لم تكن فرحة السعوديين بوصول منتخبهم الشاب لنهائيات كأس العالم المقبلة للشباب في كولومبيا، توازي ابتهاجهم العريض بمشاهدة جيل جديد من المواهب الخضراء الشابة، بعد طول غياب، فقد قدم نجوم الأخضر لوحة جميلة، زينت بالمستويات الراقية والإبداع الفني، الذي صفق له الجميع رغم خسارة الوصول لنهائي البطولة، وتحقيق اللقب. لقد باتت سبل المحافظة على هؤلاء النجوم ودعمهم في المشاركة العالمية المقبلة وما بعدها، أكثر إلحاحا في المرحلة الراهنة، لخلق منتخب قوي في الاستحقاقات المقبلة، ولعل بقاء الجهاز الفني الذي اشرف على المنتخب الشاب في الاستحقاق الآسيوي المنصرم، بقيادة المدير الفني الوطني خالد القروني وبقية طاقمه الفني، الذين مثلوا واحدا من أهم عناصر الانجاز والتفوق الذي عاشه المنتخب في البطولة الآسيوية، يبقى أمرا مهما، إلى جانب تدعيمهم بماهم بحاجة إليه من الخبرات الفنية والطبية واللياقية الأجنبية، كما أن تكثيف المباريات والمشاركات المقبلة قبل المونديال العالمي، من شأنه أن يزيد من التجانس والانصهار العناصري للاعبي المنتخب الشاب، في بوتقة واحدة من الأداء الجماعي المتقن، وهو ما كان يحتاج إليه المنتخب «الأخضر» كثيرا، وكان سببا رئيسا في عدم ذهابه بعيدا في البطولة الآسيوية المنصرمة، رغم انجازه المستحق بالوصول إلى كاس العالم . ويظل تواصل العمل على مستوى الفئات السنية في منتخباتنا الوطنية، سبيلا لاستعادة التألق السعودي في البطولات الغائبة منذ مواسم طويلة، بسبب التخبط في اختيار الأجهزة الفنية المناسبة، وغياب العمل المنظم والبرامج العلمية الملائمة، لخلق صفوف طويلة من المواهب الخضراء الشابة، التي حتما ستأخذ طريقها بعد الدعم والاهتمام نحو تدعيم المنتخب الأول، وحصد المزيد من الانجازات والبطولات المقبلة .