في مطلع العام الدراسي 1378ه ثاني سنة لافتتاح جامعة الملك سعود قدم من مكة كل من محمد عبده يماني وسالم مليباري وأحمد باسهل للالتحاق بكلية العلوم وسكنوا ليلة في فندق صغير في حلة الأحرار النائية - آنذاك - عن وسط الرياض وفي الصباح استقلوا سيارة أجرة إلى الجامعة فذهب بهم السائق إلى جامع تركي بن عبدالله في الصفاة وقال: هذا الجامع قالوا نريد الجامعة قال: لا أعرف الجامعة فقيل لهم: في حي الملز الناشئ حديثاً شمال الرياض مدرسة تسمى الجامعة وبوصولهم دخلوا في مكتبي لأنني الإداري الوحيد مع مدير الجامعة د. عبدالوهاب عزام - رحمه الله - وقال لي محمد عبده نحن قادمون من مكة للالتحاق بكلية العلوم ومعنا خطابات بأن لنا الأولوية في ذلك فقلت لهم: حياكم الله ليس لدينا سواكم قالوا: نحن سنفتتح كلية العلوم قلت: نعم وباستلام شهاداتهم والتأكد من أحقيتهم سجلتهم وأعطيت كل واحد ثلاث مئة ريال مكافأة أول شهر مقدماً وقال محمد عبده يماني فيما بعد ما كنت أظن أنني سأملك في ذلك اليوم ثلاث مئة ريال ثم انضم إليهم رابع هو حامد أبوزنادة وبهم فتح قسم الجيولوجيا برئاسة د. أحمد فرج - رحمه الله - وزغلول النجار معيداً متع الله بحياته، وفي السنة الثانية نظمت الجامعة رحلة لقسم الجيولوجيا إلى جبال أبها وأنا معهم مشرف إداري وهناك كنا نبيت في المدرسة الثانوية وقبل طلوع الشمس نكون في الطريق إلى الجبال مصطحبين مطارق لتكسير الصخور مميزين بين الشست والساندستون وفي باحة ربيعة ورفيدة حيث احترقت طائرة محمد بن لادن رحمه الله أرونا في صخر أحد الجبال خطاً دقيقاً لامعاً قالوا إنه ذهب - فرحمك الله يا د. محمد عبده يماني فقد أديت خدمات جُلى وأثريت الساحة كتباً وكتابات ومواقف نبيلة ولن أنسى حسن تعليقك ليلة تكريمي في اثنينية عبدالمقصود خوجة (إنا لله وإنا إليه راجعون).