفاء قلوب الجازانيين الذين أصطفوا حشودا بالآلاف لتحيتك، ووالله لقد سمعتك سيدي تقول لسمو أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر حينما أستأذن سموه لتقديم هدية من الأهالي لخادم الحرمين الشريفين حيث قلت هديتي هؤلاء أبنائي الذين يرقصون تحية لنا ولا بد أن نشاركهم الفرحة.. وكان أن شاركتهم في أمسية فريدة ولكنها كلها حب ووفاء ومن ينسى زيارة الوفاء والعرفان لأبنائك الجنود البواسل على ثغر الحد الجنوبي عندما هاجمت عناصر متسلسلة لم تعرف حرمة دم الجار ولا حرمة دم شعبها، خاصرة الوطن الجنوبية فكانت وقفتك أبوية بطعم النصر. اليوم تحديدا أبا متعب عود على بدء وأمير منطقة جازان المحبوب الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز يدشن مجموعة من الوحدات النموذجية لإسكان النازحين التي وجهتم بها لأبنائكم الذين غادروا قراهم الحدودية ومساكنهم بسبب الحرب - ها هي ذي آلاف الحناجر الصادقة من هؤلاء المستفيدين وغيرهم يلهجون بكف الضراعة أن يلبسك مليك الشعب ثياب الصحة والعافية، وأن يعيدك إلينا سالما غانما لتواصل مسيرة البناء والتنمية، محاطا بحب رعيتك وشعبك الوفي واخوتك. * مدير مكتب "الرياض" بجازان