في ليلة شمالية حلقت بها أسراب الشعر عالياً في سماء تبوك وتألقت قصائد الشعراء الشباب الذين مزجوا الحب بالانتماء والفرح , نظمت جمعية الثقافة والفنون بتبوك ممثلة بلجنة التراث الشعبي أمسية شعرية الماضي بقاعة حياة تبوك أحياها الأمسية كلٍ من الشاعر خالد منور العزاب والشاعر خلف المرتعد والشاعر إبراهيم عواد البلوي . وقد شهدت الأمسية حضوراً جيداً من قبل المهتمين بالشعر وعدد من المثقفين في المنطقة ,حيث تسعى لجنة التراث والفنون الشعبية في الفرع إلى إبراز قدرات الشعراء الشباب وخصوصا الناشئين والموهوبين منهم ودعمهم ومنحهم المزيد من الفرص للمشاركة في الاحتفالات والمناسبات التي تنظمها الجمعية على مستوى المنطقة وإبراز القدرة الإبداعية في مجال الشعر النبطي ومواكبة التطور الذي يشهده المجال الشعري. وقد بدأت الأمسية بنفحة شعرية مع الشاعر إبراهيم البلوي بقصيدة الصمت حكمة : الصمت حكمة بس حكمة إلى وين أحيان بعض الصمت يورث ندامه يا مخالفين الدين مو كذا الدين الدين له سيسان تحكم نظامه وانتقلت قافية الشعر بعدها إلى الشاعر خلف المرتعد وكانت له هذه الأبيات : بديت باسم المعتلي حامي البيت محيي هشيم الأرض عقب انعدامه وسبحان المعبود ناصر هل الدين مرسل نبيه للهداء والكرامه ثم تلاه بقافية المتجددة وروعة الجديد الشاعر الشاب خالد العزاب بقصيدة دستور الشعر : مال الشعر يا لجنة الشعر دستور إحساس والإحساس عالي مقامه تهيم فيه أذواق ويحرك شعور إليا هما بين الحنايا غمامه والناس كلن له قناعه ومنظور والشعر أدب يفرض علينا احترامه الشاعر اللي ما لوى أرقاب جمهور في عذب معناه .. وجزالة كلامه وقد تفاعل الحضور مع القصائد الجديد التي نثرها الشعراء في ليل شمالي مُحلَّى بدفء الشعر وأهازيجه , حيث تراقصت القوافي طرباً حينما عانق أسماع محبي الشعر في تبوك الذين تفاعلوا مع القصائد الشعبية وكانت لحظة ارتوى بها عطش الشعر وتدفقت أوديته بالغناء العذب في قصائد حملت مضامين مختلفة كالحديث عن الذات والموضوعات الغزلية وعلاقة الشعر والتعبير عن الوطن والانتماء بالإضافة إلى رسم الطبيعية وإحضارها عبر قصائد لتكون مرئية أمام الجمهور , وقد تجدد اللقاء مع الشعراء الشباب في واحة الجمعية التي تحضن باستمرار عبق الإبداع وأسرابه المحلقة . وفي ختام الأمسية تم توزيع شهادات شكر وتقدير للشعراء المشاركين . وكان لتراث الأجداد حضور في أروقة القاعة حيث شارك على هامش الأمسية عضو الجمعية ماجد العطوي بمعرض للتراث عن منطقة تبوك ' وتضمن هذا المعرض عددا كبيرا من المقتنيات والتراث القديم للأجداد مثل الرحاة وهي التي كان يطحن فيها القمح ، وأيضا القربة التي كانت تملأ بالماء . وكذلك الشداد وعدد كبير من التراث الذي يعود بنا لماضي الأجداد العريق الذي لا يزال يجول بذاكرتنا ويحضر معنا في خيمة ثقافة تبوك التراثية .