توفر الجهات المعنية في المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله خدمات مميزة لضيوف الرحمن منذ وصولهم إلى أراضي المملكة لأداء فريضة الحج، سواء في المنافذ الجوية أو البرية أو البحرية. وتعد صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة من أهم البوابات الجوية، حيث تستقبل سنوياً وفود الحجيج من مختلف أنحاء العالم؛ ولهذا تبدأ الاستعدادات فيها مبكراً من قبل جميع الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات، وتوفير كافة التجهيزات التي تساهم في انجاز كافة الإجراءات المتعلقة باستقبال ضيوف الرحمن بأقصى سرعة ويسر. "الرياض" وقفت على هذه الاستعدادات من خلال جولة ميدانية على جميع الأجهزة الخدمية في الصالة، واطلعت عن قرب على الإجراءات والتسهيلات التي توفرها هذه الجهات للحجاج. 14 صالة تخدم 3800 حاج في الساعة.. 160 رحلة يومياً وقال "سمير ميرة " - المدير العام التشغيلي في مطار الملك عبدالعزيز الدولي - إن الأجهزة الحكومية والخدمية الأخرى تقدم لنا كافة خططها التشغيلية ونتبناها في الهيئة العامة للطيران المدني، ونعمل على تنسيقها ودمجها بما يواكب طاقة واحتياجات المطار من ناحية إعداد القوى البشرية التي تتجاوز 22 ألف عامل والتجهيزات المطلوبة للخدمة، إلى جانب ترتيبات مهمة ننسقها مع الأجهزة العاملة بالمطار، وبمشاركة أكثر من 75 شركة طيران ما بين شركات منتظمة، وشركات عارضة، وشركات وطنية تقوم بنقل الحجاج؛ لضمان عملية نقل الحجاج بسهولة ويسر وضمان حقوق شركات الطيران وإلزامها ببرامج معينة ومواعيد محددة، بالإضافة إلى ضمان عملية إنسياب الحجاج والخدمات التي تقدم لهم من قبل الجهات المختلفة، وعدم تعريضها للضغط في فترة القدوم والخروج، خاصة في ساعات ذروة الموسم، حيث تصل أعداد الرحلات القادمة في اليوم إلى حدود 160 رحلة يومية. مدير عام التشغيل بمطار الملك عبدالعزيز يتحدث للزملاء في «الرياض» 14 صالة لخدمة الحجاج ويشير "م. عدنان السقاف" - مسئول شركة تطوير مجمع صالات الحجاج - إلى اكتمال جميع صالات الحجاج في هذا الموسم، وعددها 14 صالة، وتبلغ مساحة الصالة الواحدة 90 ألف متر، وتستقبل 14 رحلة خاصة في وقت واحد، موضحاً أن "العشر العلوية" منها موصولة بجسور متحركة، وهي أول الجسور التي يتم تركيبها بالمطار، وأحد هذه الجسور قابل لاستقبال الطائرات العملاقة التي بدأت تستخدم في نظام الملاحة الجوية، وتستطيع الأجهزة الحكومية والخدمية نتيجة هذه الإمكانات أن تخدم أكثر من 3800 حاج في الساعة، كما حققت هذه الصالات الحديثة للحاج نظرية المسار الواحد لاعتمادنا "اللغة النظرية"، وإدخال الألوان بحيث تمكن الحاج إلى الانتقال إلى مختلف المواقع بسهولة. توزيع 13 مليون مصحف وكتاب وشريط إدارة الجمارك ويرى "راضي السلمي" - مسئول الجمارك بصالات الحجاج - أن العمل في الجمارك معد بشكل جيد لخدمة الحاج في المطار وكافة منافذ المملكة، مؤكداً على أن كافة العاملين في الجمارك يقدمون خدمات جليلة لراحتهم عند تفتيش العفش، ويتم ذلك باعتماد أحدث الأساليب والأجهزة، دون استخدام التفتيش اليدوي إلاّ في حالات معينة. وقال:"إن الميكنة الحديثة في التفتيش أدت إلى التسريع في تسليم أمتعة الحجاج، بحيث لا يستغرق ذلك أكثر من ثوان معدودة للشخص الواحد، وتصل إلى 127 ثانية في حالة الاشتباه. رجال الجوازات يتأكدون من إجراءات الحجاج وزارة الشؤون الإسلامية وأكد "الشيخ طلال بن أحمد العقيل" - مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والزيارة، ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج - على أهمية التيسير ورفع الحرج عن الحجاج، موضحاً أن دعاة التوعية في الحج حريصون على الأخذ بهذا المنهج الشرعي الإسلامي المهم. وقال: