باتت جماهير الأهلي في كل موسم على موعد جديد مع الإحباط والانكسارات، وأضحت تفقد الأمل في عودة "قلعة الكؤوس" إلى سابق عهدها، فما يلبث أن ينهض الفارس الأخضر من كبوته، حتى يعود إلى سقطات متتالية، أثقلت كاهله وضيقت صبر جماهيره. وإزاء الأزمة الأهلاوية تعددت الحلول، وتناثرت إراء النقاد هنا وهناك، حتى استقر الأهلي لغزا في ذاكرة محبيه، في كل لحظة تهتز شباكه هدفا للخصوم، وتتناثر نقاطه يمنة ويسرة، رغم أن مسيري الفريق طبقوا هذا الموسم، المقولة الشهيرة "خير وسيلة للدفاع الهجوم" فكانت المبالغة في الهجوم طريقا عاكسة نحو شباك الفريق، وسط ثغور كبيرة في خطوطه الخلفية، بدءا بالحراسة ومرورا بالدفاع ومحوري الارتكاز. وبنظرة فاحصة لأبطال الدوري ومختلف البطولات في المواسم الماضية، سنجدهم الأفضل دفاعا، سواء محليا أو على كافة الأصعدة، فالدفاع القوي هو ديدن الفرق القوية، التي تنطلق من الدفاع وتقوية الخطوط الخلفية، لذا فإن تركيز الجهاز الفني للفريق الأهلاوي، على تحديث المنطقة الخلفية في الأهلي، سيكون أولى واهم الخطوات الفنية الجادة، نحو البناء القوي، والمهم أمام الجهاز الفني الآن هو الشعور بالمشكلة، والاقتناع بحاجة الفريق الحقيقية، قبل الشروع في العمل، وعدم المكابرة على حاجة الدفاعات لأعمال ترميم وتحديث كبيرة، لاتبقي سوى اللاعب المفيد، بعيدا عن المجاملات والاختيارات المحبطة لبقية خطوط الأهلي الزاخرة بلاعبين من فئة النجوم، ويظل اختيار العنصر الأجنبي، واختيار قائد ميداني ملهم للفريق، خطوات أخرى من شأنها أن تعيد شيئا من بريق الأهلي المفقود.