قال مدير المخابرات الموريتانية محمد الأمين ولد أحمد إن الحرب على العراق كانت سبب ظهور الحركات الإرهابية في موريتانيا، وأضاف ولد محمد الأمين في كلمة ألقاها في نهاية مؤتمر الحوار الوطني حول الإرهاب المنعقد في نواكشوط، إنه بالرغم من وجود مجموعات متطرفة مسلحة في الجزائر قرب الحدود مع موريتانيا كانت تقاتل الحكومة وتنفذ عمليات مسلحة، طيلة عقد التسعينيات، إلا أن الشباب الموريتاني ظل معرضا عن تلك الجماعات ولا علاقة له بها، إلى أن جاء الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، حينها بدأت مجموعات من الشباب الموريتاني تتوجه إلى معسكرات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بحثا عن التدريب العسكري وطريق يوصل إلى العراق، وأضاف أن قادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يعدون المجموعات الشبابية بإرسالهم للقتال في العراق، وبعد وصولهم إلى المعسكرات يتم احتجازهم هناك بحجة تعذر إرسالهم إلى العراق وعدم إمكانية عودتهم إلى بلادهم خشية ملاحقتهم قضائيا وأمنيا. وقال إن أجهزة الأمن والمخابرات تمكنت من إحباط عمليات ضخمة كان التنظيم يخطط لها في موريتانيا، وفي مقدمتها عمليات تفجير كانت تستهدف مصالح عمومية وأجنبية، واختطاف أجانب بينهم دبلوماسيون، كما تم تفكيك التنظيم المحلي الذي أسس في موريتانيا وكان مرتبطا بتنظيم القاعدة ويدعى "أنصار الله المرابطون في بلاد شنقيط". وتحدث عن المساحة الصحراوية التي يتحرك عليها عناصر التنظيم في شمال إفريقيا قائلا إنهم يتخذون من شمال مالي مقرا لمعسكراتهم، مع تحركهم في منطقة الصحراء الكبرى في شمال موريتانيا مؤكدا أن تلك المجموعات باتت صحابة القوة الأولى في تلك الصحراء، وأصبحت تسيطر على طرق وممرات التهريب التي تستخدمها عصابات المخدرات وبيع السلاح وتهريب المهاجرين السريين، مشددا على أن حروبا ونزاعات شهدتها المنطقة في السابق سهلت من حصول هؤلاء على الأسلحة والمتفجرات، كما ساعدتهم حالة الفوضى وغياب القانون وضعف سيطرة دول المنطقة على تلك الصحاري. وحذر مدير المخابرات الموريتانية من مغبة ترك الحبل على الغارب لتلك المجموعات المنتشرة في الصحراء، قائلا إنها تتجه لتشكيل تنظيمات محلية تابعة لها في دول الساحل والصحراء، "وهو ما سيحول الوضع إلى جحيم لا يطاق إذا ما تمكن تنظيم القاعدة من تنفيذ استراتيجيته المحلية في المنطقة"، ودعا إلى ضرورة تنسيق الجهود للتصدي للتنظيم قبل أن يستفحل أمره ويتوغل عبر تنظيمات محلية تصعب ملاحقتها.