أشاد صحافيون وكتاب عراقيون بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتوجيه دعوة لقادة الكتل السياسية للاجتماع في المملكة تحت مظلة الجامعة العربية بعد موسم الحج الحالي. واعتبروها دعوة كريمة من أرض المقدسات إلى أرض الحضارات، من أرض النبوة وأول بقعة مباركة في العالم إلى أرض الإرث الخالد في بابل والنجف وكربلاء. ونوهوا بكون المبادرة السعودية تمثل أول دعوة عربية على مستوى القادة العرب إلى العراقيين للاجتماع والتشاور منذ عام 2003، كما أنها تبشر بولادة دور عربي يهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمان للشعب العراقي والتسامي على كل الجراح، هذا الدور تصدى له الملك عبدالله بحكمة القائد، والدور المسؤول، وحرص الأخ، عبر مبادرته الكريمة لأشقائه العراقيين الذين تشبثوا بحب بلادهم وتحملوا كل أنواع الموت اليومي طيلة السنوات الماضية بصبر وقوة أدهشت الجميع. المبادرة نابعة من حكمة القائد وحرص الشقيق الكبير.. وعلى الفرقاء العراقيين استثمارها لإنهاء المعاناة المبادرة حظيت بترحاب وتأييد من جميع الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية والشعبية العراقية.. ( الرياض) واصلت استطلاعها لآراء السياسيين والإعلاميين الذين رحبوا وأشادوا بدعوة خادم الحرمين، وطالبوا قادة الكتل السياسية إلى تلبيتها لإنهاء هذه المعاناة المريرة. الأستاذ في كلية العلوم السياسية (كاظم جبار) أكد أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين تجسد الموقف العربي الأصيل، والحكمة النيرة ونظرته الإنسانية لإنهاء معاناة العراقيين وتوحيد صفوفهم وتجاوز العقبات التي تواجههم في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وأكد (جبار) أن على القوى السياسية العراقية التفاعل الايجابي والترحيب بهذه المبادرة الكبيرة واستثمارها لتحقيق التوافق بين الكتل الفائزة كونها دعوة للتسامي على الجراح. وأكد الصحفي (ناصر محمد) أن مبادرة الملك عبدالله تنهي ضعف الحضور العربي في العراق، وهي بداية لعودته إلى موقعه الإقليمي والدولي، ومن يطلع على الدعوة يجد أنها دعوة كريمة من أخ إلى أخيه، دعوة صادقة ورائعة تستحق الشكر والثناء، إذ أنها تعبر بصفاء عما يحمله خادم الحرمين من أمان ومشاعر طيبة لإخوانه العراقيين. وأضاف أن المبادرة تجسد عمق الأواصر بين البلدين الشقيقين، فرغم الظروف الصعبة التي يمر بها العراق فان قوة وترابط العلاقات بين الشعبين أقوى من كل التحديات التي تواجههما.المحلل السياسي (جبر شيال) أكد أن مبادرة الملك عبدالله إيجابية، ولا أرى أي تدخل بالشأن العراقي، الأشقاء في المملكة أكدوا أكثر من مرة عدم تدخلهم بالشأن العراقي وعملية تشكيل الحكومة تعود إلى العراقيين وحدهم، وإن المملكة تقف على مسافة واحدة من كل الكتل السياسية، كما أن الأشقاء في المملكة أكدوا حرصهم على جمع القوى السياسية بدون أي تدخل أو ضغط، وقالوا بصريح العبارة (ليجلس الأخوة العراقيون في بلدهم الثاني ويتباحثوا بحرية كاملة)، أرى على القوى السياسية العراقية استثمار هذه الدعوة في المملكة والجلوس إلى طاولة للبحث والتشاور فيما بينهم. وقال الصحفي العراقي (عادل حسين) أن المبادرة السعودية هي تحت مظلة الجامعة العربية والعراق من الدول المؤسسة لها، كما أن الدعوة علنية وليست بالخفاء أو السر، ولا اعتقد أن فيها تدخلا في الشأن، بل أرى أنها دعوة كريمة من بلد شقيق له مكانته دوليا وإقليميا ومن الحكمة أن نشكرهم ونثمن هذا الاهتمام بالأوضاع العراقية من جانب الأشقاء في المملكة. وأكد زميله (شهاب جميل) ان من يطلع على دعوة خادم الحرمين يجد فيها الحرص والمسؤولية على الشعب العراقي، ويجد أيضا بين طياتها مشاعر الأخوة الصادقة والأمنيات لهذا الشعب للتوحد والتسامي على الجراح. وأضاف أن مبادرات خادم الحرمين كبيرة، وعودنا على هكذا مواقف نعتز بها وننظر إليها بعين المحبة والافتخار، وندعو القوى السياسية العراقية إلى تلبية دعوة خادم الحرمين والاجتماع لإنهاء مأساة كل العراقيين، فهي دعوة كريمة من أرض المقدسات إلى أشقائهم العراقيين. اما الدكتور دحام المندلاوي أستاذ في كلية العلوم السياسية فيقول: "في زمن المحن والشدائد، وعندما تشتد الخطوب لابد من قائد حكيم يقود الأمة إلى بر الأمان، قائد عينه لا تغفو عن شعبه، وقلب كبير يحمل كل الهموم وصبر لا ينفذ، وصدر يتسع للجميع وهذه الصفات نجدها اليوم في خادم الحرمين الشريفين الذي لم يتوان في إطلاق مبادرة في ظرف نحن اشد فيه إلى حكمة الحليم، والعقل الكبير، والرؤية الثاقبة لنتغلب على ثقافة الحرب والاقتتال، ونزف الدماء، وإشاعة ثقافة المحبة والتآخي والتسامح، فنحن اليوم بحاجة إلى مساعي تمسح على كل الجراح وتجمع وتوحد الكل تحت مظلة وخيمة العراق، والملك عبدالله أهل لهذه المهمة، والعراقيون يثقون في حكمته ورؤيته للخروج من الفرقة إلى التوحد ومن التشتت إلى الالتقاء.