شجب مجلس الشورى خلال جلسته العادية الرابعة والخمسين التي عقدها أمس الأحد برئاسة معالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد التفجيرين الآثمين اللذين وقعا مساء يوم الأربعاء الماضي الموافق (17/11/1425ه) في الرياض أمام مبنى وزارة الداخلية ومبنى قوات الأمن الخاصة بحي السلي. وقد شدد معالي رئيس المجلس على استنكار هذه الأعمال الاجرامية وادانتها، واشاد معاليه بالدور الكبير الذي تقوم به الدولة، وقوات الأمن للتصدي لهذه الفئة الضالة الباغية، مؤكدا وقوف كافة الشعب السعودي من مواطنين ومقيمين يدا واحدة مع القيادة في وجه الارهاب وقد أصدر المجلس البيان الآتي: تابع مجلس الشورى ما وقع من تفجيرين آثمين مساء يوم الاربعاء 17/11/1425ه في مدينة الرياض أمام مبنى وزارة الداخلية ومبنى قوات الأمن الخاصة بحي السلي جنوب شرق الرياض. وإن مجلس الشورى ليعلن استنكاره وادانته الشديدة لهذين الجرمين الكبيرين والعملين الآثمين اللذين وقعا على أيدي فئة ضالة باغية، تسفك الدم الحرام، في شهر حرام، وتقصد المعصومين بالتخويف والترويع، والايذاء والتهديد، تستخدم وسائل التفجير والتخريب، تستهدف الأرواح البريئة والمكتسبات والمنجزات، تخدم بذلك الأعداء والحاقدين، وتسعى إلى جر الأمة نحو أتون الفتنة والفوضى، والفرقة والفساد. وإن المجلس وهو يجدد استنكاره وادانته لكل الحوادث الاجرامية التي وقعت في بعض مناطق المملكة ليؤكد ثقته في يقظة الجميع في مواجهة كل فكر ضال أو تصرف عنيف أو سلوك ارهابي يستهدف الوطن وأمنه ومكتسباته، ويدرك - في الوقت نفسه - ان الجميع على وعي تام بأن مثل هذه الأعمال النكراء إنما يراد منها تقويض الكيان وهدم المبادئ وتدمير المكتسبات. ويدعو المجلس حملة العلم والقلم ورجال التربية والدعوة إلى مضاعفة الجهد واستفراغ الوسع في توعية الجمهور ولا سيما الناشئة وتذكيرهم بتعظيم أوامر الله وحرماته وتحذيرهم من سخط الله ونواهيه، وتبصيرهم بالأفكار الشاذة والدعوات الضالة، وكشف أصحاب الأغراض والأهواء الذين يريدون زعزعة هذه البلاد الآمنة وتفريق صفوف ابنائها، وتمزيق وحدتها التي أسسها الامام الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود - رحمه الله تعالى - مذكرا ما تنعم به هذه البلاد من نعم كثيرة وخصائص عديدة، في مقدمتها تحكيمها شرع الله تعالى في مناحي الحياة كلها كما نص على ذلك النظام الأساسي للحكم، هذا فضلا عن احتضانها البقاع المقدسة مكةالمكرمة وطيبة الطيبة وهما مهد الرسالة ومنبع الوحي وقيامها على خدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما وتشرفها بخدمة قاصديهما من حجاج وعمار وزوار، وقيامها بشعائر الدين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى دين الله سبحانه، فشعائر الدين في هذه الدولة ظاهرة بحمد الله في كل مكان، والعناية بها بينة على مستويات الدولة العليا، مما يوجب علينا أن نشكر الله على نعمته، ولا أحد يدعي الكمال، بل لابد من التعاون والسعي نحو سد ما قد يوجد من نقص. إن ما نواجهه ما هي الا خلايا ظلامية وتصرفات فوضوية وأعمال عشوائية قائدها الضلال والغي من فئة ضالة تتربص بأهلها وبلادها الدوائر، وتمكر بالليل والنهار، يريدون أن ينالوا من هذه البلاد وأهلها وقادتها ورجالها، ويأبى الله الا ان يرد كيدهم في نحورهم، لقد ردهم ربنا بغيظهم لم ينالوا خيرا، انها تحركات مجرمة آثمة من فئة الفتنة