احتفلت السفارة العمانية بالمملكة اول امس بقصر طويق بالعيد الوطني الاربعين لنهضتها الحديثة، وتأتي هذه المناسبة وكل مواطن عماني يشعر بالاعتزاز والفخر للمنجزات التي تمت في زمن قياسي لفت أنظار العالم أجمع بكافة هيئاته. وقد سجلت جهات دولية ملاحظاتها الايجابية نحو تميز النهضة العمانية، وحجم الإنجاز الذي تحقق على أرض سلطنة عمان. كانت نقطة التحول التاريخية في عام 1970، حين تولى السلطان قابوس بن سعيد زمام الامور في السلطنة، فمنذ إنطلاقة التنمية كان لديه رؤية ثاقبة وواضحة المعالم للبرامج الكفيلة بتحقيق الرخاء والتقدم لشعبه واخراجه من عصر الركود الى عصر الحداثة والتحديث، حيث قال السلطان قابوس في اول خطاب له: "أيها الشعب سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل افضل ... كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى وسيكون لنا المحل المرموق.." . وفي الوقت الذي انهمك فيه السلطان قابوس على تحقيق هذا الحلم ونقله الى حيز الواقع المعاش، كان منهمكا ايضا في رسم ملامح سياسة عمان الخارجية في عصر النهضة، وأخذ على عاتقه مهمة عقد صلات وثيقة ومتينة مع العالم الخارجي، بدءا بالوسط الخليجي والعربي وانتهاء بالاقليمي والدولي. وهكذا صار الثامن عشر من نوفمبر عيدا وطنيا كل عام يجدد فيه العمانيون اعتزازهم وولاءهم وعرفانهم لباني نهضتهم التى امتدت منجزاتها الى كل شبر من الارض العمانية، ولامست حياة كل مواطن عماني، ولبت احتياجاته، وحققت تطلعاته الى حياة كريمة ومستقبل مشرق. في الثامن عشر من نوفمبر هذا العام يقف المواطن العماني شامخا أمام معدلات التنمية التي حققها ضمن خطط خمسية تتواصل وتتطور بثقة واقتدار ضمن رؤية مستقبلية واضحة المعالم. وقد اتسمت هذه النهضة بتفرد في ملامحها ودرجة تسارعها في خطوات لا تحرق المراحل، وإنما تعطي كل مرحلة تنموية وقتها الملائم للانجاز، في سلسلة متواصلة الحلقات، وقد نجحت المسيرة في تخطي كل العقبات التي واجهتها، لان القيادة الراعية للنهضة كانت واعية بطبيعة كل مرحلة من مراحلها، مع صبر ومثابرة وثقة بالنفس وبرؤية القائد تجاه متطلبات التنمية، وقد كان الرصيد العلمي والاخلاقي والديني لدى السلطان قابوس له الدور الكبير في توسيع مداركه ووعيه بأهمية امتزاج هذه الثقافة بثقافة الاخذ بروح العصر الحديث وادواته العلمية والتكنولوجية ، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في توفير اركان الامان اللازمة للنهضة الحديثة في عمان من أجل إستمراريتها، حيث إستفادت النهضة العمانية من هذا التوازن بين الاصالة والمعاصرة ، الذي أسسه السلطان قابوس.