لجأت "حنان" لتحقيق حلمها في إنجاب توأم إلى تناول عقارات منشطة، وبعض الأعشاب، وإبرة تفجيرية أثناء التبويض، مؤكدةً أن برنامجها تم بفضل الله بنجاح، وحملت بتوأم، وتنتظر إكمال الأشهر الثلاثة حتى تعرف جنس التوأم، وعن سبب رغبتها بالتوأم قالت: "أنا مقبلة على دراسة ماجستير ودكتوراه، وليس لديها الوقت الكافي للحمل والولادة كل عامين، ففكرت بإنجاب توأم". وهكذا يبحث عدد من النساء عن وسائل لإنجاب بالتوأم خوفاً من الولادة القيصرية المتكررة، وتكرار تعب الحمل وإجهاده وطوله ل 9 أشهر مع نبض الحياة المتسارعة، أو بسبب العمل، حيث تفكر المرأة العاملة في تقصير مدة الحمل عن طريق مضاعفة عدد الأجنة بالحمل "التوأم"، بالإضافة لخوفها ألا تستطيع إكمال العدد المرجو من الأولاد، الذي يريده زوجها، فتسعى لتحقيق ذلك عبر عيادات النساء والولادة، أو تناول خلطات عشبية معينة، أو منشطات. تهاني التميمي سعت للحمل بتوأم وذكور، لأن لديها كما تقول أربع بنات، وتريد لهن أشقاء، لذلك بدأت ببرنامج خاص يوصي بالابتعاد عن بعض الأكلات التي تقسي جدار البويضة، والاعتماد على الأكلات البحرية، والعسل، والزنجبيل، هذا غير بعض الأدوية المنشطة. الصيدلي محمد صالح السلطان قال إن بعض السيدات يلجأن إليه طلباً لأدوية منشطة وعقاقير، تساعدهن على الحمل بتوأم من دون وصفة طبية، ويقول "بعض النساء يسألن الطبيبة عن وصفة للحمل بتوأم، وما أن يعرفن حتى يشترين العقاقير دون الرجوع للطبيب المختص، ودون مراعاة المضاعفات التي يحذر منها الأطباء، ومنها التشوهات الخلقية والصحية التي تقضي على حياة إنسان، ذنبه الوحيد أن والدته أو والده، رغب في إنجاب التوأم" مشيرا إلى أن الطبيب وحده هو القادر على تشخيص المشكلة باستخدام المختبر والأشعة، وبناء عليها سيصف الدواء المناسب. ويؤكد استشاري النساء والولادة الدكتور سعد رمضان إن "الحمل بتوأم ليس حملاً طبيعياً، بل هو حمل مرهق ومتعب، لكن الناس ترى فقط الجانب السعيد وهو إنجاب توأم، ولا يرون الجوانب غير الطبيعية"، وقال إن "التوأم تحدده مرحلة تلقيح البويضة في رحم المرأة، والتوائم المتشابهة تنشأ من بويضة لقحها حيوان منوي واحد في طريق انقسامها، أدى ذلك لتكوّن أكثر من جنين، أما التوائم المختلفة فتنتج من بويضة ملقحة بأكثر من حيوان منوي"، مشيراً إلى أن العوامل المؤدية إلى الحمل بتوأم عديدة، منها الوراثية إذ إن نسبة الحمل بتوأم تختلف من شخص لآخر ،علماً أن النسبة العامة هي1%. واستشهد قائلا "نسبة الحمل بتوأم عند ذوي الأصول الأفريقية تكون أعلى، فمثلاً في نيجيريا بين كل 50 سيدة تحمل واحدة بتوأم، في المقابل في اليابان بين كل 1000 سيدة تحمل واحدة منهن بتوأم، أما النسبة العامة عند البيض هي 1%". وأضاف الدكتور رمضان أن "العامل الوراثي يكون من جهة الأم وليس من جهة الأب، وعامل السن يلعب دوراً كبيراً في الحمل بتوأم، حيث ترتفع النسبة إذا تجاوز عمر الأم 35 عاماً، وتزداد النسبة كلما تقدمت المرأة في العمر، والعامل الثاني هو الأدوية المحرضة للتبويض، وهي تزيد من فرصة الحمل بتوأم، لكنها أضحت تُكتب كوصفة طبية من غير ضرورة، كبعض الأدوية التي تنمّي فرصة الحمل بتوأم بنسبة 10%، أما الإبر فنسبة الحمل بتوأم من خلالها تصل إلى 30% . وأشار إلى المضاعفات السلبية لهذه الأدوية والعقاقير التي تعطى بلا لزوم والتي ترافق السيدة قبل الحمل وخلاله، انطلاقاً من أن الحمل بتوأم هو حمل غير طبيعي، ذاكراً أن المشاكل التي ترافق الحمل الأحادي تتضاعف في حالة الحمل بتوأم، مؤكدا على ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء. وحول ما تردده كثير من النساء، وما تتبادله من نصائح تتعلق بالتركيز على أطعمة معينة دون أخرى للحمل بتوأم، أوضح الدكتور رمضان أن "نوعية الغذاء لا علاقة لها بالحمل بتوأم، لأن الدراسات العلمية لم تثبت أي علاقة بينهما، ولا صحة لما يشاع بين الناس من أن تناول المأكولات البحرية يساعد على إنجاب توأم أو غيرها من الأطعمة"، مشيراً إلى أن نسبة إنجاب التوأم في اليابان متدنية مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية أو دول أفريقيا، على الرغم من أن وجبات اليابانيين ترتكز بشكل رئيس على المأكولات البحرية. وتقول المعالجة الشعبية أم خالد الشراري إن "هنالك نساء كثيرات يترددن عليها لوصف الأعشاب والخلطات لهن رغبة منهن في الإنجاب، وبعضهن لم ترزق بالذرية، أو رغبة منهن في إنجاب توأم". وتؤكد أن "أغلب النساء يستفدن من خلطاتها العشبية المنشطة، وينجبن أطفالا إما واحدا أو توأما"، مؤكده أن الأعشاب التي تقدمها طبيعية، ولا يوجد فيها إضافات صناعية، مشيرة إلى أنها إذا لم تنفع لا تضر أبداً. وأوضحت أم خالد أن "من الأعشاب التي استخدمتها الداميانا، وحشيشة الملاك، وجذور الهيلونياس، والجنسنج، والجوتو، وجذور العرقسوس، وجذور اليام البري، وتحضر كالشاي بإضافة ملعقة صغيرة من العشبة في كوب، ويصب عليه الماء المغلي، ويحلى بالعسل، ويغطى لمدة 10 دقائق ويشرب مرتين يومياً".