رفضت السلطات الفرنسية أمس التفاوض مباشرة مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بشأن رهائنها الخمسة المحتجزين في شمال مالي والذين كانوا قد اختطفوا في السادس عشر من سبتمبر الماضي في شمال النيجر في منطقة تتولى فيها شركة أريفا الفرنسية استخراج اليورانيوم. فقد جاء أمس في بيان صادر عن ميشيل أليو ماري وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة أن فرنسا بذلت كل ما في وسعها لتسهيل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين حيثما يكونوا ولكنها ترفض أن تملى عليها سياستها من الخارج ومن أي كان. وقد صيغ البيان ردا على الرسالة التي وجهها الجزائري عبد المالك دروكبال زعيم هذا التنظيم عبر قناة "الجزيرة" قبل يومين ودعا فيها السلطات الفرنسية للتفاوض بشكل مباشر مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بشأن الرهائن الفرنسيين. ولكنه أكد في الوقت ذاته أن عملية إطلاق سراح هؤلاء الرهائن مرهون بطلب آخر هو وضع روزنامة دقيقة لخروج الجنود الفرنسيين من أفغانستان والذين يبلغ عددهم 3800 جندي.وقد علمت " الرياض " أمس أن السلطات الفرنسية طلبت إلى الخبراء المتخصصين في شؤون الإرهاب المنسوب إلى تنظيم القاعدة والحركات الموالية له مساعدتها على شرح أبعاد الدعوة الجديدة الموجهة لها من قبل تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" وهو تنظيم قائم على أنقاض عدد من الحركات الإسلامية المسلحة الجزائرية وموال للقاعدة منذ عام 2007. من جهة أخرى وصل فجر أمس الجمعة إلى مطار شارل ديغول اثنان من بين الفرنسيين الثلاثة الذين كانوا قد اختطفوا في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر الماضي في سواحل نيجيريا حيث كانوا يعملون فوق إحدى المنصات البحرية المتخصصة في التنقيب عن النفط. وكانت القوات النيجيرية قد تمكنت من إنقاذهم مع رعايا غير فرنسيين من بين المتمردين الذين احتجزوهم. من ناحية ثانية صرح مسؤول ألماني كبير بأن تهديدا إرهابيا متزايدا يستهدف ألمانيا سيضع قوات الامن في البلاد "في حالة طوارئ" حتى نهاية العام الحالي على الاقل حيث تعتبر الاسواق التقليدية لعيد الميلاد مهددة بشكل خاص. وقال راينر فنت رئيس اتحاد الشرطة الالمانية لصحيفة (نويه اوسنابروكر تسايتونج) إنه تم الغاء اجازات ضباط كثيرين على مدى الاسابيع القليلة المقبلة. وقال فنت "المسؤولون الامنيون يستعدون لاستمرار حالة الطوارئ حتى نهاية العام". وأضاف أن قوة الشرطة الالمانية تواجه "التحدي الاكبر لها في تاريخ ما بعد الحرب". وذكر أن التهديد لا يقتصر على استهداف مدنيين في كبرى المدن الالمانية مثل برلين وهامبورغ وميونيخ. وقال فنت "طالما ظلت أسواق عيد الميلاد قائمة فعلينا أن نتوقع وقوع هجمات في أي وقت وسنحمي السكان بالانتشار الواضح في هذه الاسواق". ونقلت صحيفة بيلد واسعة الانتشار عن مسؤولين أمنيين قولهم إن الشرطة الالمانية تسعى للقبض على أربعة إسلاميين متشددين هم هنديان وباكستانيان ويعتقد أنهم في ألمانيا. وقالت الصحيفة "أسماؤهم وأشكالهم غير معروفة." وأضافت أن أجهزة المخابرات تعتقد أن الاربعة يدبرون لشن هجوم بين يومي الاثنين والخميس من الاسبوع الاخير في نوفمبر.