في كل عام يستنفر الدفاع المدني طاقاته لأداء مهمة جليلة هي خدمة ضيوف الرحمن والحفاظ على أمنهم وسلامتهم. ولا تزال صورة رجال الدفاع المدني، وهم فرحون بالمشاركة في أعمال الحج، حاضرة في ذاكرة كل من نال شرف العمل في أداء هذا الواجب الديني والإسلامي. وكنا جميعاً نستشعر ضخامة المسؤولية في الحفاظ على سلامة الحجاج، ونسعى جاهدين لأداء مهامنا على أكمل وجه، ابتغاء مرضاة الله، ثم رضا ولاة الأمر الذين لم يدخروا جهداً أو مالاً في رعاية ضيوف الرحمن. وقد شرفت بالعمل ضمن قوات الدفاع المدني بالحج سنوات طويلة، ولا أنسى ما حييت كيف كان إخواني رجال الدفاع المدني يقدمون أرواحهم فداء من أجل الحفاظ على سلامة الحجاج، حيث كانت المخاطر الكبيرة بسبب الخيام التقليدية والزحام وانتشار الأمراض، وأذكر جيداً أن الاستعداد للحج كان يبدأ قبل شهور من بدء موسم الحج، لتجنب المخاطر الكبيرة في الطرق والمشاعر، والتي يمثل ضعف الإمكانات وقتها أبرز الصعوبات التي تحد من فاعلية قدرة الدفاع المدني في مواجهتها. وبفضل من الله سبحانه وتعالى تغيرت الأحوال وتراجعت المخاطر إلى أدنى الحدود، بعد أن أنعم الله على بلادنا بالخير، فبادرت إلى تنفيذ مشروعات عملاقة، لتيسير مناسك الحج لملايين الحجاج سنوياً وتم استبدال الخيام التقليدية بالخيام المطورة وإنشاء شبكات عملاقة من الطرق والجسور والأنفاق التي تفوق مثيلاتها في كثير من دول العالم، وتواصلت هذه المشروعات فكانت توسعة الحرمين والمسعى وإنشاء جسر الجمرات ثم قطار المشاعر، وأصبح الحج أكثر يسراً وأمناً. وما أعظم الفرق بين اليوم والبارحة، ويبقى على الحجاج أنفسهم للاستفادة من هذه المشروعات الضخمة، التقيد بأنظمة الأمن والسلامة، جزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني أفضل الجزاء لقاء ما قدموه ويقدمونه لخدمة ضيوف الرحمن.