توجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم لاندونيسيا التي تأجلت زيارته لها مرتين من قبل في مسعى لتعزيز روابط الأمن والتجارة واستخدام أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان للتواصل مع العالم الإسلامي كله. وقال مساعدون للرئيس الأمريكي أن اندونيسيا هي نقطة مهمة في جولة أوباما الأسيوية لعدة أسباب منها الاستراتيجي ومنها الشخصي، فأهمية اندونيسيا كحليف للولايات المتحدة في تصاعد رغم تراجع فرحة الاندونيسيين بانتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة ودخوله البيت الأبيض منذ نحو عامين. وقضى أوباما في اندونيسيا أربع سنوات من طفولته مع والدته وكان قد أجل زيارته لها مرتين كانت أولاهما في مارس بينما كان يكافح لإقرار مشروع قانون للرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة والثانية في يونيو عقب حادثة التسرب النفطي من بئر تابعة لشركة بي.بي في خليج المكسيك. وباعتبارها أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا وعضوا في مجموعة العشرين تلعب اندونيسيا دورا هاما في الخروج من الأزمة المالية وأصبحت نقطة جذب ساخنة للمستثمرين في السوق الناشئة المتعطشين إلى موارد وفيرة وطلب قوي من المستهلكين واستقرار سياسي . وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الإستراتيجية "نرى في اندونيسيا نقطة تتلاقى فيها الكثير من المصالح الأمريكية ونرى في هذا شراكة مهمة جدا لمستقبل المصالح الأمريكية في آسيا والعالم." ، وخاب أمل البعض في اندونيسيا من التأجيل السابق لزيارة أوباما للبلاد وكانت زيارته في إطار جولته الآسيوية الحالية مهددة بعد ارتباك حركة الطيران في مطلع الاسبوع بسبب ثورة البركان ميرابي. وبدأت ثورة بركان جبل ميرابي الذي يقع على مشارف مدينة يوجياكارتا بجاوة الوسطى قبل أسبوعين ونفث الرماد والأدخنة السامة وتسبب حتى الآن في مقتل 130 شخصا واجبر السلطات على إجلاء نحو 300 ألف شخص. وزيارة أوباما للعاصمة الاندونيسية جاكرتا هي المحطة الثانية في جولته الأسيوية التي تستغرق عشرة أيام وبدأها بزيارة الهند، حيث مكث في الهند ثلاثة أيام ركز خلالها على تنمية الروابط في قطاع الأعمال مما قد يؤدي إلى خلق مزيد من الوظائف في الولاياتالمتحدة. ويزور الرئيس الأمريكي بعد اندونيسيا كوريا الجنوبية حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين ثم يتوجه إلى يوكوهاما في اليابان حيث يحضر اجتماعا اقتصاديا لدول آسيا والمحيط الهادي.