أشارت دراسة مسحية أجريت مؤخراً في الولاياتالمتحدة أن 30 في المائة فقط من مستخدمي الإنترنت يفضلون السماح للشركات بإرسال مواد إعلانية عند استخدام شبكة الإنترنت، وأن 67 في المائة يعارضون مثل هذه الممارسات، أي قيام الشركات بإرسال مواد إعلانية لهم. ويأتي هذا المسح، الذي أجرته مجلة (ي واس أيه تودي USA Today) ومؤسسة جالوب Gallup لاستطلاعات الرأي، في الوقت الذي تعمل فيه الجهات المسؤولة عن اتخاذ القرار في واشنطن على بحث تطبيق إجراءات قوية لحماية الخصوصية على شبكة الإنترنت. وأشار 7 من كل 10 من مستخدمي الإنترنت من العينة التي شملها استطلاع الدراسة، أنه يجب عدم السماح للجهات المعلنة باستهدافهم من خلال إرسال الإعلانات غير المرغوب فيها. يُذكر أن عملية التصرفات الاستهدافية التي تنتهجها الجهات المعلنة تواجه نقداً متزايدا. وكانت هيئة التجارة الفيدرالية في الولاياتالمتحدة قد أيدت في هذا الشهر (ديسمبر 2010م) فكرة تكوين آلية "لا تقم بالتتبع" لمتصفحي الإنترنت على غرار آلية "لا تقم بالاتصال" والمصممة لمنع الاتصالات الهاتفية التي تهدف لتسويق بعض المنتجات والخدمات. أما الآلية الجديدة التي ظلت مجموعات المصلحة العامة والمجموعات المدافعة عن الخصوصية يطالبون بها، فهي تسمح للمستخدمين القيام بحجب الشركات من متابعة عمليات تصفحهم لشبكة الإنترنت. هذا وقامت وزارة التجارة مؤخراً بالدعوة إلى استصدار قانون يحمي الخصوصية على شبكة الإنترنت، إضافة إلى إنشاء مكتب حكومي للإشراف على جهود الخصوصية. وتفضل كل من وزارة التجارة، وهيئة التجارة الفيدرالية أن تقوم شركات الإنترنت طواعية بالموافقة على إجراءات قوية لحماية خصوصية المستهلكين، لكن بعض أعضاء الكونجرس يريدون أن تُفرض هذه الإجراءات من خلال إصدار تشريع. ويؤيد حوالي 30 في المائة من مستخدمي الإنترنت السماح للشركات إرسال إعلاناتها، و67 في المائة يعارضون ذلك، أما البقية فليست لديهم آراء واضحة حول الموضوع. وقد تغيّر الوضع قليلاً عندما سؤل أفراد العينة ما إن كان استخدام مثل هذه الإعلانات يكون مبررا للسماح بالتصفح المجاني لبعض المواقع، فقد أفاد 35 في المائة بأن ذلك صحيح، بينما أشار 61 في المائة أنه غير كذلك. أما مستخدمو شبكة الإنترنت من فئة الشباب فهم أقل معارضة لهذه الإعلانات من كبار السن. ومع ذلك فإن 34 في المائة من الذين أجابوا على استبيان الدراسة، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 34 سنة، فقد قالوا أنهم يريدون من المعلنين متابعتهم عند تصفحهم شبكة الإنترنت. وأيد 26 في المائة فقط الذين تتراوح أعمارهم بين 55 وأعلى هذا الأسلوب. وأظهر استطلاع الدراسة أن مستخدمي الإنترنت يريدون المزيد من الضوابط حول الإعلانات التي يستقبلونها، على الرغم من أن 90 في المائة من عينة الذين أجابوا على الاستبيان قالوا أنهم لا يأبهون كثيراً لمثل هذه الإعلانات. هذا وفي سياق متصل قالت دراسة مسحية، نُشرت في شهر مارس من هذا العام (2010م) إن الخصوصية تعد من الأمور الرئيسة التي تشغل بال واهتمام مستخدمي شبكة الإنترنت. وكشفت الدراسة أن نصف مستخدمي شبكة الإنترنت لا يثقون بسياسات الخصوصية التي تعلن عنها مواقع الإنترنت. وأوضحت الدراسة، التي قامت بها مجموعة أمن المعلومات( ISG ) البريطانية، واشار لها موقع وزارة الاتصالات السعودي أن 28,5 في المائة فقط من مستخدمي الإنترنت قد ردوا بصورة إيجابية عند سؤالهم: هل تعتقد أن مواقع الإنترنت ستلتزم حقيقة وتفي بسياسات الخصوصية التي تعلنها؟ هذا وكان ما يزيد عن نصف (51,3 في المائة) من الذين أجابوا على الاستبيان قد قالوا أنهم لا يعتقدون أن سياسات الخصوصية يتم تطبيقها ومراعاتها.