قال متخصصون في قطاع المياه: إن تخصيص أكثر من 50 مليار ريال لقطاعات المياه والصناعة والزراعة والتجهيزات الأساسية واعتماد مشاريع جديدة لتوفير مياه الشرب وتعزيز مصادر المياه وتوفير خدمات الصرف الصحي والسدود وحفر الآبار وكشف ومعالجة تسربات المياه واستبدال شبكات المياه والصرف الصحي وترشيد استهلاك المياه والكهرباء وإنشاء محطة تحليه الشقيق (المرحلة الثالثة) وتطوير وتحديث وتوسعة محطات التحلية القائمة والمصروفات التأسيسية والتشغيلية والدراسات وإنشاء مبان لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة يعكس حرص الدولة على تحقيق تنمية مستدامة لمستقبل الأجيال القادمة ومؤشر على مواجهة التحدي القادم في شح المياه والطلب المتزايد على الطاقة مما يؤكد أن مستقبل القطاع الخاص في مشاريع المياه والطاقة. ويشير في البداية وزير الدولة السابق ورئيس مجلس إدارة محطة تحلية مياه الشقيق الدكتور مدني علاقي الى حرص خادم الحرمين الشريفين على استكمال المشاريع التنموية العملاقة وتحقيق تنمية مستدامة لمستقبل الأجيال القادمة من خلال رصد الميزانيات الضخمة لبناء محطات التحلية وإنتاج الكهرباء، مشيداً بما تم تخصيصه لمشاريع المياه والطاقة لتحقيق الأمن المائي وتوفير الطاقة اللازمة. واضاف أن دخول القطاع الخاص في مشاريع تحلية المياه وإنتاج الطاقة بأربعة مشاريع عملاقة في كل من محطة رأس الزور بالمنطقة الشرقية ومحطة الشعيبة رقم 2 في منطقة مكةالمكرمة ومحطة رابغ ومشروع محطة الشقيق اعطى نقلة نوعية لهذا القطاع. وتناول علاقي مشروع محطة الشقيق لإنتاج المياه والطاقة (المرحلة الثانية ) الذي تنفذه وزارة المياه والكهرباء بمشاركة من القطاع الخاص بتكلفة إجمالية بلغت 7 مليارات ريال مشيرا الى انه سيبدأ الإنتاج التجاري بداية العام الميلادي القادم بطاقة إنتاجية تبلغ 212000 متر مكعب من المياه يومياً و850 ميقاوات من الطاقة الكهربائية لتغطي احتياجات منطقتي جازان وعسير. وأوضح علاقي أن مستقبل مشاريع المياه والطاقة واعد ومربح للقطاع الخاص مستشهداً بمشاركة القطاع الخاص في تأسيس محطة الشقيق ب 60 % من حجم المشروع. من جهته قال خبير المياه والطاقة رئيس المنتدى السعودى للمياه والطاقة الدكتورعادل بشناق: إن المملكة مؤهلة لتكون رائدة في مجال تحلية المياه الصرف الكبير على مشاريع الطاقة مؤشر على مواجهة التحدي القادم في شح المياه والطلب المتزايد على الطاقة. وأشاد بشناق بحجم الصرف الكبير على مشاريع المياه والطاقة من خلال المبالغ المرصودة لها في الميزانية التي رصدتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، مشيرا الى أن جهود المملكة في تحلية المياه كبيرة للدرجة التي تؤهلها للريادة في تحلية المياه ومثل هذه المشاريع تستنزف أموالاً كبيرة والصرف الكبير عليها مؤشر لاستشراف المسؤولين بحجم التحديات التي يمكن أن تواجهها المملكة في إنتاج المياه والطاقة موضحاً أن المملكة تبني أكبر محطة تحلية مياه في العالم في رأس الزور وبقدر ما توفره من المياه إلا أنه يمثل عبئا ماليا كبيرا. وطالب بشناق بعدم الاكتفاء بمحطات التحلية وإنما تغيير السياسات القائمة ومنها استنزاف المياه الجوفية التي يمارس فيها هدر مائي كبير يهدد بكارثة إن استمر الوضع على ماهو عليه وبالتوسع في سياسات الترشيد وإصلاح وضع شبكات المياه التي تقادمت خاصة في المدن الكبيرة، مؤكدا على ضرورة إيصال المياه لكل المدن الصغيرة لتتوازى مع خدمة الكهرباء التي دخلت كل بيت. وتناول بشناق مشاركة القطاع الخاص في مشاريع المياه والطاقة الذي بدأ يشق طريقه في تنفيذ مشاريع عملاقة في الطاقة والمياه ، مشيرا الى أن الأعوام القادمة ستشهد العديد من المشاريع التي تنفذها تحالفات من شركات سعودية وبيوت خبرة عالمية.