تقول الحكمة اليابانية "أن تكون على حق، لا يستوجب أن يكون صوتك مرتفعاً" لاحت تلك المقولة في ذهني وأنا أرى وأسمع ردود أفعال مسؤولي الفرق بعد مبارياتها في الجولات الماضية من دوري زين السعودي للمحترفين وما يتبعها من "ردح" في استوديوهات القنوات الرياضية الفضائية سواء من قبل مسؤولي الأندية أو حتى من قبل بعض المحللين والمحسوبين على الإعلام ممن غلبوا مصالح أنديتهم على المهنية الصحفية. ومع كل ما يحدث يبقى أمر التنافس وما يتركه خلفه من نقاشات حادة أمراً معتاداً ما لم يصل إلى أبعد من ذلك مثلما حدث من تجاوزات بعد مباراة النصر والتعاون من هجوم صريح وحاد على الحكام من قبل إدارة النصر ولاعبيه وجماهيره ولم يقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلى وسائل الإعلام المرئية حين تواصل النحيب في الفضائيات منذ انتهاء المباراة ولعدة أيام فبات المشاهد لا ينتقل لقناة رياضية إلا ويجد أمامه إما مذيع أو إداري أو عضو شرف أو لاعب سابق يبرر أحداث مباراة النصر والتعاون ويقلل من أهميتها ويحاول تزييف الحقائق وتهميش القضية التي شاهدها الملايين من متابعي الدوري السعودي عبر شاشات الفضائيات. واستحضرت الحكمة اليابانية هنا لإيماني بها ولكونها في رأيي تمثل منهجا يجب أن يسير عليه من يريد النجاح في العمل لأن الصوت العالي يذهب مع الرياح ويبقى الأثر للعمل ولو بحثنا ودققنا لوجدنا في الدوري السعودي أن من اتجه للعمل نجح ومن انتهج الصراخ وجد الفشل بدليل نجاحات الفيصلي الحصان الأسود في الدوري، وعودة الأهلي لجادة الانتصارات بعد هجر إدارته للإعلام وتركيزها على العمل ومعالجة مشاكل فريقها؛ بينما نجد الفرق التي حجزت أماكنها في استديوهات القنوات الرياضية للمبارزة بصوتها تحصد الفشل تلو الاخفاق. تصريحات بعض مسؤولي النصر التي يطلقونها بين الفينة والأخرى للتشكيك بصدارة منافسهم التقليدي الهلال واتهامهم للجنة الحكام بتمهيد طريق الهلال للفوز ببطولة الدوري في رأيي أنها أقرب ما تكون لإشاعات موقع "ويكليكس" الشهير والذي بات حديث الناس رغم أن معظم ما ينشره لا يستند إلى حقائق. والغريب هنا أن بعض المحسوبين على الإعلام ومن يظنون أنفسهم نقاداً ومحللين انساقوا خلف تلك الاتهامات وروجوا لها لإخماد ثورة جماهير فريقهم المحبب وإلهائها بمثل ذلك التصريح الغريب والخالي من الحقيقة، وبدوري اسأل هنا سؤالاً أتمنى ممن يؤمنون بتلك الشائعة أن يجيبوا عليه ولو في قرارة أنفسهم وهو إذا كان الحكام هم من مهدوا الطريق لصدارة الهلال فلماذا أقدمت جميع الفرق التي تنافسه "الاتحاد والنصر والشباب" على إقالة مدربيها ؟ وكيف يقال مدرب فريق وإدارة ناديه تؤمن بأنه ليس سبباً في تأخر الفريق عن ملاحقة المتصدر؟. والسؤال قابل للتجيير لكل من يتبنى تلك المقولة.