تشرفت بالعمل ضمن قوات الدفاع المدني المشاركة في الحج على مدى 30 عاماً، وكانت سعادتي وزملائي من الضباط في هذا الجهاز العظيم لا توصف، وخصوصاً عندما تنتهي مهمتنا بالحج بنجاح، ونشاهد حجاج بيت الله الحرام يغادرون سالمين إلى أهليهم وبلدانهم، وفي عيونهم نظرات تعبر عن الشكر والامتنان لقيادة المملكة، لما وفرته لهم من إمكانات كبيرة بهدف تيسير أدائهم لهذا الفريضة الغالية. وأذكر جيداً لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمنسوبي جميع الوزارات والأجهزة المشاركة في الحج في اليوم الأول بعد نزول الحجاج من عرفة، وكان هذا اللقاء وما يحمله من بشرى يحملها قيادات الحج العاملة في خدمة ضيوف الرحمن بنجاح خطة الحج، ومصدر سعادة وخير مكافأة لكل من شرف بالعمل في هذا التجمع الإيماني الفريد، وأجدني أتوقف عند حادث حريق وقع في «مشعر منى» في إحدى السنوات، وكان الحجاج في «عرفة» وصدرت أوامر وزير الداخلية بألا يرجع الحجاج إلى «منى» قبل إعادة الأوضاع إلى كانت عليه قبل هذا الحريق. وبدأ رجال الدفاع المدني يسابقون الوقت في إخماد الحريق الذي انتشر بسرعة بسبب الرياح، حتى أزيل كل ما نجم عنه من آثار، ولم يكن وقت صلاة العشاء قد حان إلا وكانت الأمور على ما يرام، وكأن شيئاً لم يكن، وذلك يرجع - بعد توفيق الله - إلى شمولية خطط الدفاع المدني واستعداداته المسبقة والإمكانات الضخمة التي تقدمها الدولة في خدمة ضيوف الرحمن من دون من أو تفاخر، ابتغاءً لمرضاة الله.