تعودنا أن نسمع ونقرأ تنبؤات الكرويين بنتائج المباريات إلى حد الحديث عن عدد الأهداف التي ستسجل في شباك الفريق المنافس، على اعتبار أن الكلام عند أولئك المتنبئين ليس عليه جمرك - إن صح التعبير - إلى جانب أن قائليه ليسوا من أصحاب الفكر.. أما أن ينتقل هذا الأسلوب الإقصائي الى بعض كتاب الصحف فهذه من قبيل الطامة الكبرى لما تنطوي عليه من اقليمية ضيقة، بل وبغيضة، خاصة إذا نظرنا للكتابة الصحفية على أنها ذات هدف توعوي وتنويري في المقام الأول.. ومع ذلك فقد حدث شيء من هذا السقوط عندما استبق كاتب صحفي جنوبي الأحداث وسمح لنفسه بدون وجه حق أن يتنبأ باخفاق دولة قطر في الحصول على فرصة استضافة ألعاب كأس العالم في عام 2022م قبل إجراء القرعة بساعات، إذ لم يطلع القراء على كلامه المنشور في جريدة الوطن إلا بعد ما طارت الطيور بأرزاقها وفازت الدولة العربية المسلمة بالموافقة على طلبها من لدن الجهة المنظمة من بين مجموعة من الدول بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ما ترك الكاتب إياه شيئاً حسناً إلا ونسبه إليها وفي الوقت ذاته أمعن في الانتقاص من قطر التي رأى أنها لا تساوي غرف الفنادق الأمريكية!! وإذا كان لنا من فرحة فهي نابعة من كون القيادة العليا في بلادنا بادرت إلى تهنئة الإخوة القطريين على فوزهم في موقف نبيل يشير إلى أن الكبار يظلون كباراً، ومما زادنا سعادة أن كتابنا الوطنيين قد عبروا بصدق عما يختلة مشاعرهم من سرور بهذا الانجاز الحضاري من خلال مقالاتهم القيمة التي تضمنت تعليقات إيجابية على الحدث يمليها التعقل والولاء لكل ما هو عربي وإسلامي حتى بدا صاحب السوت النشاز يغرد خارج السرب!! ليت بعضنا يتعلم أن أي كسب لأي أقليم عربي هو كسب للوطن العربي من الماء إلى الماء، إذ لم تعد المرحلة قابلة لمزيد من الاقليمية الضيقة التي أضرت بقضايانا.. لكن ماذا نقول إذا لم يفطن لهذا الأمل حتى بعض حاملي أعلي الشهادات العلمية؟ لتهنأ قطر أرضاً وشعباً وحكومة ومن خلفها كل العرب على هذا المنجز.. وفي الصباح يحمد القوم السرى.