ماذا أكتب عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، ورئيس عدد كبير من الهيئات الحكومية والأهلية، وهذا جانب مهم من جوانب قدرات سمو الأمير الجليل، إذ كيف يستطيع إنسان مهما أعطاه الله عز وجل من أن يوفق بين واجباته ومسئولياته الوظيفية، وما أكبرها وبين الإشراف والتوجيه المستمرين على كل هذه الجهات التي يرأسها سموه الكريم، قدرات الإنسان محدودة، وإمكاناته أيضاً لها حدود ولكن الله العلي القدير، حبا بعض خلقه قدرات وإمكانات تفوق الوصف، ولعل صاحب السمو الملكي واحد من هؤلاء القلائل الذين منحهم الله عز وجل قدرات خارقة وإمكانات عقلية ممتازة وعطاءً غير محدود. عماذا أكتب هل أكتب عن الأمير الإداري فهو مثال للتحكم بالوقت حريص على تواجده في المكتب واطلاعه على شؤون المنطقة، وحسن وكريم استقباله للمراجعين، وحسن تعامله مع موظفي الإمارة ومسئولي الجهات الحكومية في منطقة الرياض، فلا ينتهي من اجتماع مع بعض الجهات، إلا ويحضر اجتماعاً آخر لجهات أخرى ترتبط بصلة ما بالإمارة. هل أكتب عن الأمير الإنسان الذي يقضي جزءاً كبيراً من وقته لملاحقة القضايا الإنسانية وحل مشاكل المحتاجين والتعاطف التام مع أصحاب الحاجات وما ترؤسه لجمعية البر الخيرية وغيرها من الجمعيات الخيرية إلا دليل على عمق حسه الإنساني والتعاطف الكريم مع الحالات المحتاجة. هل أكتب عن الأمير المخطط المنفذ المتابع لكل مشروع يطلب له اعتماد، أو يخطط له وتعمل مواصفاته، أو يرسى على المقاول ليتابعه يوماً بيوم ويطلع على ما تم انجازه، ويعالج العقبات إن كان هناك عقبات، اؤكد عن معرفة تامة، بأنه كان يتابع مشاريع المنطقة ومنها أمانة مدينة الرياض مع الجهات العليا في ديوان الرئاسة ثم مع وزارة المالية، إلى أن يتحقق ما يطلبه لمشروع ما، كان يتابع أعمال الأمانة يومياً ونهاراً وليلاً كنت دائماً على أهبة الاستعداد للاجابة على اسئلة يسألها سموه - وإذا لم أكن أعرف الاجابة - فإني أجيبه لاحقاً، ولكنه لا ينسى أنه سأل وانه ينتظر الاجابة. طويلة وكثيرة هي الأشياء التي يجب أن أتحدث عنها في صلتي وعلاقتي بسموه الكريم. والتي امتدت لأكثر من خمسين عاماً منذ أن كنت مديراً عاماً للتعليم في منطقة نجد «الرياض حالياً» أي منذ عام 1381 هجرية. ثم في الجامعة، ثم كأمين لمدينة الرياض. وخلالها معارض الرياض «معارض المملكة لاحقاً» والتي يرأس لجنتها سموه الكريم، وأنوب عنه في الرئاسة والتنفيذ. أريد أن أذكر مناسبتين فقط: الأولى عندما كنا نجهز معرض الرياض في باريس، وكان المفروض أن يفتتحه فخامة الرئيس شيراك صباح الغد. زار سموه عصر اليوم السابق ليطلع على ما تم إنجازه تمهيداً للافتتاح صباح الغد. وكان أمامنا عمل كثير، مما لا يتوقّع معه أن يتم الانجاز قبل موعد الافتتاح، تطلعت إلى سموه وأحسست أنه قلق من أنه قد يضطر إلى تأجيل موعد الافتتاح لاقتناعه بأن هناك عملاً كثيراً يحتاج له المعرض، ولكنه لم يقل شيئاً إطلاقاً حتى لا يفت في عضد العاملين، وعندما خرج ومعه المرحوم الأستاذ إبراهيم العنقري وزير الشؤون البلدية آنذاك قال له إنه في حرج كيف سيبلغ فخامة الرئيس بالتأجيل وفخامة الرئيس عنده برامج محددة ومواعيد سابقة وارتباطات، وهاتفني معالي الشيخ إبراهيم - رحمه الله - بذلك وقلت له اطمئن وطمئن سمو الأمير، قال لي يا أخ عبدالله ما رأيناه لا يمكن الاطمئنان إليه، قلت له سترى بإذن الله وطلبت الزملاء العاملين فوجدت عندهم ثقة تامة بأن العمل سوف ينجز في موعده. وعند الساعة العاشرة ليلاً هاتفت سمو الأمير، وقلت له كل شيء جاهز للافتتاح وقد أقفلنا المعرض فقال لي بالحرف الواحد هذه معجزة، فقلت له هذه معجزة لأن الله عز وجل وراءها ومنه العون، ثم لأن سموكم الكريم وراء كل انجاز. المناسبة الثانية والتي تدل على إنسانيته وعمق عمل الخير لديه.. زرته مع الأخ والزميل والصديق الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان وطلبنا منه أن يسمح لنا ولأهل الرياض، الذين خدمهم وأعطاهم وقته وفكره وجهده، بأن يكرموه على الجهود التي بذلها وما يزال يبذلها فرفض رفضاً قاطعاً، وقلنا له إن التكريم عبارة عن مشروع إنساني يخدم المجتمع ويتشرف بحمل اسمه الكريم فلم يبد موافقة ولكنه لم يرفض رفضاً قاطعاً، فبدأنا مشروع مركز الأمير سلمان الاجتماعي، وعندما اجتمعنا في الغرفة التجارية وبدأت التبرعات وجمعنا ليلتها ما يزيد على أربعين مليون ريال، طلبني سموه الكريم. وقال إنه سيوقف عمارته العزيزية على المشروع ما دام المشروع قائماً وأنه كلف وكيله بعمل صك شرعي بذلك. هذه العمارة منذ أكثر من عشرين عاماً وهي تدر دخلاً ثابتاً للمركز يقارب الثلاثة ملايين ريال، أي ان هذه العمارة تمثل نسبة كبيرة من ميزانية مركز الأمير سلمان الاجتماعي الذي يخدم مجتمع الرياض رجالاً ونساءً، هذا المركز الإنساني الذي يقوم بخدمة المجتمع عامة والمسنين بصفة خاصة، والذي يضم في عضويته ما يقارب خمسة آلاف مواطن «نساءً ورجالاً»، يفتح أبوابه من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الحادية عشرة مساءً، يمارس فيه الأعضاء كل الأنشطة، وتلقى فيه المحاضرات المختلفة، حتى أصبح رمزاً مثالياً لأعمال الخير وأصبح اسم مركز الأمير سلمان الاجتماعي على كل لسان وأصبح الدعاء لسمو الأمير الذي يتشرف المركز بحمل اسمه الكريم، بارك الله سمو الأمير وأمد في عمره وأعطاه الصحة والعافية ومتعه بهما وزاده خيراً وبركة، وبارك الله في أولاده أصحاب السمو الأمراء الأفاضل. ومنحه الله العلي القدير الوقت والجهد والعزيمة لكي يستمر في خدمة وطنه، ومساعدة الجميع ممن يحتاجون إلى مساعدته وإشرافه على مشاريع المنطقة والدفاع عنها في ظل ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الأمير الجليل نايف بن عبدالعزيز ضمان أمننا واستقرار وطننا، وطن المحبة والسلام والإنسانية، ومرحباً بعودة أميرنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز سالماً معافى بإذن الله وتوفيقه. والله الموفق. * رئيس مجلس الأمناء رئيس المعهد العربي لإنماء المدن