كان رجلا من الصحراء ، بل هو للجلافة أقرب ، لكنها وازنت امورها وفحصت اسلحتها ، ووثقت بقدراتها كأنثى ، فقررت ان تخوض معركة الحياة معه بسلاحها الفطري ، فقبلت به زوجا .. ***** علمت بفطرتها أن المرأة لاتزال غالبة ماحاربت بسلاح الأنوثة، كما أيقنت أنها إن حاولت مجاراة الرجل في ميدانه ، او مصارعته في حلبته ، او مقاتلته بسلاحه ، او لبست لامته ، او تقلدت درعه ، او مشيت مشيته ، فإن معركتها مهزومة ، ومحاولتها فاشلة ، فقد استبدلت سلاحها الذي لا يقهر (اعني الانوثة) ، بسلاح لاتستطيع ان تستخدمه فضلا عن أنه لا يناسبها ( أعني الرجولة) .. ***** لقد خلق الله سبحانه المرأة ضعيفة أمام الرجل ، فأودعها سلاحا كما أودع الثعبان سما ناقعا والعقرب لدغة قاتلة لتحمي به نفسها من غائلات الزمان ، انه سلاح عجيب مزيج من الانكسار الجميل ، والميل الفاتن ، والكيد العظيم الذي يتصاغر امامه كيد ابليس ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) ، سمه إن شئت اعوجاجا لكنه اعوجاج كاعوجاج نشاب القوس لا يزيده إلا مرونة وقوة ، انها الانوثة اقدم سلاح عرفته البشرية، فكم للأنوثة والدلال من قتيل وذبيح وأديب وشاعر، سلاح لا يزيده تقادم الزمان إلا قوة واصالة ، سلاح وصفه الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم بأنه ( اذهب للب الرجل الحازم ) وانه ( اغلب لذي اللب ) ، عرفه الرجل فعرف قوة الانوثة فاستسلم لها راضيا ، وخنع لها مستسلما ، لقناعته بأن الانوثة قوة مشروعة لا تقهر !!.. ***** أما صاحبتنا فقد صنعت العجائب بزوجها ، كما صنعت بغداد بالاعرابي فصيرته شاعرا لعيون المها بين الرصافة والجسر ، فقد تحول زوجها بسلاح الانوثة وتغير طبعه ، ورقت طباعه ، وتهذبت ألفاظه ، وتهندم لبسه ، وزكت رائحته ، وتغيرت ميوله ، فأحب الادب وقرض الشعر ، فتشبع عاطفة ولطفا ، وكذلك تصنع الانوثة التي زهدت عنها نساء هذا العصر!!..وللحديث بقية من نفس ساخن .. وعلى دروب الخير نلتقي فنستقي ونرتقي ..