والضلال تحاول النيل من المملكة وكما استهدفوا الأهل والرجال والوطن فقد استهدفوا الدين والدعوة، وليس من الغريب أن يمنى هؤلاء المفارقون للجماعة بفشل اثر فشل في كل عملية حاولوها وفي كل اجرام ارتكبوه، لأن الوطن قد وقف بمواطنيه ومقيميه وبكل أطيافه وأبنائه ضد هذه الفئة الضالة التي تسفك الدماء وتنتهك الحرمات وتدمر المكتسبات وتفسد في الأرض وتقف أمام مسيرة الخير والاصلاح وان المجلس ليهنئ الوطن بل المسلمين أجمعين بما انتهجت القيادة من استراتيجية لاجتثاث الارهاب ومحاربة الضلال في متابعة وطنية ويقظة بالغة. إن هذه الفئة الضالة استهدفت فيما اقدمت عليه يوم الاربعاء الماضي من هذين الموقعين الأمنيين الشامخين ان تنال من هيبة المملكة، ولكنهم بفضل الله اصطدموا بسد منيع وحماية من الله وحفظه اولا لأهل الحق بيقظة حراسها من هذه البلاد ورجالها الأكفاء فأجهضت المحاولتان بكفاءة وتم القضاء على المجرمين في متابعة دقيقة ومطاردة شجاعة ووقت قياسي فأخزى الله مسعاهم وأبطل كيدهم في الموقعين كليهما ويقف وراء هؤلاء البواسل الوطن بأهله صفا مرصوصا وجسدا واحدا حفاظا على الدين وسلامة الدار لتبقى أرض النبوة والاسلام والوحي والقرآن والحرمين الشريفين محتجا آمنا ومثابة وأمنا للمسلمين كافة في أرجاء المعمورة. ويجدد مجلس الشورى تأييده الكامل لكافة الاجراءات التي تتخذها الدولة لمواجهة ما وقع وأمثاله من حوادث التفجير والتدمير، ولجميع التدابير التي تقوم بها أجهزة الدولة لاستئصال جذور الفساد وتطهير المجتمع من البغاة والمغرضين، ويسأل الله عز وجل ان يرد كيد المتآمرين في نحورهم، وان يقي البلاد والعباد شرورهم، ويجعلها على الدوام واحة أمن وأمان، واستقرار واطمئنان، انه سميع مجيب. كما أكد معالي الأمين العام للمجلس الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر في تصريح اثر انتهاء أعمال الجلسة «ان المجلس أقر ارسال برقيات عزاء ومواساة لرؤساء البرلمانات في الدول التي تضررت بالكوارث التي نجمت عن الزلزال المدمر الذي وقع في بعض دول جنوب شرق آسيا، وما نجم عنه من المد المائي الذي أحدث دمارا كبيرا في الأنفس والممتلكات. ثم انتقل المجلس بعد ذلك لاستكمال دراسة تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والصحية والأسرة حول طلب تعديل بعض مواد مشروع نظام مزاولة المهن الصحية. وأبان معاليه ان المجلس - بعد المداولات - اقر تعديل خمس من مواد مشروع نظام مزاولة المهن الصحية وهي المواد «27و28و31و41و43». والتي تعالج وتستوعب الأخطاء التي تنجم عن اجراء عمليات جراحية غير مسبوقة أو قيام غير مختص بها، وكذلك الزام الأطباء وأطباء الأسنان العاملين في المؤسسات الصحية العامة والخاصة بالاشتراك بالتأمين التعاوني، تحديد الأخطاء المهنية التي تستلزم التعويض وماهية العقوبة التي تصدر بحق الأطباء المخالفين.. ثم انتقل المجلس بعد ذلك الى استكمال دراسة مشروع نظام الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين ومن في حكمهم الذي قد بدأ المجلس دراسته في جلسة سابقة. وأوضح الدكتور البدر: أن هذا النظام المكون من أربعين مادة تنظم ادارة أموال القاصرين والأوقاف التي ليس عليها ناظرون من اجل الحفاظ عليها وتنميتها حتى تكون في حالة نمو، ولكي تسهم في التنمية في مجالات عملها ولصالح المشمولين فيها، وسوف يكمل المجلس دراسة النظام في جلسة قادمة باذن الله تعالى.