منذ افتتاحه في الخامس من نوفمبر عام 1969؛ وهو يمثل أحد أهم الروافد الإعلامية للتلفزيون السعودي.. إنه تلفزيون الدمام الذي شهد في الرابع عشر من مارس الماضي ولادة جديدة من خلال افتتاح مجمع التلفزيون السعودي في حفل كبير رعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وبحضور وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة، وليكون بذلك أحد أهم المنابر الوطنية والإعلامية المشاركة في استقطاب الطاقات التلفزيونية الشابة وإنتاج برامج ثقافية واجتماعية ورياضية منوعة، تنتج في الدمام وتقدم لمختلف المشاهدين في المملكة وفي أي مكان على ساحة الفضاء التلفزيوني. وقد عرف تلفزيون الدمام منذ تأسيسه نشاطاً إنتاجياً منوعاً، حيث بدأ مع نشرات الأخبار التي كانت تصور عبر كاميرا سينمائية (16 مل)، كما يتذكر المخرج يوسف الدوسري. الذي يشير إلى أن التلفزيون السعودي استعان في بداياته بكوادر تلفزيونية عربية في مختلف التخصصات التلفزيونية. مستحضراً أهم الشخصيات التلفزيونية التي برزت في تلك الفترة وهما المقدمان الإخباريان خالد يوسف (سوري) وغالب الحديدي (أردني). كما استقطب تلفزيون الدمام كوادر سعودية وعربية كانت تعمل في قطاع التلفزيون التابع لشركة أرامكو التي كانت بدأت البث التلفزيوني مبكراً لتصبح بمثابة بنية تقنية وفنية لتدشين تلفزيون الدمام نهاية الستينيات. كما كان لتلفزيون الدمام منذ سنواته الأولى نشاط درامي رائد عندما بادر بإنتاج مسلسلات (أبيض وأسود) من إخراج مبارك الهميم وبطولة الفنانة البحرينية لطيفة المجرن والفنان حسين الهويدي وكانت تسجل على أشرطة (2 انش) يصل وزن الواحد منها (تسعة كيلوغرامات). معالي راضي.. من مذيعات مجمع الدمام وكان تلفزيون الدمام في بداياته يضم استديواً مهيأً لتصوير الأعمال الدرامية من مسلسلات إلى سهرات تلفزيونية. غير أن دخول البث التلفزيوني الملون عام (1977) ساهم في زيادة الانتاج الدرامي الذي شهد إنتاج أعمال محلية ومشتركة، منطلقاً مع المسلسل المحلي (جحا) بطولة حسين الهويدي وعلي السبع والمسلسل الخليجي الذي صور في استديو الدمام (شمعة تحترق) من بطولة عدد من فناني وفنانات دولة الكويت، مثل: عائشة إبراهيم ومريم الغضبان و(أم عليوي) وآخرين، حسب ما يؤكد فني الإضاءة السعودي جعفر المرهون (أبو حمادة) الذي التحق بالعمل التلفزيوني وهو لم يجتز الخامسة عشرة من العمر. متذكراً -المرهون- بفخر عمله في ديكور مسلسل (شمعة تحترق) وهو يراقب نجمات ونجوم الدراما الخليجية آنذاك وهم يصورن مشاهد المسلسل في تلفزيون الدمام بداية السبعينيات. وليس هذا كل شيء، حيث شهد تلفزيون الدمام إنتاجاً درامياً مطعماً بنجوم عرب كما في مسلسل (العم معروف) ومسلسل (فارس من الجنوب) بطولة الفنانة منى واصف والفنان أسعد فضة، وصولاً إلى موجة المسلسلات الشرقاوية التي شهدتها سنوات الثمانينيات والتسعينيات، من (عائلة بو كلج) مروراً بمسلسل (خزنة) ووصولاً إلى (حامض حلو) وغيرها من الأعمال التي لا تزال مودعة في أرشيف التلفزيون السعودي. كوادر إعلامية شابة في مركز الدمام وفي العام 1983 خطا الإعلام السعودي ممثلاً بمركز تلفزيون الدمام