لم يمنع الاعتذار الذي تقدم به رئيس حزب «تيار التوحيد» في لبنان وئام وهاب عن وصفه في حديث الى «او تي في» أول من امس المرأة المسلمة المحجبة ب «كيس الزبالة الأسود»، من مواصلة ردود الفعل المستنكرة من الخصوم والحلفاء على حد سواء، وقطع بعض الطرق شمالاً وبقاعاً احتجاجاً، وتقديم إخبار الى النيابة العامة التمييزية ضده «بجرم إثارة النعرات المذهبية والإساءة الى مقدسات المسلمين». وأسف الرئيس عمر كرامي، في بيان «للغة التخاطب التي انحدرت إلى حد السقوط في همجية العصبيات الدينية والمذهبية العنصرية والعرقية على اختلافها». وقال: «ما يؤلمني شخصياً أن يضطر الوزير السابق وهاب الى التعرض للحرمات والخصوصيات ذات البعد الديني في سياق دفاعه عن قضية محقة، فإذا به يسيء الى نفسه والى القضية قبل أن يسيء الى الآخرين وحسناً فعل باعتذاره». وإذ أكد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، ان «تناول وهاب امرأة مسلمة محجبة في شكل مسيء، مرفوض ولا يعبر عن أخلاقيات وعادات وأصالة وتقاليد وتربية العرب من أبناء طائفة المسلمين الموحدين الدروز وكل المؤمنين عموماً»، رأى في هذا الكلام «اعتداء على الحرمات وإساءة الى كل السيدات المحجبات... ولا يسعني إلا أن أبدي استنكاري له وتبرؤي منه ورفضي كل هذه التصرفات والمواقف التي ترتد سلباً علينا وتزيد الاحتقان والتشنج في البلاد بين أبناء العائلة الواحدة، كما تسيء الى علاقاتنا مع إخواننا وأخواتنا في الجوار». وأجرى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن اتصالاً هاتفياً بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، معلناً «استنكاره وشجبه الشديد لكلام وهاب». وأعلن «حزب الله» في بيان أنه «ومن موقعه الإيماني والعقائدي يرفض أي شكل من أشكال الإساءة لحجاب المرأة المسلمة، سواء صدر عن خصم كما فعلت قوى 14 آذار في إعلاناتها الدعائية عن «أي لبنان نريد»، أم صدرت عن حليف كالوزير السابق وئام وهاب». ودعا «حزب الله» وهاب و«من موقعه الوطني والحريص إلى القيام بكل الخطوات اللازمة لتصحيح ما صدر عنه إزاء موضوع ديني حساس يعني جميع المسلمين من دون استثناء». واذ استنكر رئيس الحزب «الديموقراطي» النائب طلال ارسلان، في بيان «أي تصرف غير مسؤول يتعرض للتقاليد الدينية»، شدد على «احترام خصوصيات المذاهب حفاظاً على متانة المجتمع وصلابته وتحييد مسالك العبادة التي تصب لدى المصدر الواحد عن التجاذبات». وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» من طرابلس بأن عدداً من المواطنين المحتجين، قطعوا الطريق الدولية في ساحة النور بالإطارات المشتعلة استنكاراً لكلام وهاب. وزار وفد من شباب المساجد المعتصمين في الساحة المشرف العام على «جمعية العزم والسعادة الاجتماعية» عبد الإله ميقاتي، وسلمه كتاباً موجهاً الى الرئيس نجيب ميقاتي مطالباً إياه بالتحرك «لوضع حدٍّ لهذا التعدي على شعائر المسلمين». ثم توجه ميقاتي مع الوفد الى مكان الاعتصام وطمأنهم إلى أن هذا الأمر «لن يمر مرور الكرام». وقال: «ما حصل خطأ كبير ويجب على وهاب الاعتذار العلني، والرئيس ميقاتي يتابع هذا الموضوع على أعلى المستويات». كما أقدم في عكار عدد من الشبان وأهالي بلدة الشيخ عياش على قطع الطريق الدولية عبر نقطة العبودية، وأشعلوا إطارات السيارات وسط الطريق. وفي البقاع الغربي قطع أهالي بلدة الصويري الطريق التي تربط نقطة المصنع بالبقاع الغربي وراشيا، وعملت قوة من الجيش اللبناني على فتحها. وتقدم المحامي طارق شندب بإخبار الى النيابة العامة التمييزية ضد وهاب «بجرم إثارة النعرات المذهبية وتحقير الشعائر الدينية والإساءة الى مقدسات المسلمين من خلال ما أدلى به في مقابلة تلفزيونية وتشبيهه المرأة المسلمة المحجبة ب «كيس الزبالة الأسود». وطلب من النيابة العامة استجواب وهاب واتخاذ الإجراءات القانونية وإنزال أشد العقوبات في حقه. وكان وهّاب شدد في مؤتمر صحافي على أن «ما قاله عن المرأة المحجبة «هفوة» و«زلة لسان»، ولم يقصد الإساءة، وأضاف: «إذا أخطأت أعتذر، وأنحني أمام كل امرأة مناضلة ومحجّبة رفعت رأسنا في العالم العربي».