برغم أن فيروز واصلت إصدار أكثر من عمل ضمن تجربتها مع زياد، ولكن مع ملحنين آخرين مثل تحضيرها أكثر من عمل مع رياض السنباطي من شعر جوزيف حرب" أمشي إليك، بيني وبينك" وعبد الوهاب محمد "آه لو تدري بحالي"، ولم تصدر حتى الآن. وبعد ذلك واصلت العمل مع فيلمون وهبي في أسطوانتين رباعية الأغاني "دهب أيلول 1980، بليل وشتي 1989" حققت أكثر من أغنية شهرة كبيرة "طلع لي البكي، ورقه الأصفر، أسامينا، إسوارة العروس" من كل أسطوانة ثم أصدرت أغنيتين من أعماله المتبقية في أسطوانة "يا رايح 1994". كما أنها أصدرت مختارات متفرقة من أعمال الأخوين رحباني ما بين وطنية، وأخرى عاطفية يعود أكثرها إلى فترة الخمسينيات والستينيات في أسطوانتين "شط اسكندرية، هموم الحب 1987"، وتعاونت – ولو متأخراً - مع زكي ناصيف في أسطوانة "فيروز تغني زكي ناصيف 1994". يبدو أن ما يجعل تجربة فيروز وزياد الرحباني نافضة لكل ما يعمل منهما مع سواه لأنها تجربة مكتفية لديهما بما يريدان ويطمحان إلى تحقيقه. على أن غناء فيروز لفيلمون وهبي يكمل طريق أغنيات عانت من حدة التنافر بين النص واللحن، خاصة، نصوص جوزيف حرب التي تعتني بمنولوجات روحية جوانية بينما تتألق ألحان وهبي بانطراب وزخرفات وسلطنات تريد من النص حدوده. وما أتمته من أعمال لزكي ناصيف اتخذت من حلول قالب الموشح والأغنية الشعبية والتعبيرية ما كان يوازي الإنتاج الرحباني غير أن لناصيف شخصيته في كل القوالب خاصة براعته الملفتة، وهي فتية لا تشيخ، حين يعالج قالب القصيدة القصيرة، نموذج "أهواك بلا أمل" في نمط خاص يعاين ألوانه بروحيته يتجاوز مقترحات المدرسة اللبنانية غير أنه يضيف الكثير لها عند كل من حليم الرومي وخالد أبو النصر ثم في مرحلة لاحقة توفيق الباشا والأخوين رحباني كما أنه يتفرد بتناوله العمل الملحمي بخواص مماثلة كما في عمله "يا بني أمي، في ظلام الليل". قبل أن أعدد أبرز الملامح الأساسية في هذا العمل الجديد "إيه في أمل" (2010)، فإنه يحقق لأمرين، أولهما: استمرار مسيرة العمل بين فيروز وزياد، والأمر الآخر: ينقلها إلى مرحلة أخرى. الملامح الأساسية لهذا العمل الجديد يكمن تلمسها على النحو التالي: المعجم الشعري الزيادي المتنوع بما يناسب مواضيع الأغاني ونصوصها وأشكالها وأساليبها. التوليفة اللحنية أو النمط الغنائي الزيادي في بناء الجملة ومقاربة الإيقاع وطرق العزف. التعدد الغنائي داخل النمط الزيادي في ألوان عدة بين التعبيري والواقعي والسياسي والشعبي. الاختلاف الأدائي عند فيروز من داخل النمط حيث لا يتكرر في كل لون. يستطيع زياد أن يؤكد مسألة ملفتة حيث لم يمض سوى سنوات قليلة على مجموعة "معلومات مش أكيدة" (2007)، شارك في التلحين مروان خوري ومحمد رفاعي، التي سجلها مع لطيفة غير أن هذه المسألة الملفتة ذلك الفارق في التعامل بالإضافة إلى مزاج العمل لدى زياد إذ يوحي لنا الموضوع الشعري واللحني والتوزيعي في هذا العمل أنه في مناخ التسعينيات حيث أنجز ما يقاربه في مجموعة "بما إنو" (1995) مع استثناء المقطوعة الموسيقية "عطل وضرر" الخارجة من مزاج المجموعة.