إن برامج الوزارة الإعلامية في موسم هذا العام سوف تركز على استخدام اللوحات الإعلانية الالكترونية في الميادين الرئيسة وفي مكة والمدينة والمشاعر، وعبر أكثر من خمسة ملايين كتاب وفيلم ونشرة وشريط لحجاج الداخل، و13 مليون مصحف وكتاب وشريط لحجاج الخارج باثنتين وثلاثين لغة مختلفة، ومن خلال العديد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بعشر لغات عالمية، إضافة للدور التوعوي الذي يقوم به الدعاة وأئمة المساجد والخطباء، والبرامج والأفلام التي يتم عرضها من خلال أكثر من 80 قناة فضائية والإذاعات السعودية وما يتم ربطه بها من القنوات الإذاعية الإسلامية والعربية. وزارة الصحة أوضح "د. سامي بن محمد باداود " - مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة - أن الشؤون الصحية بجدة قد أنهت كافة استعداداتها، وجهزت جميع المرافق الصحية في المنافذ لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، وقد تم تجنيد كل القوى البشرية سواء فنية أو إدارية أو أطباء، حيث بلغ عدد المكلفين بمركز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز بجدة 589 مكلفاً، بينما بلغ عدد المكلفين بمركز المراقبة الصحية بميناء جدة الإسلامي حوالي 140 مكلفاً، وهذه المرافق الصحية تعمل على مدارالأربع وعشرين ساعة. وقال:"يقوم الموظفون بتطبيق كامل الاشتراطات الصحية الواجب اتخاذها تجاه القادمين لأداء فريضة الحج؛ للتأكد من سلامتهم صحياً، وخلوهم من أي أمراض وبائية معدية، وذلك من خلال مراجعة شهادات النظم الدولية، والتأكد من استيفائها كامل الشروط الصحية، بالإضافة إلى تقييم العلاجات الوقائية من اللقاحات والأمصال، وكذلك تقديم كامل الرعاية الصحية والعلاجية لضيوف الرحمن، وتحويل الحالات التي تحتاج إلى تخصصات دقيقة أو تنويم للمستشفيات بمدينة جدة. عدد من المتطوعين السعوديين في خدمة الحجاج وأضاف "د. باداود" أن جميع الخدمات تقدم لحجاج بيت الله الحرام على مدار الأربع والعشرين ساعة مع الاهتمام بالجوانب الوقائية، حيث تم الحرص على أن يكون الحاج قد أخذ لقاح الحمى المخية الشوكية ولقاح مرض الكوليرا، وكذلك شلل الأطفال والحمى الصفراء وحمى الضنك مع التركيز على برامج وفعاليات التوعية الصحية والتثقيف الصحي لتوعية الحجاج. وزارة الثقافة والإعلام وفيما يتعلق بالدور الذي تؤديه إدارة المطبوعات في خدمة ضيوف الرحمن بمدينة الحجاج في منفذ مطار الملك عبدالعزيز؛ أكد الأستاذ "عبدالخالق بن عبدالله الزهراني" - مدير مطبوعات مطار الملك عبدالعزيز الدولي - الأهمية القصوى لوجود أكثر من مئة وثلاثين موظفاً إعلامياً جندتهم الوزارة للعمل خلال فترة قدوم الحجاج مع باقي العاملين في القطاعات الأخرى، والذين يعملون على مدار الساعة، مشيراً إلى أن العاملين في إدارة مطبوعات المطار يقومون بدور حيوي هام لخدمة ضيوف الرحمن، وذلك من خلال تزويدهم بما يحتاجون من معلومات مفيدة حول رحلتهم الإيمانية، وتأمين الصحف اليومية التي تصدر بلغاتهم المختلفة لتعريفهم بكل ما يحتاجونه عن المملكة ورحلة الحج. وقال:"إن هناك أيضاً 18 شاشة عرض تلفزيونية تم توزيعها على صالات القدوم؛ لتقديم الكثير من الإرشادات وخطوات الحج بلغات الحجاج المختلفة، إلى جانب وجود مجموعة كبيرة من المترجمين والطلاب المتعاونين الذين تعاقدت معهم الوزارة لخدمة ضيوف الرحمن". وفي رده على سؤال حول بعض المخالفات الدينية التي ترد مع بعض الحجاج، أجاب قائلاً: "يصادف أن يصطحب بعض ضيوف الرحمن كتيبات وأدعية فيها من المخالفات الدينية الواضحة؛ فيتم استبدالها بكتيبات سليمة كدور توعوي تقوم به وزارة الثقافة والإعلام جنباً إلى جنب مع الجهود المشكورة التي تقدمها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد".