خليجنا واحد ومصيرنا واحد ، وقناعاتنا الاجتماعية متعددة ، هذا أمر طبيعي جدا ، والاختلافات في مستويات المحافظة والانفتاح سمة تلازم اهل البيت الواحد وليس الجغرافيات المقسمة سياسياً بقانون يعطي هذا التقسيم شرعية وسيادة مطلوباً احترامها ، أهل الخليج بينهم ما هو أكبر من هذا التقسيم ومتجاوز ببعده الاجتماعي كل الفواصل السياسية ، وبدون أن تفقد الشرعية احترامها ، سمات وعادات اجتماعية موحدة أهل الدار الخليجية ، وكل ما يخرج من هذا الاندماج التلقائي يكون طبيعيا حتى لو خرج شيء غير مقبول ، فبالتلقائية الموحدة لمكونات القبيلة الواحدة الخليجية - إن صح وصف الخليج بالقبيلة الواحدة – تعالج انحرافات الخطاب الاجتماعي وليس بعبارات الانتقاص وترصد الاخطاء الطارئة في توقيتها ، فبسلامة التلقائية وعفويتها نحافظ على تماسكنا الاجتماعي الخليجي قبل السياسي ... عبدالوهاب العيسى صحفي كويتي ورث مهنة الكتابه أبا عن جد وعمل بها عن اقتدار واستطاعة تحسب له ولا تحسب عليه له تعليق او وصف لمنتخب المملكة نشره في موقعه الشخصي يتضمن إساءة ، فمن هذا الموقع البسيط انطلقت اصوات مازالت موجاتها لم تنخفض بعد ، عبدالوهاب دفعته التربية الصالة وأخلاق الكتابة بالاعتذار عن إساءته التي عدها أنها زلة لسان تم تداركها على عجل ، وسبق اعتذاره وتبعه ايضا اعتذار من النخب الكويتية ومعظم الشعب الكويتي الشقيق ، والكريم يقبل الاعتذار ويرتفع سموا عن زلات اللسان .. وشعب المملكة أهل لذلك ، وإن كان هناك عتب سعودي على عبدالوهاب فهو جاء لانه كويتي اولا ومن عائلة عرف عنها الاحترام وحب المملكة وشعبها . لست مع بعض الكتاب الذين يرون ان تلك الاساءة او بمعنى ادق زلة لسان هي تابعة لسوابق للكاتب وتعبر عن توجهاته نحو المملكة ، هذا شيء يصدق مع هيكل او عبدالباري عطوان او بعض الاصوات الناعقة المعروفة في الخليج والعالم العربي ، ولكن عبدالوهاب ليس من بينها بل له كتابات تدحض هذا الزعم ، ولست ايضا مع من يقول إنه كاتب صغير ويبحث عن الشهرة وجعل من تلك الاساءة مطية لمقصوده ، وهذا الزعم ايضا يدحضه انتماؤه لأسرة كريمة ، وحضوره الاعلامي المشاهد والمتابع والا ماكان أشغلنا بهذه القصة ومتابعتها ، وما يزعج في هذه الحكاية ان بعض الكتاب ذهب بها او اعتبرها مقدمات لمشروع كبير يضرب وحدة الخليج وهذا امر مضحك جدا ومؤلم بنفس الوقت ، لان أهلنا في الكويت لا اقول الاكثر حرصا ووعيا بوحدة الخليج ولكنهم يتقاسمون هذا الحرص والوعي مع الشعوب الخليجية ، وان كانوا يمتازون عن البقية بمعرفتهم القائمة على خبرة المعايشة للمشروعات الدخيلة، ولهم اسلوب قوي وحازم في محاربتها ، والكاتب عبدالوهاب إن كان في قلمه خير فهو للمملكة وإن كان به شر فهو سيف مشهر بوجه من أراد بالخليج وأهله شرا .