دعا صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي ذوي المعتقلين في الخارج إلى مراجعة إدارة الشؤون الدولية في الهلال الأحمر لمعرفة أماكن تواجد أبنائهم، ومدى إمكانية التواصل معهم، موضحاً أن «قافلة الخير» التي تقرر أن تنقل أهالي المعتلين إلى أبنائهم تم تأجيلها بسبب الأوضاع الأمنية في العراق. وقال سموه في حديث ل»الرياض» إن التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص بقضايا المعتقلين في الباكستان وافغانستان جارٍ لنقل الأهالي لأبنائهم، وإجراء الاتصال المرئي بين الطرفين. وكشف سموه أن مشاركة الهلال الأحمر في حج هذا العام ستشهد مشاركة فعلية للإسعاف الجوي؛ الذي سيقوم بتغطية الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمة، ومع انطلاق أيام الحج سيكون مخصصا للعمل داخل المشاعر المقدسة، مشيراً إلى استحداث إدارة الجودة لمتابعة عمل الفرق الإسعافية وتطويرها. وبين سموه ان أسطول طائرات الإسعاف الجوي؛ ستضاف لهما طائرتان متخصصتان للعمل في المناطق الجبلية بعد نجاح تجربة الإسعاف الجوي في المناطق الساحلية والصحراوية. وشدد سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي على أهمية تكريم المستشفيات لتحفيزها على التميز خلال استقبالها الحالات الاسعافية، متمنياً تحويل هذا التكريم إلى جائزة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين أو سمو ولي العهد أو سمو النائب الثاني، وفيما يلي نص الحوار: تكريم المستشفيات * سمو الأمير اتخذ الهلال الأحمر خطوة رائدة لتكريم المستشفيات المتميزة بالتعاون مع الهلال الأحمر.. كيف ترون مثل هذه الخطوة لتفعيل التعاون مع الجهات التي تستقبل الحالات الإسعافية؟ - هذه هي السنة الأولى للتكريم، ونحن تعمدنا ذلك لإبراز دور وجهود المستشفيات، وتحفيز المستشفيات الأخرى، حيث تم التكريم بناء على عدد الحالات والإحصاءات الموجودة لدينا، والإسعاف الجوي داخل الآن بثقل؛ ولذلك نحن نهتم أن تستقبل المستشفيات الحالات الإسعافية سواء أرضية أو جوية وإن شاء الله تستمر لسنوات قادمة على هذا الأمر. تحويل التكريم إلى جائزة * هل سيتم تطوير هذا التكريم وتحويله إلى جائزة تحرص المستشفيات على التسابق لنيلها؟ - أتمنى ذلك، ونحن نتمنى أن تكون هناك جائزة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين أو سمو ولي العهد أو سمو النائب الثاني، وأن تكون هذا الخطوة داعمة ومحفزة للمستشفيات، ونحن نعلم الضغوط التي عليهم وقلة الأسِرّة في بعض المستشفيات.. ولكن نأمل أن يكون هذا التكريم دافعاً وحافزاً لهم بإذن الله تعالى. الأمير فيصل بن عبدالله خلال حديثه للزميل العمري الإسعاف الجوي في الحج * ماذا عن استعدادات الهلال الأحمر للمشاركة في حج هذا العام؟ - استعداداتنا كل سنة تنطلق منذ نهاية موسم الحج، ونبدأ بالاستعداد والتفكير في السنة المقبلة لتفادي أخطائنا، ونسعى لتكثيف الجهود في هذا العام، حيث يشارك للمرة الأولى الإسعاف الجوي بخمس طائرات متمركزة في المنافذ التي تؤدي إلى مكةالمكرمة، بعد ذلك تنتقل إلى العمل داخل المشاعر. إدارة الجودة * هل سيشهد حج هذا العام مشاركة لأجهزة جديدة في الهلال الأحمر إلى جوار مشاركة الإسعاف الجوي للمرة الأولى؟ - نعم هناك مشاركة لإدارة الجودة التي استحدثت هذا العام، وهي إدارة مهمة سوف تتابع المستشفيات ووصول المصابين من قبل الهلال الأحمر للمستشفيات، وتتابع أيضاً مدى صحة الإجراءات ومدى الأخطاء التي تم الوقوع فيها، وكذلك تحسين أوضاع وأداء المسعفين من خلال متابعتهم عن طريق المستشفيات، وأعتقد أن هذه الخدمة سيكون لها دور كبير، حيث ولدت الفكرة العام الماضي وتم العمل بها، ولكن كتجربة، أما هذا العام فتم تفعيل عمل الإدارة، وبإذن الله تكون هذه السنة خير حافز، كما تم رفع الدرجات النارية المسعفة إلى (11) دراجة نظراً للحاجة الماسة إلى جهودها. الإسعاف الجوي يغطي الطرق المؤدية إلى مكة أولاً ثم المشاعر المقدسة مع بدء الحج 120 طبيباً *ماذا عن عدد المشاركين من منسوبي الهلال الأحمر في الإسعاف الجوي؟ - الزيادة في الإسعاف الجوي لدينا 120 طبيباً وهم متواجدون جدد، ولله الحمد، وانضم مؤخراً (66) طبيباً سعودياً بعد انتهائهم من التدريبات، ولدينا حالياً أطباء متقدمون وصل عددهم إلى 120 في مرحلة الفرز ومن ثم قبولهم. والأخوة في الإسعاف الجوي حريصون على سعودة الطيارين وجميع العاملين سعوديون، حيث استفدنا من اعتمادنا على الطائرات المستأجرة في باكورة عملها في المملكة، وعندما انطلقنا في البداية بالإسعاف الجوي وأحضرنا بعض الطائرات للأسف لم تكن مهيأة لأجواء المملكة أو طرقها حتى مسألة الوزن كانت خفيفة، فاستبدلناها بطائرات أخرى مستأجرة أيضاً من قبل شركة أبو ظبي، وأعطتنا هذه المحاولة تجربة لنوع آخر من الطائرات كانت ناجحة بكل المقاييس، والآن هناك طائرتان قادمتان ليصبح مجموع طائرات الإسعاف الجوي ثماني طائرات -إن شاء الله-، والطائرتان القادمتان مزودتان ب"ونش الانقاذ" وسنقوم بتجربتهما في المناطق الجبلية كعسير والباحة للتأكد من جاهزيتهما وفعاليتهما بعد نجاح الطائرات السابقة في المناطق الساحلية والصحراوية، ومن ثم نكون قد رسمنا نوع الطائرات المؤهلة للعمل في أجواء المملكة. الطائرات المؤجرة * هل الطائرات المؤجرة للتجربة ومعرفة مدى نجاحها، أم أن هناك عوائق لامتلاك الطائرات؟ - لا يوجد عائق، ولكن نحن هدفنا من هذا الإجراء معرفة مدى صلاحيتها، ففضلنا عدم شراء طائرات لتجربتها ونخسر وبعد ذلك يتضح أنها فاشلة ولا تخدم عمل الإسعاف الجوي، فالخدمة الإسعافية لأول مرة تجرب، نعم هناك طائرات في المملكة تستخدم سواء من القطاعات العسكرية أو القطاعات الخاصة كأرامكو وخلافها، ولكنها محصورة في نقاط معينة، بينما الإسعاف ينزل في الطرق السريعة وهي في الحقيقة تجربة للطيارين والطائرات، وأنا أحب أن أشيد بمشاركة الطيارين السعوديين الذين شاركوا بالعمل في الاسعاف الجوي، ففي كل طائرة يوجد طيار من شركة أبوظبي وطيار سعودي من قبل هيئة الهلال الأحمر يتعلم ويمارس في الطرق السريعة والخطوط الداخلية في المدن أو خارجها، ونحن استفدنا من هذه التجربة وبدأت تتضح لنا الصورة أي الطائرات أفضل وتحمل للوزن ودرجات الحرارة والمسافة، كما أن التجربة الأخيرة للطائرات ذات الرافعة سيتبين مدى نجاح عملها في المناطق الجلبية ليكون هناك تنويع في الأسطول الذي سيعمل في الإسعاف الجوي. مؤتمر الحشود * كانت هناك مشاركة للهلال الأحمر في مؤتمر الحشود والتجمعات البشرية الذي نظم في جدة.. كيف تنظرون إلى أهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات؟ - المملكة هي أفضل دولة في إلقاء المحاضرات عن الحشود، لقد زرت عدداً من الدول وعلى سبيل المثال ألمانيا في مدينة شتوتغارت لمشاهدة غرف العمليات، وكانوا من هذه الغرف يديرون القطارات والمترو ويتابعون حركة السير، وكانوا منبهرين من إدارة المملكة لأكثر من ثلاثة ملايين في مسافة لا تتجاوز السبعة كيلو مترات خلال موسم الحج وتضيق خلال رمي الجمرات، وحقيقة نحن من يعطي الدروس للعالم في تنظيم الحشود.. ولا شك أن تبادل الخبرات مهم، وأنا أرى أنه لا بد من انعقاد مثل هذه المؤتمرات مرتين كل عام نستفيد من تجارب الأخرين، وأنا من رأيي لا يوجد مكان في العالم يتم فيه حشود تصل أعدادها إلى ثلاثة ملايين في مكان ضيق. قافلة الخير * سمو الأمير..ماذا عن مشروع "قافلة الخير" الذي يهدف لربط ذوي المعتقلين بأبنائهم؟ - نحن قلباً وقالباً مع ذوي المعتقلين، ولدينا الآن الاستعداد لتنفيذ المرحلة الثانية في ديسمبر المقبل وتنظيم اللقاء المرئي، ولله الحمد هذا المشروع حقق فوائد كبيرة، حيث ان ثلاثة من المعتقلين لم يكونوا يريدون الاتصال بذويهم، ولكن عندما سمعوا من بعض زملائهم في بلد الاعتقال أن هناك اتصالا مرئيا، يمكنهم من مشاهدة ذويهم، عدلوا عن رأيهم وطلبوا مقابلة ذويهم، وكان هناك بعض العوائق تصعب جلب الأهالي، حيث أن أحد الأشخاص ذهبنا له بجازان ونحن مستعدون في أي قرية أو هجرة أو أي مكان نصل إلى الشخص ونقوم بالاتصال المرئي. نحن طلبنا زيارة لذوي المعتلقين لأبنائهم في معتقلات باكستان وأفغانستان ولكن إلى أن تتضح الصورة سنقوم بهذه الخطوة، ونحن الآن نسعى ونتباحث عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسهيل مهمة الاتصال المرئي إلى أن تتم اللقاءات. قوائم المعتقلين * ماذا عن تجديد قوائم المعتقلين؟ - أي خطاب يردنا من اللجنة الدولية للبحث في المملكة، أو من المملكة للبحث في الخارج نقوم على العمل عليه.. ونحن نوجه عن طريق صحيفة «الرياض» رسالة لأي مواطن أو مقيم على أرض هذا البلد له ابن أو أخ أو قريب معتقل الاتصال بقسم الشؤون الدولية في الهلال الأحمر، وأبواب القسم مفتوحه (24) ساعة، ونتمنى منهم عدم التأخر، وأتمنى من الآن البدء بمراسلتنا لكي نتمكن خلال ديسمبر المقبل إلحاقهم في هذا البرنامج. الوضع في العراق * سمو الأمير عندما أطلقتم مشروع "قافلة الخير" كنتم تهدفون إلى إجراء لقاءات مباشرة بين المعتقلين وذويهم.. ماذا عن إجراء هذه اللقاءات؟ - قافلة الخير ليست للاتصال المرئي فقط، ولكن الوضع في العراق لا يصلح أمنياً لنقل الأهالي إلى أبنائهم، ولا زلنا في اتصالات مع باكستان وأفغانستان لإنهاء الإجراءات، وتم تفريغ عدد من الأشخاص في الشؤون الدولية خلال إجازة الحج للتواصل مع اللجنة الدولية في حال أي مستجدات يبلغومنا بها؛ لتبليغ ذوي المعتقلين ونؤمن لهم السفر لرؤية ذويهم بإذن الله تعالى.