لازالت "البرة" التابعة لمحافظة حريملاء تفتقد ل"مياه الشرب"، والتى أصبح البحث عنها وتكبد المشاق المعنوية والمادية في سبيل الحصول عليها مشكلة أزلية، بل وهاجساً لا ينتهي، ومعاناة طويلة يواجهها الأهالي، الذين لا زالوا يسعون بالمطالبة بالمياه منذ سنوات، لإيجاد حلول وسبل سريعة من قبل الجهات المعنية. واستبشر أهالي "البرة" بحفر بئر "ارتوازي" وتحديد وتجديد شبكة المياه، وبشرى أُخرى حول ادراج مشروع مياه الشرب يغذي المنطقة عن طريق "رغبة" أو عن طريق "مرات"، إلا أن تلك الفرحة لم تتم، فكانت مطالبهم أشبه بالحلم المنتظر، لتمر الأيام والأشهر والسنوات عليهم دون أدنى تجاوب، بل ولم تجد الجواب الشافي، لتصبح مطالبهم مجرد "حبر على ورق"، في انتظار الفرج هذا، ليزيد اعتمادهم على صهاريج المياه، والتي استغل أصحابها المتعهدين بالسقيا حاجة الأهالي وابتزازهم برفع الأسعار التي أرهقت كواهلهم ونفضت جيوبهم، إضافةً إلى عدم التزامهم بالمواعيد والمماطلة بجلبهم لمياه غير محلاه. كما أن نشاط المواطنين الخيري بجهودهم الذاتية للسقيا لم تف هى الأخرى بالغرض، بل ولم تغط الاحتياج الفعلي من الماء للأهالي، مما دفعهم مرة أخرى إلى جلب الماء بواسطة الصهاريج المستأجرة من محافظتي "ضرماء" و"حريملاء"، لتبدأ رحلة المعاناة من جديد من الحصول على قطرة الماء. من جهة أخرى لازال الطريق الزراعي ب"ثرمداء" يشتكي من الأهمال بسبب انتهاء عمره الافتراضي، كما أنه يشتكي من بعض الملاحظات التنفيذية والفنية والمواصفات الهندسية، منها كثرة منعطفاته الخطرة التي أصبحت مصيدة للحوادث، إضافةً إلى ما تشكله بعض المنخفضات من تجمع المياه خلال مواسم الأمطار، مشكلةً سدوداً مائية تصعب على عابري هذا الطريق اجتيازها، إلى جانب ما تشكله أعمدة شبكة الكهرباء، والتي ثُبتت بوضع عشوائي هي الأخرى، والأخطر من هذا كله إغلاق نهايته وتحديداً نقطة التقائه بالطريق العام المعروف ب"طريق الحجاز" جنوباً، دون وضع علامات ضوئية وتحذيرية توضح وضعية نهاية الطريق.