يؤكد بعض المراقبين على أن المخدرات هي أخطر ما واجهته البشرية على امتداد تاريخها الماضي والحاضر وربما المستقبل، ما لم تهب دول العالم كافة لاقتلاع تلك الآفة، والقضاء على زراعة وإنتاج وتصنيع وتجارة وتهريب وترويج المخدرات. وأكد "د.مفرج الحقباني" أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على أن المملكة من الدول التي بذلت العديد من الجهود الجبارة من الأنظمة والبرامج لمكافحتها، وما يؤكد ذلك ما تقوم به الأجهزة الحكومية واللجنة الوطنية من دور إيجابي وهام في حماية وتوعية المجتمع بشكل عام، وهي ما زالت تبذل قصارى جهدها للتوعية من خلال ما تقدمه من برامج مختلفة ومتكاملة عبر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى إقامة المعارض والمسابقات، شعوراً بمسؤولياتها وتأكيداً على تكريس ومواصلة الجهود للقضاء على آفة المخدرات، موضحاً أن أمانة اللجنة لم تألوا جهداً في ذلك وهي مستمرة ولله الحمد بدعم واهتمامات ولاة الأمر منذ تأسيسها، وتجد كل متابعة وحرص من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. دورات تدريبية وأضاف:"أن اللجنة تتبنى الدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات والمرشدين الطلابيين والضباط، وتنظيم الزيارات الطلابية لتعريفهم بأضرار المخدرات، وكذلك قيام اللجنة ببث البرامج الوقائية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، كما تقدم اللجنة الإصدارات الشاملة من نشرات ومطويات وملصقات توعوية، وكذلك إصدار مجلة المكافحة وهي متخصصة في التوعية ضد هذه الآفة، ذاكراً أن اللجنة لم تتوقف عند هذا الحد، بل تبنت رعاية ومتابعة المتعافين من الإدمان وتأهيلهم بعد علاجهم، والأخذ بأيديهم ودعمهم وتشجيعهم على الاستمرار في التعافي، مبيناً أن كل ما تقدمه اللجنة ما هو إلا من الواجبات التي أنشئت اللجنة من أجلها، مشيراً إلى أن هناك أعمالا قائمة ومنها وضع الاستراتيجيات والخطط المستقبلية التي تصب في صالح الوطن وأبنائه وحمايتهم من آفة المخدرات، بالاضافة إلى إنشاء مركز معلومات حول قضية المخدرات، وإنشاء مركز لأبحاث الإدمان، وتطوير برنامج الدعم الذاتي في المملكة، إلى جانب توقيع اتفاقيات مع المنظمات الدولية والحكومية وغير الحكومية في مجال الوقاية والتأهيل، وإعداد مشروع توعوي لمحاربة المخدرات. استشارات هاتفية وأوضح "د.الحقباني" أن اللجنة بدأت بالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية لتقديم خدمة الاستشارات الهاتفية عبر الرقم المجاني (8001278888)، حيث يضم نخبة من الخبراء والمستشارين في الطب النفسي وطب الإدمان، وعدد من التخصصات ذات العلاقة، ويتم التعامل مع الاستشارات الواردة من آباء وأمهات أو زوجات أو أقارب أو أصحاب الحالات أنفسهم بسّرية تامة، وتوجيههم إلى أساليب وطرق التدخلات المناسبة مع هذه الحالات، وتزويدهم بالإرشادات الهامة، مبيناً أنه تم إنشاء المركز على إثراء الشراكة الاستراتيجية مع جامعة الملك سعود ضمن برامج الكراسي العلمية. بحث وطني وأوضح "د.فايز الشهري" أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وجه بالعمل على مشروع بحث وطني لدراسة ظاهرة المخدرات في المملكة، بعد أن اعتمد سموه الأدلة الأربعة التي صممتها الأمانة بالتعاون مع عدد من الخبراء، مضيفاً أن الدليل الأول منها يهتم بتعريف الوالدين والمدرسين وقادة العمل بعلامات التعاطي وأسس التعامل مع الشباب والمراهقين في الحالات المبكرة، فيما يختص الدليل الثاني بكيفية تقديم استشارات الإدمان بناء على رؤية حديثة مبنية على مفاهيم وأسس علم علاج الإدمان، ويتخصص الدليل الثالث في مجال المصطلحات والفهم العلمي الدقيق لمجال علم علاج الإدمان وأنماطه، وكيفية وصول المدمن إلى حالة متقدمة، فيما الدليل الرابع عبارة عن توصيف مهني لكيفية تقديم خدمات الاستشارات وأسس التعامل مع الحالات. مؤشرات علمية وأكد "د.الشهري" أن أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات رصدت مؤشرات علمية تشير إلى أن معدل الانتكاسة بين المقبلين على العلاج من الإدمان قد يصل إلى ما بين 3-5 مرات، علماً بأن معدل التعافي من تعاطي المخدرات عالمياً لا يصل إلى (30%)، بسبب ظروف البيئة الداعية لمزيد من التعاطي والانتكاس، ولكن ظروف المجتمع المحلي من حيث العلاقات القرابية وتأثير النشاط التوعوي والعامل الشرعي وبرامج العلاج، أسهمت في نجاح جهود معالجة الإدمان والتعاطي بمعدل أعلى من النسب العالمية، موضحاً أن استراتيجية الوقاية من المخدرات تعتمد على خمس طبقات، معتبراً أنها من أهم عوامل نجاح المجتمع في مكافحة المخدرات وفق آلية مكافحة فاعلة، وهي أولاً: طبقة التأسيس التي تهدف إلى تنشئة جيل خال من التعاطي وفق أسس تربوية فاعلة، وثانياً: مرحلة التوعية الفاعلة، من خلال مشروع نموذجية التوعية، أما الطبقة الثالثة: فتهدف كمرحلة لاحتواء المتعاطي في مراحل مبكرة، أما الطبقة الرابعة فهي طبقة العلاج الفاعل. القناعة بالعلاج وعن أهم أسباب فشل العلاج للمتعاطين، أكد "د.الشهري" أن من أهم الأسباب هو عدم قبول المتعاطي للعلاج، فغالبية المراجعين يحضرون أبناءهم دون أن تكون لديهم أدنى قناعة بالعلاج، ويخرجون من العلاج ويقعون مرة أخرى في التعاطي، لكون قابلية التعاطي كقناعات ما زالت لديهم قائمة وأقوى من القابلية للعلاج، فضلاً عن وجود قصور واضح في برامج التأهيل النفسي والسلوكي والمهني التي ينبغي أن تكون موجودة في مؤسسات المجتمع.