الاكيد أن المعلومات غير الصحيحة التي نشرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في موقعه على الانترنت عن عدد بطولات أندية الهلال والاتحاد والنصر، استقاها من الاتحاد السعودي لكرة القدم. والثابت أن ال (فيفا) لا يمكن أن يقدم على نشر أي معلومات رياضية عن أي ناد في أي اتحاد أهلي ما لم تكن موثقة ومعتمدة من اتحاد البلد نفسه. لكن دعونا نتساءل، من الذي ضلل الاتحاد الدولي لكرة القدم وقدم له هذه المعلومات غير الصحيحة، وهل تم ذلك بعلم مجلس إدارة الاتحاد السعودي أم بتصرف فردي من أحد أعضائه أو موظفيه؟. أغلب الظن أن المعلومات التي تسربت إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم عن عدد بطولات الاندية الثلاثة غير الصحيحة عبر (ايميل) الاتحاد السعودي كانت بتصرف فردي. والدليل على ذلك ان الاتحاد السعودي وعلى لسان أمينه العام فيصل العبد الهادي نفى أن يكون اتحاده أرسل أي معلومات في هذا الشأن للفيفا ، وأكد أنهم شكلوا لجنة للتحقيق في هذا الامر. وبغض النظر عن الاجراءات التي اتخذها الاتحاد السعودي وما قاله العبدالهادي لمعرفة الحقيقة فإن مجرد تسرب معلومات مغلوطة من مكاتب الاتحاد السعودي للفيفا يعتبر فضيحة. وربما يتسبب هذا التصرف غير الاخلاقي في هز مصداقية الاتحاد السعودي لدى الفيفا ومع بعض الاتحادات الاقليمية الاخرى اذا لم يسارع (السعودي) في حسم هذا الأمر وكشف المتورطين فيه. إن أي تأخير أو تسويف في حسم هذا الأمر سيضر بمسيرة الاتحاد السعودي ويهز صورته قاريا واقليميا ودوليا، لذلك نتوقع من الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الامير سلطان بن فهد ونائبه الامير نواف بن فيصل أن يتدخلا وعلى وجه السرعة لانقاذ سمعة الاتحاد من هذا الفعل القبيح. إن انتهاك حرمات الاتحاد وإفشاء أسراره والتلاعب بمستنداته واستغلال أجهزته لتحقيق مآرب شخصية من بعض موظفيه يعتبر فعلا مشينا وخيانة للامانة وتزويرا صريحا يعرض صاحبه للسجن والغرامة كما قال احد القانونيين. ولكي لا تتكرر مثل هذه الاشياء مستقبلا، ولضمان حماية معلوماته من التزوير والتلاعب، ينبغي على الاتحاد السعودي ان يكون حريصا على اختيار القوي الامين لشغر المناصب الحساسة. وقبل ذلك نتمنى أن يتعامل قادة الاتحاد السعودي مع هذا الحدث بكل شفافية.