من بين عشرات الألوف الذين يمرون يومياً أمام مبنى جناح المملكة العربية السعودية المشارك في فعاليات إكسبو شنغهاي 2010، يتوقف كثير منهم لالتقاط صور يظهر خلفها ما مجموعه 32 نخلة سعودية سامقة تملأ سماء شنغهاي وتقف شامخة أمام الجناح السعودي داخل حديقة الصداقة التي تتصدر مدخله الرئيس، إضافة إلى 57 نخلة أخرى على سطح مبنى الجناح تميزه عن باقي الأجنحة المشاركة في المعرض. معظم الصينيين الذين يمرون أمام الجناح السعودي لم تتسن لهم أبداً رؤية النخل العربي من قبل، ويظنون أنه نخيل النارجين الذي ينمو في منطقة "هاينان" في جنوب الصين. يقول جيانغ (30 سنة) و لي (31 سنة) وهما مهندسا كمبيوتر جاءا إلى شنغهاي في رحلة عمل أن طول النخيل السعودي متميز جداً، وينتج تمراً طيب الطعم. وبخلاف تعريف الصينيين بالنخلة وثمرها، يعد تواجد النخيل في الجناح السعودي تعبيراً رمزياً عن المكانة الكبيرة التي تحظى بها النخلة لدى الإنسان السعودي في كل زمان ومكان، فهي تتوسط السيفين في تشكيل شعار المملكة العربية السعودية. ويثير اهتمام الصينيين الذين يستخدمون الأعشاب والأدوية المستخرجة من المواد الطبيعية، المعلومات التي تفيد أن النخل كان يستخدم قديماً بعد تكسيره لتسكين آلام الأسنان، وبعد تحميصه لصناعة القهوة، إلى جانب استخدمه ككحل للعيون حيث يساعد على وقايتها من الأمراض. ويستفسر الزوار الصينيون عند أنواع التمور، خاصة وأن الذي يقدم لهم هو التمر السكري فيتعرفون عند سؤالهم على مجموعة من التمور الأخرى التي تنتج في المملكة، ويتعرفون أيضاً على مراحل نمو التمر التي تبدأ بمرحلة النمو ثم الإخصاب وصولاً إلى بلوغ الثمرة أقصى حجم ووزن لها قبل المرحلة الأخيرة، والتي تتحول خلالها إلى اللون الأصفر بدرجاته أو الأحمر أو خليط من اللونين وصولاً إلى اللون الأسود أو البني الداكن. ولا يجهل الصينيون التمور، فقد قال المواطن تشو (77) سنة من ولاية جيانغ تشي، إن الصين كانت تستورد التمر من العراق خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وتواصل النخلة عطاءها بتمثيل جزء مهم من الثقافة السعودية من خلال مشاركتها مع التمر في إكسبو شانغهاي 2010 حيث توفر منظراً خلاباً وظلاً وافراً لزوار الجناح السعودي في حديقة الصداقة السعودية الصينية وتضيف الواحة الباسقة على سطح سفينة النور منظراً رائعاً للإكسبو، ويشارك ثمرها (التمر) مع القهوة العربية من داخل الجناح السعودي في استقبال الزوار الصينيين والأجانب.