خطوة جديدة باتجاه العصر مفتتحاً محطة تلفزيونية سعودية ناطقة باللغة الإنجليزية. قدمت مجموعة برامج إنجليزية، من أهمها برنامج (عالم المرأة) و(ضيف الشاشة) و(الثقافة الإسلامية)، كما يتذكر مخرجها السعودي عبد الرؤوف الخليتيت، مضيفاً بأنه كان للتو عائداً من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومنهياً هناك دراسته في الإخراج السينمائي والتلفزيوني والمسرحي، لينضم مع مجموعة مؤسسي القناة الثانية وليخرج سبعة برامج منها ما ذكر أعلاه إلى جانب برامج (سهم الإسلام) و(كل الرياضة) ومن (الساحل الشرقي). ولادة جديدة إلا أن الولادة الجديدة لتلفزيون الدمام مع مجمعه الجديد وإطلاق باقة من القنوات السعودية الفتية؛ كان محرضاً للمزيد من العمل والإنتاج الذي يقوده جيل تلفزيوني مخضرم إلى جانب انخراط مجوعة من الشباب والشابات الجادين في الالتحاق بالعمل التفزيوني المحلي. من هنا انبثقت برامج حديثة شكلاً ومضموناً مثل البرنامج الأسبوعي (سينما شبابية) على القناة الثقافية والذي يخرجه محمد المريط وحول هذا البرنامج يشير معد ومقدم (سينما شبابية) الشاعر محمد الحمادي، قائلاً: "البرنامج محاولة لتسليط الضوء على الأفلام القصيرة التي قدمها الشباب السعودي، المحور الرئيسي للبرنامج هو استعراض تجارب الشباب السينمائية في كافة المجالات سواء الأفلام الروائية أو الوثائقية أو التحريكية أو الفلاشات الدعائية، كل ما يتعلق بالسينما وواقع سينما الشابة في المملكة". مضيفاً: "كما يستضيف البرنامج نقاد سينمائيين لمناقشة تطور التجربة السينمائية السعودية وأيضاً استضافة فنانين لإبداء وجهات نظرهم حول الأفلام القصيرة". إبراهيم جبر وجعفر الغريب والمخرج عبدالخالق الغانم في أحد المسلسلات الشرقاوية كما ينتج تلفزيون الدمام برنامج (المشهد الثقافي) الذي يقدمه رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي محمد بودي ويناقش أهم القضايا والمستجدات على الساحة الثقافية والأدبية السعودية. إلى جانب الاشتراك في بث برنامج (صباح الثقافية) كل أربعاء واثنين. وهنالك برنامج (لآلئ) وهو بمثابة قهوة شبابية لبرنامج حواري يضم مجموعة من الشباب يتداولون ما يهمهم من هوايات وطموحات وأحلام ومشكلات في قالب تلفزيوني مشوق. أما في الجانب الرياضي، فتبث القناة الرياضية من مجمع الدمام برنامجين هما، (ألعاب مختلفة) و(من الشرقية)، مغطية أهم الأحداث الكروية والرياضية التي تحدث في المنطقة الشرقية. بينما يأخذ برنامج (الخط الأبيض) صبغة ثقافية واجتماعية بعد أن انضم أخيراً لقافلة البرامج المنتجة في تلفزيون الدمام وهو برنامج ثقافي اجتماعي مباشر يقدمه مدير مجمع تلفزيون الدمام الأستاذ سعيد اليامي، ويتطرق لأهم الموضوعات التي تمس ذهنية المجتمع تجاه القضايا التي تؤثر على الرأي العام. ويشير اليامي إلى أن البرنامج يهدف إلى تغيير ثقافة مجتمعنا إزاء بعض الظواهر والثقافات السلبية في مجتمعنا المحلي. مستحضراً بعض عناوين الحلقات كحلقة: (ثقافة العمل) و(ثقافة التغيير) و(الثقافة القبلية والمناطقية) و(العنف الأسري) و(ثقافة الغذاء). تلفزيون الدمام استفاد في بداياته من تلفزيون أرامكو