أعلن رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين انه سيكون على روسيا تعزيز قواتها النووية إذا أخفقت الولاياتالمتحدة في المصادقة على معاهدة ستارت الجديدة التي وقعها الجانبان لتقليص ترسانتيهما من الأسلحة الاستراتيجية. وقال بوتين في مقابلة على شبكة "سي أن أن" الأميركية مع الإعلامي لاري كينغ "هذا ليس خيارنا. لا نريد حصول ذلك. وهذا ليس تهديداً من جانبنا. لقد قلنا ببساطة ان هذا ما نتوقع جميعاً حصوله إذا لم نتفق على التعاون هنا". وحثت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مجلس النواب على التصديق على الاتفاقية، التي صادق عليها مجلس الشيوخ، خلال الفترة الحالية التي تسبق الانعقاد الجديد للمجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، في وقت تقول فيه موسكو إنها ستؤجل المصادقة على الاتفاقية في حال تأخر الأميركيون. وبموجب معاهدة "ستارت 2" التي وقعها أوباما وميدفيديف في نيسان/أبريل الماضي في كييف، يتوجب على الولاياتالمتحدةوروسيا تقليص عدد الأسلحة النووية البعيدة المدى المنشورة بحوالي 30%، وأن تطبقا نظاماً يقضي بأن يطلع كل بلد على مخزون الآخر من الأسلحة النووية. وقال بوتين انه سيكون من "الغباء جداً" أن تتجاهل الولاياتالمتحدة مصالحها الخاصة ولكن إذا حصل ذلك "فعندها سيكون علينا أن نتحرك بطريقة أو بأخرى" ومن بين ذلك نشر تكنولوجيا صاروخية جديدة. وقال بوتين انه من دون المعاهدة، سيكون على روسيا أن تسلّح نفسها ضد "االتهديدات الجديدة" التي تشكلها الخطط الأميركية لنشر درع صاروخي في أوروبا. وفي ما يتعلق بقرار ترشحه للرئاسة في العام 2012، كرر بوتين أنه سيتخذ القرار بالتشاور مع الرئيس ديمتري ميدفيديف وأضاف "الحقيقة هي ان الأمر يتعلق بتفاعلنا وهو عامل مهم في السياسيات الداخلية في روسيا". وشغل بوتين منصب رئيس الوزراء في ظل حكم الرئيس الراحل بوريس يلتسين ومن ثم تبوأ منصب الرئاسة في نهاية العام 1999 قبل أن يتسلم المنصب ميدفيديف في العام 2008 ليعود بوتين إلى مقعد رئاسة الحكومة. وكشفت إحدى البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي سربها ويكيليكس ان وزير الدفاع روبرت غيتس قال لنظيره الفرنسي ايرفيه موران ان "الديمقراطية الروسية اختفت والحكومة هي أقلية حاكمة تديرها الأجهزة الأمنية". ورد بوتين على هذا الكلام قائلاً ان غيتس "ضلّل"، مشيراً إلى انه في آخر استحقاقين رئاسيين في الولاياتالمتحدة حصل الفائز على حصة أصغر من الأصوات الشعبية ولكن فاز بأغلبية الأصوات في المجمع الانتخابي. في شأن اخر وضعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون نفسها في مسار تصادمي مع روسيا بعدما دعت لعودة بعثة منظمة الامن والتعاون في أوروبا إلى جورجيا. وانتقدت كلينتون التي كانت تتحدث أمام قمة المنظمة المقامة في عاصمة كازاخستان موسكو التي عارضت استمرار مهمة المنظمة في جورجيا عام 2009 بعد الحرب مع جورجيا عام 2008 بسبب منطقة أوسيتيا الجنوبية ". وقالت كلينتون "من المؤسف أن تعرض دولة (جورجيا) استضافة بعثة ولا يسمح للمنظمة بالتجاوب ونحن في هذه القمة يجب أن ندع المنظمة تقوم بعملها وتستعيد تواجدها القوي في جورجيا". وحمل الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في تعليقات أدلى بها في وقت سابق جورجيا مسؤولية الصراع مع أوسيتيا الجنوبية واتهمها باستخدام القوة بصورة غير ملائمة. وقال هذا "غير مقبول تماما " وأضاف "اليوم لا يجب أن ننحرف عن أهداف المنظمة".