تتطلب مكافحة المخدرات مجهودا توعويا متكاملا بين المؤسسات الاجتماعية والعلمية، فهذه الآفة تشكل خطرا حيويا في ظل أنشطة الدوائر الإجرامية واستهدافها المتواصل للأمن الاجتماعي ومحاولاتها المستمرة لاختراق الشباب، وفي هذا الإطار أطلقت الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ومركز أبحاث الشباب الوطني بدعم من برنامج الدكتور ناصر الرشيد للوقاية من المخدرات بجامعة الملك سعود أخيرا أول دراسة مسحية لظاهرة الإدمان والعوامل المؤدية إلى التعاطي والانتكاسة في المجتمع السعودي، شملت كافة المنومين والمراجعين والمتعافين بمجمعات ومستشفيات الأمل ومراكز التأهيل. بدأ الفريق أمس مهامه المسحية بالاجتماع بالمسؤولين بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض وذلك لتشخيص العوامل المحلية التي تؤدي إلى التعاطي من أجل رسم سياسات فاعلة على مختلف المستويات، ويضم الفريق البحثي الذي يرأسه الدكتور سعيد السريحة عددا من المستشارين من عدة جهات صحية وأكاديمية وهم الدكتور عبدالعزيز الشمراني، الدكتور محمود عبدالرحمن محمود من مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، والدكتور نزار الصالح من جامعة الملك سعود، والدكتور فايز الشهري من الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والدكتور خالد الجضعي من كلية الملك فهد الأمنية، والدكتور عبيد آل مضر من جامعة الملك عبدالعزيز. نسبة التعاطي محليا وأوضح رئيس الفريق البحثي الدكتور سعيد السريحة أن الدراسة تشمل أربعة مجمعات لعلاج التعاطي وأربع فئات من المتعاطين لقياس عوامل الخطورة، «نسبة التعاطي محليا تتراوح بين 1 إلى 5 %، وأكثر الفئات للتعاطي هم الشباب، حيث تثبت الدراسات العالمية أن أكثر سن للتعاطي يتراوح بين 13- 18 عاما». وذكر السريحة أن تصميم أداة قياس عوامل الخطورة استغرقت ستة أشهر، مشيرا إلى أنها من أعقد أدوات القياس، ويبلغ عدد تلك العوامل المؤدية للتعاطي 37 عاملا، وقد تم تعيين مشرفين ميدانيين لجمع البيانات في عدة مناطق عن طريق الالتقاء بالمرضى وأسرهم وزيارة المستشفيات والمراكز المتخصصة. تطوير الخطط العلاجية من جانبها تنظم أمانة اللجنة في مقرها بحي المعذر الشمالي غدا ورشة عمل متخصصة لدراسة وتقييم البرامج التي تقدم بها أحد المتخصصين الذي يعمل أستاذا في الإرشاد النفسي بجامعة القصيم، حيث قام بتطوير ثلاثة برامج تتعلق بالإرشاد والعلاج لتتوافق مع احتياجات الإرشاد المتخصص في مجال تعديل اتجاهات الشباب نحو المخدرات والابتعاد عنها، كما تعمل على تحقيق أهداف وقائية وأخرى علاجية يمكن تطبيقها في مجال البيئات الإرشادية والعلاجية في المجتمع السعودي. وقال الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الأستاذ الدكتور مفرج بن سعد الحقباني إنه تمت دعوة عدد من المختصين في هذا المجال لحضور الورشة رغبة في تشجيعهم على تطوير البرامج، ومعرفة الطرق الحديثة لتطوير الخطط العلاجية وفق المعايير الصحية والأسس العلمية الناجحة، مؤكدا أن أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وبتوجيه من الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ستمضي قدما فيما يحقق تطوير برامجها وسياساتها وفق ما هو مرسوم لها ويخدم أبناء هذا الوطن من مخاطر المخدرات والظواهر المرتبطة بها لمعرفة ارتفاع نسب الإدمان في المجتمع. الصحة النفسية ومن جانبه أطلق مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض أمس خدمة الاستشارات في عدد من الأسواق التجارية، وذلك ضمن حملة مكثفة للتوعية بالأمراض النفسية وكيفية التعامل معها بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية. وينظم المجمع معارض وأركانا استشارية للرجال والنساء في عدد من مراكز التسوق الكبيرة بالرياض، وسيتم خلال هذه الأركان توزيع المطبوعات والمطويات التعريفية إضافة للإجابة عن استفسارات مرتادي هذه المراكز وتقديم الاستشارات من قبل نخبة من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين، وسيشمل تنظيم الفعاليات مركزي بانوراما للتسوق وغرناطة، وتمتد إلى نهاية الأسبوع. ويأتي تنظيم هذه الأركان الاستشارية بمناسبة اليوم العالمي امتدادا للفعاليات التي نفذها المجمع ومنها التعاون مع الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام في تنظيم زيارة للمرضى المنومين في المجمع بالتنسيق مع مجموعة من الفنانين السعوديين المعروفين وتقديم الهدايا لهم، وكذلك تنظيم محاضرة عن التغذية العلاجية قدمها استشاري التغذية العلاجية في المجمع الدكتور عادل بدر. يذكر أن مجمع الأمل للصحة النفسية يسعى لاستغلال الأيام العالمية ومنها اليوم العالمي للصحة النفسية للتعريف والتوعية بالأمراض النفسية وكيفية التعامل معها، والمساهمة في تغيير الصورة الذهنية الخاطئة عن المرض النفسي والتعامل معه على أنه مثل المرضى العضوي يمكن السيطرة عليه عند اتباع التعليمات التي يقدمها الطبيب والقائمون على العلاج النفسي