طعم النجاح أحلى من العسل، وانفراج الكرب أشهى من ابتسامة الرضيع، والأكل من كد اليد ألذ من الفواكه، بهذه الكلمات وصفت السيدة هادية الشمراني من جدة نجاح مشروعها متناهي الصغر، والتي تعيل 6 من أبنائها. وبدأت قصة نجاح هادية بعد أن ضاقت بها السبل في سد حاجة أبنائها من السكن والملابس والطعام وبحثت عن مصادر تمويل لتقف بنفسها على حاجة أبنائها دون حاجة السؤال من أحد، ووجدت لدى جمعية البر بجدة برنامجاً لتمويل الأسر وتحويلهم إلى أسر منتجة من خلال مشاريع متناهية الصغر وهدف البرنامج إلى تحويل المعوزين إلى منتجين، من خلال مشروع الأسر المنتجة استطاعت السيدة هادية الشمراني من سكان جدة والأم لستة أبناء من مواجهة ظروف الحياة بمفردها, وأخذت على عاتقها بناء حياة وعيشة كريمة لها ولأبنائها. وقال رئيس برنامج الأسر المنتجة الأستاذ ظاهر الظاهري المشرف العام على مشروع الأسر المنتجة: «إن الجمعية من خلال برنامج الأسر المنتجة وقفت إلى جانب الإبداع وحب العمل، والقضاء على الاتكالية والتخاذل والاستسلام والكسل، فتولدت قصص رائعة من النجاحات لأشخاص وأسر كانوا في الماضي محتاجين فأصبحوا منتجين». أما السيدة هادية فترى أن حرفة في اليد تغني عن الفقر، فهادية تتقن مهنة الخياطة وكانت تعمل في الخياطة بشكل جزئي، لم يكن المردود المالي يكفي لسد احتياجات أسرتها، فقررت أن توسع من عملها في الخياطة ولكنها كانت تحتاج إلى مبلغ من المال لمساعدتها في توسيع عملها. حينها تقدمت هادية إلى برنامج الأسر المنتجة التابع لجمعية البر بجدة يحذوها الأمل أن تجد دعما بسيطا يساعدها في تمويل مشروعها الصغير، وعلى الفور تم استقبالها في الجمعية والبدء مباشرة في الخطوات العملية ودراسة طلب هادية, وعلى الفور تم تقديم مبلغ 1500 ريال كقرض ميسر لها لمساعدتها في إقامة مشروعها الاستثماري من داخل منزلها. خصصت هادية غرفة في منزلها الخاص لاستقبال طلبات الخياطة حتى انتهت فترة السداد. ومع مرور 3 أشهر على مشروعها ازداد لدى هادية الطلب حيث المنطقة التي تسكن فيها تفتقر إلى وجود مشاغل خياطة نسائية، فرغبت في تطوير المشروع وفتح مشغل نسائي بترخيص من البلدية, فعادت وتقدمت بطلب قرض من الجمعية بقيمة 10.000 ريال حتى تطور من عملها وتتوسع فيه. فخصصت غرفة من المنزل جعلته واجهة المشغل بلوحة عرض خاصة وأصبح لديها 4 مكائن خياطة بعد أن كانت تعمل بمكينة واحدة. وعندما زاد عليها الطلب وكثر لديها الزبائن بدأت بالبحث على من يساعدها فلم تستقدم من العمالة, بل أصرت أن توظف بنات وطنها ووظفت عددا من السعوديات. تقول هادية عن نجاحها: «حين كبر مشروعي بفضل الله ثم بفضل الجمعية أصبح دخلي الشهري أكثر من 5000 ريال, وأطمح إلى أن أتوسع في مشروعي بإذن الله وأنشئ مصنعا للخياطة».