تعد «الاستراحات» الخاصة متنفساً محبباً لدى أغلب أهالي مكةالمكرمة وزوارها، وبات إقبال السياح عليها كبيراً، خصوصاً خلال الإجازات الرسمية والعطل الأسبوعية، ورغم هذا الشغف الكبير من المرتادين إلا أن بعض الاستراحات لازالت تفتقد لأبسط وسائل السلامة والأمن، معرضة حياة مرتاديها للخطر فضلاً عن ملاكها وماتتخذ ضدهم من أشد الجزاءات والعقوبات. وخلال جولة ل»الشرق» على عدد من الاستراحات الخاصة في شرق وجنوب العاصمة المقدسة اتضح أن بعض الملاك لا يهتمون كثيراً بوسائل الأمن، ولا يعيرون أدنى اهتمام، في دليل واضح على مدى الغياب الذي تشهده تلك الاستراحات من الجولات التفتيشية المفاجئة رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها بعض القطاعات في مناكفة تلك المخالفات والقضاء عليها وفي مقدمتها إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة. وفاجأنا أحد ملاك «الاستراحات» خلال سؤالنا له عن مدى اهتمامه بتوفير وسائل السلامة داخل استراحته، بتأكيده عدم وجود نظام واضح في أمانة العاصمة المقدسة البلدية لاستخراج تصاريح تختص بالاستراحات، وقال أبو مشعل العتيبي ل»الشرق» تقدمنا قبل خمس سنوات كمجموعة مستثمرين بطلب استخراج تصاريح رسمية لإنشاء استراحات، لكننا لم نبلغ بموعد استخراج التصاريح وطلب منا رفع مساحين للموقع، وسلمناه لهم، لكنه وللأسف الشديد لم تردنا أية إجابة حتى الآن». وشدد على أنه ملتزم ومطبق لقواعد الأمن والسلامة داخل استراحته ، ولم تسجل ضد استراحته أية حالة غرق أو تماس كهربائي استدعت تواجد سيارات بالدفاع المدني، مدللاً على أن رجال الدفاع المدني باتوا ضمن قوائم مرتادي استراحته خصوصاً في حفلات «الترقية». وألمح إلى أن نسبة إقبال مرتادي الاستراحة في إجازة منتصف العام الدراسي الأخيرة وصلت إلى 90 في المئة ، مرجعاً سبب ذلك إلى أن مكةالمكرمة تعد منطقة سياحية لكنها تفتقر للمنتزهات والحدائق المنوعة ما يجعل من الاستراحات متنفسا سياحياً وحيداً لأهلها ، لافتاً إلى أن جودة النظافة المستمرة، وصيانة الإنارة والتكييف والتأكد من سلامة المحطات التلفزيونية فضلاً عن مراقبة أداء العاملين ومحاسبتهم عن أي تقصير تعد من أهم المعايير التي يسعى من خلالها أغلب ملاك الاستراحات للمحافظة على رضى مرتاديهم وجذباً لزوار وسياح جدد. وقال سعد الغامدي « ضوابط الأمن والسلامة لا تحتاج إلى موجه أو رقيب، ورقيبنا الله عز وجل «. مشيراً إلى أن جولات الدفاع المدني الرقابية يمكن تفاديها لكن رقابة الله لايستطيع أحد أن يتهرب منها. وأفصح الغامدي عن أن رغبات الناس والأهالي اختلفت كثيراً عن السابق فلم تعد بعض المزايا أو مغريات الاستراحات مشجعة لهم ، وقال « إن مرتادي الاستراحات بات أول سؤال يسألونه هل يوجد مسبح داخل الاستراحة أم لا؟ كما أنهم يستفسرون عن تعقيم المسبح وتجديد مائه بعد كل استخدام، إضافةً إلى أمور النظافة الأخرى كمسح الأثاث وتعطيره والاهتمام بدورات المياه ونحوها. ولفت إلى أن ملاك بعض الاستراحات باتوا يلجؤون إلى استقبال أي مناسبة حتى ولو لم تكن استراحاتهم مهيأة لذلك، فبعض الملاك يقبلون تأجير استراحتهم لمناسبات كبيرة مايسبب ضغطاً كبيراً على الاستراحة كإستخدامات الكهرباء والماء ونحوه. من جانبها، أكدت إحدى محبات «الإستراحات» ومرتادتها في أيام العطل الأسبوعية بشكل مستمر مدى حرصها بأهمية توفر معدات الأمن والسلامة وتصنفها في المقام الأول عند حجزها للاستراحة ، وقالت منال الغامدي « ما جدوى المناظرالجميلة والنظافة ما لم تتوافر عوامل الأمن والسلامة وهذا لا يعني أن تلك المظاهر ليست مهمة ولكن الأهم بالنسبة لي أمان حياتي وعدم تعريضها للخطر، فالأمان أولاً ثم تأتي بعده بقية العوامل». ولفتت إلى أن من أهم قواعد الأمن والسلامة والتي تشكل هاجساً مخيفاً لها وتسعى لوجودها قبل إقدامها على استئجار أي إستراحة مستوى علو السور المحيط بالمسبح فبعضها يكون قصير جداً ما يؤدي لسقوط احد الأطفال في المسبح لا سمح الله، إضافة إلى أهمية توفير كمية لا بأس بها من طفايات الحريق ويتم توزيعها في كافة مداخل الاستراحة. وأكدت سلوى خالد أنها لا ترى في استراحات مكة تكاملاً في الشروط سواء في الأمن أو الديكور والنظافة مرجعه ذلك كونها تصنف لملاك مختلفين في الأذواق والاهتمامات والأعمار ما ينعكس على الاستراحة بالسلب أو الإيجاب . من جهته، شدد مساعد مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العقيد خلف بن جازي المطرفي على أن ضعف ثقافة ملاك الاستراحات يقلقنا كثيراً خصوصاً حول عدم إدراكهم لأهمية توافر وسائل الأمن والسلامة في استراحاتهم، وقال ل « الشرق» « هناك نقص كبير في ثقافة السلامة لدى بعض ملاّك الاستراحات ويجب توعيتهم بأهمية السلامة في حماية الأرواح والممتلكات وأنهم المستفيدون في حال تطبيقهم لتلك الاشتراطات حفاظا على سلامه مرتادي تلك الاستراحات وعدم تعرضهم للمساءلة النظامية حال الإهمال أوالتقصير في اشتراطات وإجراءات السلامة بها». وأكد أن جولات التفتيش الوقائي والمسح الميداني على المواقع التي يرتادها الناس في أيام الإجازات مثل الاستراحات والأسواق التجارية والملاهي والفنادق والشقق المفروشة تهدف إلى إخضاع جميع المنشآت في العاصمة المقدسة للإشراف الوقائي وفق متطلبات السلامة الموضحة في نظام الدفاع المدني ولوائحه التنفيذية ووفق أسلوب تقني يضمن توحيد الإجراءات حسب نوع النشاط. وكشف عن تخصيص ضابط ومجموعة من الأفراد لكل منطقة من مناطق الحدود الإدارية للمراكز تتولى بدورها مسؤولية عمل المسح الميداني للمنطقة بموجب «كروكيات» وجداول وتسجيل البيانات بالحاسب الآلي وإعداد تقارير النزول الميداني ،إضافة إلى متابعة الجولات الدورية المدربة التي تقوم بتلافي الملاحظات في جميع المنشآت خصوصاً تلك التي تستقطب مجموعه من الناس للتأكد من توافر أقصى درجات السلامة بها. ودعا المطرفي ملاك ومستثمري الاستراحات إلى تنفيذ الاشتراطات الوقائية للسلامة فضلاً عن مرتادي تلك الأماكن إلى أخذ كافة التدابير الضرورية للحفاظ على سلامتهم ومراقبه الأطفال والكبار على حد سواء أثناء نزولهم للمسبح وعدم تركهم بمفردهم أو مع العمالة المنزلية والتأكد من توفر جميع الإجراءات الخاصة بسلامتهم وإبلاغ الدفاع المدني عند وجود أي ملاحظه في أية إستراحة أو موقع سياحي.