شرفت بالعمل ضمن قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ خلال موسم الحج على مدى أحد عشر عاماً، مديراً لشؤون الحج في هذا الجهاز الذي يتحمل مسؤوليات جسيمة في الحفاظ على أمن وسلامة ملايين الحجاج، واقتربت من عدد من القادة الأفذاذ، وهم يرسمون الخطط التفصيلية، ويتخذون أصعب القرارات في لحظات قليلة فاصلة. وأذكر من هؤلاء القادة الفريق "هاشم عبدالرحمن" والذي كان مثالاً للتفاني والإخلاص، وغرس في قلوب رجال الدفاع المدني حب العمل، لاسيما خلال موسم الحج واستشعار شرف خدمة ضيوف الرحمن، وأتذكر بعد نظره وحكمته في استشراف الأحداث، وهو الأمر الذي تجلى أثناء حادث ضخم وقع بأحد الأنفاق "نفق المعيصم"، حيث حاولت بعض وسائل الإعلام الأجنبية لأسباب ذات طابع سياسي، استغلال هذا الحادث في تشويه صورة المملكة والتقليل من جهودها في خدمة الحجاج والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وروجت مزاعم لا أساس لها من الصحة بتقصير الأجهزة المعنية في إنقاذ المصابين جراء هذا الحادث، إلا أن شفافية قيادات الدفاع المدني وحرصها على توثيق جميع المعلومات والبيانات الخاصة بهذا الحادث وعرضها للرأي العام، كشفت زيف هذه المزاعم رغم بساطة تقنيات التوثيق والتسجيل في ذلك الوقت، وكنت أنا العبد الفقير إلى الله الذي تولى توثيق هذه المعلومات وتقديمها للقيادة عندما طلبتها، لكن الحقيقة تجد دائماً طريقها للناس، وها نحن نلمس في كل عام حقائق مشرفة لما تبذله حكومة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن من امكانات، أصبح من السذاجة مجرد المحاولة في التقليل من ضخامة هذه الجهود.