نحن في القرن الواحد والعشرين وما زال بعض الرجال الشرقيين بصفة عامة والبعض من الرجال السعوديين خاصة يقبع تحت دائرة الجهل والتصحر, ويُبحر بمياه التخلف والعنجهية, متقوقع في غياهب العادات والتقاليد البالية. ان كان ظاهرياً يملك ثقافة وفكراً متطورا, يُكرر شعارات رنانة وينادي بالمساواة وإعطاء كل ذي حق حقه وخاصة المرأة, فهي مخلوق ضعيف لا حول ولا قوة لها, بينما هو يحمل بين طياته من نظريات التحقير والاضطهاد والقوًامة المزعومة, قوامة قهر وتسلط وتعنت واستبداد, ولا يستوعب أن الإسلام لم يمنح المرأة والرجل حقوقاً من نوع واحد, لكنه لم يفضل الرجل على المرأة في الحقوق, لقد راعى مبدأ المساواة في الإنسانية بين المرأة والرجل. إذاً الإسلام كرمها وأعطاها جميع الحقوق التي تحفظ كرامتها في الحياة, وأن الجزاء الأخروي والقرب من الله لا يرتبط بجنس الفرد ذكراً أو أنثى. بل بالإيمان والعمل الصالح، سواء من قبل المرأة أو من قبل الرجل. وعندما تطالب المرأة بحقوقها الشرعية والإنسانية تنكشف الأقنعة ويظهر الحقد الدفين والجهل والنفاق, ويتكلم بكل أريحية وكأنه المتحدث الرسمي باسم المرأة . هي مكانها البيت وتربية الأولاد وهذه رسالتها في الحياة, التي يجب أن تكرس نفسها من أجلها ولا تطالب بغير ذلك, هذه النظرة الدونية سببها الجهل الكامن بعقول الرجال, وهذا ضد الشريعة الإسلامية التي يحاجوننا بها وأيضاً لا يقبله عقل ولا منطق, فتنطبق عليه الآية "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا". فنتساءل: أين شعاراتك الذي تكررها وتنادي بها بكل محفل ومجلس.؟ وتيقناً أن المرأة لن تخنع له كما كانت وإنها لن تقبل دور الضحية وهو الجلًاد, ولن تسمح باغتيال أنوثتها بيد سفاح, فيتذبذب يميناً وشمالاً ويكون إنسانا مؤمنا بهذه اللحظة ويكرر كلام الملتحين ورجال التقوى, هذا تشبه بالغرب ويكرر إحدى النظريات التي تحتقر المرأة "أن المرأة خلقت من أجل الرجل وهي لعبة بيده". فيتمسك بنظريته فيسعى إلى بناء علاقة التفاضل بينه وبين نصفه الآخر. ورفضه المستميت ببناء علاقة تكاملية لا تفاضلية ومتساوية, ويقفل باب الحوار الذي يعرّيه امام نفسه والآخرين.. من خلاله سيجبره على الإقرار بمساواتها به وأنهما خلقا من اجل تكامل بعضهما البعض, وإقراره بذلك سيمحى أثره ليصبح مجرد ماضٍ تبثه رياح النسيان, وهذا لا يرضى غرور الرجل السعودي ! فيضج احدهم نحن أولياء أمركن يا معشر النساء شرعاً رضيتن أم أبيتن, وهذا الجاهل لا يعلم أن القوامة في أمور محددة ومنها الحماية وليس التسلط والسيطرة.